أهل المحبة في الحب أحياء
24 مايو, 2023 06:42 صباحاًجلال نشوان
يشكو كثير من الناس ، أن الحياة التي نعيشها ، قد خلت من الحب وسرعان ما يرحلون بذكرياتهم إلى الماضي ، ويلحقها بجملة ( أيام الزمن الجميل )
ومن المفارقات أن حياتنا أصبحت تساهم في تعقيد الأمور بشكل لا داعي له، وخاصة مع الاضطرار من وقت لآخر وأصبحت كلمة المصالح تغزو قاموسنا الفلسطيني
فما الذي طرأ على حياتنا ؟
ولماذا أصبحت لغة المصالح جزء لا يتجزأ من مفردات حياتنا ؟
وتأتي الإجابة سريعة أن الإنسان ينضج عقله ، فتغدو المشاعرُ أكثرَ قوةٍ لكنها بصيرة، حتى وإن قالوا إن الحبّ تضاءل بين الناس
عندئذ تبدأ رحلةُ الإنسانِ بالبحث عمن يحقق ذاته و يعيشُ في دوامةِ التيهِ بين قلوبِ الناس، يتقلَّب يميناً وشمالاً باحثاً عمّن يعطيه أكثر، حتى يتحول فراغه هذا إلى منطلقِ معضلةٍ الإستفادة ، تختلطُ بين من يحقق مصلحته أكثر ، و في أسرع وقت وفي، أقرب فرصة متاحة، ويعيش على ناصيةِ القلوب ، هذا يلبي مصلحتي وذالك لا ، فيتحول الجفافُ في حياتنا وتنقلب المشاعر الفياضة والجميلة إلى أحاسيس جافة لا حياة فيها
بعض الناس سخر كل أوقاته إلى مهام هائلة ، وأضحت مذكرات الهاتف الذكي، وقوائم الواجبات ذات النمط الحديث ومقاطع اليوتيوب هي الشغل الشاغل له ، وهو بذلك يضيف في نهاية المطاف إلى حالة التعقيد التي نعيشها.
أما الإنسان الذي ملأ قلبه الحب ، فإنه أكثرَ قوة و بصيرة
أن المحبة ياسادة يا كرام هى المنحة الربانية التى وهبنا الله القدرة عليها لكى نحيا. فالحب جمال الحياة و لولاه ما استطعنا مواصلةَ الحياة بكل مشاقّها وعسرها.
الحبُّ يضاعِف لحظات الفرح، ويقلص أوقات الوجع و هو المظلة الإنسانية الشاسعة التى أرخاها الله على البشرية حتى تحمى الكون من المحن والنوازل. لولا الحبّ ما أنقذ إنسانٌ إنساناً وقع فى بئر أو سقطت عليه بنايةٌ فى زلزال.
لولا الحبّ ما طبّبَ طبيب مرضاه، ولا ساعد غنى فقيراً، ولا سهرتْ أمّ على أبنائها حتى يكسروا شرنقة الطفولة ويحلّقوا فى رحاب الصبا والشباب.
لي صديق سخر حياته ليكفكف جراح الناس ويداوي من ضاقت به الأرض ،
لذا أجده يناشد أصحاب الكرم والنخوة ليمدوا يد العون للفقراء والمحتاجين
انه يا سادة ياكرام الحب الذي ينبض به قلبه
تعقيدات الحياة جعلتنا نعزف عن حب
بعضنا البعض، ولا نهتم بمساعدة المحتاجين، وهذا يشيرُ بإصبع حزين وواثق، إلى عزوفنا عن حبّ الله جلّ وتعالى، ويُشيرُ كذلك إلى حاجتنا إلى تقديم أوراق اعتماد إيمانية جديدة تنقذنا من الهلاك.
أعيدوا صياغة حياتكم من جديد
فالمحبة رسالة السماء إلى الأرض
وأهل المحبة في الحب أحياء