العويصي: نحيي الذكرى العاشرة لرحيل أبو علي شاهين بالسير على نهجه واقتفاء أثره وسيرته

27 مايو, 2023 01:22 مساءً

فتح ميديا - غزة:

أكد أمين سر قيادة حركة فتح بساحة غزة، الدكتور صلاح العويصي، أنه رغم مرور عشرة أعوام على رحيل شيخ المناضلين أبو علي شاهين؛ لكن ذكراه حاضرة بكل زخم الحياة الثورية التي قضاها."

وقال العويصي في تصريح له بمناسبة الذكرى العاشرة، لرحيل شيخ المناضلين أبو علي شاهين: "ثلاثة وسبعون عاماً كانت لفلسطين من سيرة المفكر والثائر، ومن مسيرة البناء والتأسيس، التي بدأت بطلقة، وما زالت حاضرة بثـورة عارمة اتقدت في صدر المناضل الأول."

وأضاف: "أبو علي شاهين الذي ولد في قرية بشيت – قضاء الرملة، كان شاهداً على النكبـة، وعلى مسيرة التهجير واللجوء، وعلى دم والده الذي انفجر بركاناً على أرض قريته قبل أن يبرحها مهاجراً، بيد أن الشهادة كانت دلالات الطريق لأبي علي، فاستشهد أعمامه في حربي 1956 و 1967، تلك المسيرة التي ألقت في صدره بذور الكفاح فأينعت بنادق يحملها أبو علي برفقة الشهيد ياسر عرفات في جبال الخليل ونابلس، إذ كان للنكسة عام 1967م أثرها في نكئ جراح الفلسطينيين والعرب جميعهم، لذلك توجه أبو علي شاهين إلى داخل الأرض المحتلة، وتحديدا مدينة نابلس حيث واصل عمله بإعادة تنظيم الخلايا الفدائية."

وكشف العويصي أن الراحل أبو علي شاهين شكل القواعد المقاتلة الأولى، في الضفة، وعمل على التنسيق مع مناضلي قطاع غزة؛ فارتفع صخب البارود المتفجر في عيلبون، وتمت كتابة بيان الثورة الأول وبلاغها العـ.سكري، الذي أصبح أيقونة ثورية ملهمة لكل الثوار والأحرار في العالم."

وأردف العويصي: "منذ العام 1962 انتمى أبو علي شاهين لحركة فتح التي كانت مجرد خواطر تجوس في صدور الشباب الفلسطيني، حين كان في مدينة الدوحة في قطر آنذاك، ثم تفرغ للعمل العسكري بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية؛ في معسكر الهامة في سوريا، وعضواً بارزاً في القطاع الغربي، وخلال تحركه الدائم في مواطن مقارعة الإحتلال، اعتقل أبو علي شاهين عام 1967، وصدر بحقة حكم بالسجن لمدة خمسة عشر عاما، قضى منها اثني عشر عاما في زنزانة انفرادية، إلا أن السجن لم يمنعه من مواصلة نضاله، وتعميم تجربته الثورية والفكرية، حتى تبوأ موقع معتمد الحركة الفلسطينية الأسيرة في سجون الإحتلال، وكانت مقولته الشهيرة (حتى زنزانتي لا تخيفني؛ لأنها جزء من وطـ.ـني) مبعث أمل لكل المعتقلين والأسرى، ومحفزا للثبات والصمود في غرف التحقيق، إلى أن أفرج عنه في الثالث والعشرين من سبتمبر 1982م."

وأشار إلى أنه بعد الإفراج عن أبو علي شاهين، التقى بمناضلي حركة فتح، وواصل عمله النضالي المتقدم، وتم تأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية، التي أرادها أبو علي رافداً شبابيا لحركة فتح، ليستمر تعاقب الأجيال، وكي لا تسقط الراية، بل تنتقل من ساعد إلى ساعد، والتي قال فيها: "إذا قدر للشبيبة أن تنمو وتترعرع فهي أقصر الطرق لاجتثاث الإحتلال"، ولذلك استمرت ملاحقة الإحتلال لأبي علي الفدائي الرمز والمؤسس، حيث وضع تحت الإقامة الجبرية بمنزله في رفح منذ ديسمبر 1982 حتى مايو 1983، ثم تم نفيه إلى منطقة الدهينية أقصى الشرق الجنوبي لمدينة رفح منفردا منذ مايو1983 حتى فبراير1985، حيث قضت "المحكمة العليا الإسرائيلية" بطرده من البلاد لخطورته الأمنية."

واضاف العويصي: "تم إبعادأبو علي شاهين إلى جنوب لبنان سنة 1985 ومن ثم وصل للأردن، حيث عمل مسئولاً في مفوضية القطاع الغربي منذ مارس1985حتى أبريل1986، إلى أن اعتقل بالأردن من أبريل حتى أكتوبر1986، حيث أبعد للعراق.

وواصل: "ثم  اختياره أمينا لسر القيادة في الساحة اللبنانية في نوفمبر1986 حتى ديسمبر1987 ثم عاد للعمل في القطاع الغربي من يناير 1988 حتى سبتمبر1993 مسئولاً عن قطاع غزة، وهي الفترة التي كانت فيها الانتفاضة الشعبية على أشدها."

وكشف العويصي، انه بعد تأسيس السلطة الفلسطينية، تم انتخاب القائد المعلم أبو علي شاهين نائبا في المجلس التشريعي عام 1996م، وتم تعيينه وزيرا للتموين (وزارة الاقتصاد الوطـ.ـني حاليا)، ولم يفتر عزم الثائر، فاستمر في التصاقه بتنظيم فتح، ومجموعاتها العـسكرية، كمرشد وقائد، لذلك كان حقاً على تيار يقوده الرعيل الأول للمجموعات العـسكرية والبناة الأوائل للشبيبة الفتحاوية، أن يبقى وفياً لتاريخ ثـورة عارمة؛ اختزلت في فكر وفلسفة القائد أبو علي شاهين، تلبية لنهج الوفاء لكل الأحرار والمناضلين، من قضى منهم نحبه ومن ينتظر، ومن ظلوا قابضين على جمر الوطنية الصادقة والانتماء الحقيقي، فالتيار الذي يسعى من خلال برنامجه الوطني إلى استعادة فتح، وإصلاح ما فسد منها على مكاتب المساومين والمهادنين، هو الأحق بإحياء ذكرى الراحلين من رجال شكلوا أعمدة راسخة قامت عليها صروح الثورة لعقود طويلة.

وختم: "إن تيار الإصلاح الديمقراطي إذ يحيي ذكرى القائد الراحل أبو علي شاهين، فإنه يرى أن ذكراه تحيا باقتفاء أثره والسير على خطاه، كوطني وحدوي وكثائر عنيد لا يقبل المساومة في ثوابته الوطنية ومقدساته."

كلمات دلالية

اقرأ المزيد