مبررات التصعيد القادم
24 اغسطس, 2023 05:24 صباحاًأشرف أبو خصيوان
يَترقب سكان قطاع غزة تصعيداً اسرائيلياً جديداً ضد القطاع، حالة الترقب لها تبريرات، أبرزها تبني حركة حماس عملية الخليل، ونتائج اجتماعات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، التي حَملت غزة المسؤولية عن العمليات داخل إسرائيل وتزايد وتيرة التصريحات الإسرائيلية بضرورة تفعيل سياسة الاغتيالات والتصفية الجسدية لنشطاء بارزين في المقاومة الفلسطينية في كل الساحات سواء غزة أو الضفة أو في لبنان.
في غزة أعلنت الفصائل الفلسطينية الاسبوع الماضي عن نجاح تجارب صاروخية، وصفت بأنها بعيدة المدى، وتختبر قدرات المناورة والوصول إلى العمق الاسرائيلي وذلك رداً على تردي أوضاع الأسرى داخل السجون، في المقابل نجحت إسرائيل بإسقاط طائرتين مسيريتن تتبعان للمقاومة الفلسطينية، في حين أوقعت المقاومة الفلسطينية طائرة مسيرة إسرائيلية شمال القطاع، تزامن تلك الأحداث مع عملية في منطقة اللد وأخرى في الخليل، وحراك في غزة على الحدود الشرقية.
نَبرة التصريحات الفلسطينية والاسرائيلية تَشير إلى مواجهة، ولكن دون تحديد سقف زمني لنقطة البداية، في وقت ارتفعت فيه وتيرة التهديد الإسرائيلي ضد مدينة نابلس ، معقل أكبر تشكيل عسكري فلسطيني مقاوم في الضفة الغربية "عرين الاسود"، ما تخشاه الفصائل الفلسطينية وتحديدا في غزة أن يتم اقتحام مدينة نابلس على غرار ما حدث في جنين، هذه الخشية يسبقها ترقب وانتظار ورفع الجاهزية في غزة كي تتزامن العملية العسكرية في نابلس، مع اطلاق رشقات صاروخية من غزة رداً على ذلك.
غَزة المُنهكة بالفقر والحصار، تدخل على خط المواجهة من جديد، واقحام غزة، هذه المرة جاء بعد تصريحات اسرائيلية، تهدف للحفاظ على قوة الردع الاسرائيلية، والحفاظ على أمن وسلامة المستوطنين، ومنع العمليات المسلحة التي يقودها الشُبان الفلسطينيون، داخل العُمق الاسرائيلي.
"جِباية ثمن باهظ" وهو مقترح مشروع تم نقاشه داخل أروقة المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر، وفقاً للمصادر الاسرائيلية، والمقصود به أنه على حركة حماس أن تدفع ثمناً مُقابل عمليات اطلاق النار في الضفة الغربية التي تستهدف المستوطنين، وبذلك يكون قد حدد الجيش الاسرائيلي شَكل العملية العسكرية القادمة، سواء ضد غزة أو ضد الضفة الغربية، من خلال تنشيط سياسة الاغتيال ضد أحد الأهداف الفلسطينية النشطة التي تُوجه المسلحين في الضفة الغربية لتنفيذ أهدافهم.
ما سَبق التصعيد في لغة الخطاب بالتصريحات الاسرائيلية والفلسطينية، التي تُوصف بأنها ذات نبرة مرتفعة، هي رسائل ارسلتها حركة حماس للوسطاء، بأنها لن تتهاون في الرد على أي جريمة اسرائيلية بحق الفلسطينيين، سواء في غزة أو الضفة، أو من خلال تنشيط سياسة الاغتيالات، أو التي تستهدف الأسرى داخل السجون.
ستتجرأ قوات الاحتلال الاسرائيلي على صب الزيت على النار، في حال أُتيحت لها الفرصة من تصفية قيادي كبير وبارز في المقاومة الفلسطينية، وبذلك تكون قد أعلنت عن موجه جديدة من التصعيد.