بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية تواجه اعتداءات متكررة على املاكها خاصة في القدس
21 يوليو, 2023 12:24 مساءًفتح ميديا - القدس:
كشف مقطع فيديو متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس الخميس، مستوطنيّن اسرائيليين مستلقيان على "كنبات" داخل اراضٍ تابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية على جبل صهيون في القدس وهما يتهجموا على موظف البطريركية، ويرفضا الخروج من الارض، ويكيلا له وللبطريركية الشتائم، ويدّعون بأحقيتهم دون غيرهم بهذه الارض الأرثوذكسية غير ابهين بملكيتها للبطريركية.
وأصدرت البطريركية بياناً بعد وقت قصير من التداول الواسع لهذا الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قالت فيه أن هذا الفيديو المؤلم كشف القليل مما تتعرض له املاكها بشكل عام، منذ سنوات طويلة من الهجمات المسعورة من قبل المتطرفين، وفضح جزء بسيط من المعاناة المستمرة والحرب والمعارك الدائرة بين البطريركية و المجموعات اليمينية المتطرفة بهدف حماية املاكها وحقوقها بوجه توجهات هذه المجموعات التوسعية واعتداءاتها الاستفزازية.
وأكدت البطريركية انه ومع ازدياد الاعتداءات على املاك البطريركية، اصدر غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، تعليماته بتعيين حراس دائمين للمواقع المُستهدفة، كما اصدر تعليماته للفريق القانوني في البطريركية للمتابعة القضائية الحثيثة والحاسمة.
وألقى بيان البطريركية مسؤولية كبيرة على الجهات الرسمية التي تُقصر في متابعة المعتدين على الكنائس واملاكها، خصوصًا عندما تكون الجهة المعتدية من اليمين المتطرف، الأمر الذي جعل هؤلاء المتطرفين يتمادون باعتداءاتهم.
ويذكر أن املاك البطريركية على جبل صهيون تشمل مقبرة لأبناء كنيسة الروم الارثوذكس، وكنيسة، ومدرسة لتعليم طلاب الكهنوت، وملعب تابع للمدرسة بالاضافة الى كنيسة اثرية تُعد من اقدم الكنائس في العالم محفورة بالصخر كانت ملاذا لاختباء المسيحيين من اضطهاد السلطات لهم أثناء اقامة شعائرهم في فجر المسيحية.
واوضح البيان "ان عدد كبير المواقع الارثوذكسية تعرضت، وما زالت عرضة، لخطر اعتداءات المتطرفين الذين يكتبون شعارات مسيئة للمسيحية والمسيح والمسيحيين عليها، ويرشقون بالطلاء على جدرانها كجزء من الافعال والاعتداءات والتصرفات المشينة التي يمارسونها بحق المقدسات والاملاك المسيحية بشكل عام والارثوذكسية بشكل خاص؛
كما اشار البيان إلى ان السلطات الاسرائيلية، وبشكل احادي الجانب، قامت ومنذ سبعينات القرن الماضي بنشر مخطط تنظيمي صنّفت فيه أراضي البطريركية على جبل صهيون كمناطق عامة، وانه وبالرغم من هذا القرار المُجحف، نجحت البطريركية خلال السنوات الطويلة الماضية في منع مصادرة هذه الاملاك التاريخية والاستراتيجية ذات المكانة والقيمة الدينية والحضارية العالية، وحافظت عليها وعلى حقوقها بها وخاضت بخصوصها اجراءات قضائية مُضنية عديدة تكللت جميعها بالنجاح في حفظ ملكيتها لهذه الاملاك.
وشددت البطريركية أنها لن تتوانى وستبذل قصارى جهدها لعدم السماح لهولاء المتطرفين أو من يقف وراءهم أو يدعمهم للحصول على اي موطىء قدم في هذه الاملاك، مؤكدة ان الحضور والتواجد الشعبي العربي الإسلامي والمسيحي الدائم إلى جانب الرهبان وحرس البطريركية في هذه المنطقة هو اهم كفيل وضامن لردع تمادي هولاء المتطرفين خصوصًا مع غياب الرغبة لردعهم من قبل الجهات الاسرائيلية الرسمية.