الضمير العالمي يستفيق في أوكرانيا وينام في فلسطين
09 مايو, 2023 04:55 صباحاًجلال محمد حسين نشوان
75 عاما مرت وشعبنا يواجه المحتل الصهيوني الغاصب ومعه كل الدول الإستعمارية التي قدمت ومازالت تقدم الدعم والمساندة له حتى يومنا هذا
75 عاماً مرت وشعبنا الفلسطيني العظيم يتعرض للمجازر وللأسف العالم يصمت ، صمت القبور ولا يحرك ساكناً تجاه شعبنا الذي اُقتلع من جذوره وأُرتكبت بحقه عشرات المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية
السادة الأفاضل:
النفاق الدولي الذي أراد إسكات صوت التاريخ تجاه شعبنا الذي كان يعيش في أرضه هانئاً ولم يعتد على أحد
وفي ليل أسود وفي أقذر مؤامرة عرفتها البشرية ، أوعزت الولايات المتحدة الأمريكية لبريطانيا الاستعمارية بصياغة وعد بلفور الذي أعطى من لا يملك لمن لا يستحق وذلك بإنشاء وطن قومي لليهود على حساب شعبنا...
أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى النكبة ال 75 ، فالنكبة يا سادة ياكرام :
تاريخٌ ممزوج بالألم والحسرة يستوطن عقل ووجدان كلّ فلسطيني وعربي، خاصةً أولئك الذين عاشوا آلامها وأوجاعها
فالعالم المنافق الذي يكيل بعدة معايير هو يعلم ويدرك جيداً أن طرد أبناء شعبنا من منازلهم جريمة حرب وكذلك منعهم من العودة إلى مدنهم وقراهم وبلداتهم وصمة عار في جبينهم
السادة الأفاضل:
لم ترتكب دولة الإحتلال الغاصب جريمة حرب في عام 1948 فحسب، بل تواصل ارتكابها حتى يومنا هذا.
وفي الحقيقة:
لم يكن لبريطانيا أي حق أخلاقي أو سياسي أو قانوني في وعد الأرض التي يملكها العرب لشعب آخر ، لذا يجب مقاضاة بريطانيا الإستعمارية على تلك الجريمة
بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى وإنشاء الانتداب على فلسطين، بدأت القوة الاستعمارية البريطانية في تنفيذ خطتها لإنشاء دولة يهودية على الأرض الفلسطينية ، وفي الوقت نفسه ، كانت الحركة الصهيونية تضغط على القوى الغربية لدعم الهجرة الجماعية لليهود إلى فلسطين والاعتراف بالمطالبة اليهودية بالأرض.
أبناء شعبنا في الوطن والمنافي جربوا مرارة الشعور بأن يفقد الإنسان وطنه في لحظة غدرٍ من كيانٍ جاء ليسلب حقوق شعبٍ آخر؛ ولهذا سيظلّ يوم النكبة بمثابة التاريخ الذي يقصم القلب حتى يتمكن العرب والفلسطينيون من استعادة أرضهم.
لقد منحت الدول الإستعمارية للعدوّ حقًا لا يَملكه فاحتل الصهاينة المجرمين بلادنا التي سكنها شعبنا وأقام حضارة ، فعندما كانت الكثير من الدول غير موجودة على الخارطة السياسية الدولية ، كانت مطار القدس وكانت الموانئ تنقل المسافرين من يافا وحيفا إلى كل بلاد العالم
النكبة ياسادة ياكرام، ليست مجرد خسارة عادية لأرض فلسطين، بل هي حكاية لألمٍ لا يزول وجرحٍ لم يُشف، يتحمل ألمه الفلسطينيون في كل لحظة؛ لأنّهم ذاقوا كل معاني الأسى وهم يشاهدون بيوتهم تهدم وأراضهم تُسلب ومزارعهم مستباحة، كما استبيحت المقدسات الإسلامية في القدس وأصبحت في يد الاحتلال الظالم الذي يُمارس استبداده وتوسعه الاستيطاني يوميًا، فالفلسطينيون لا يعرفون طعم الراحة أبدًا
السادة الأفاضل:
لم تبدأ النكبة الفلسطينية عام 1948، وإنما قبل ذلك بكثير، ففي عام 1799 خلال الحملة الفرنسية على العالم العربي نشر نابليون بونابرت بيانا يدعو فيه إلى إنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين تحت حماية فرنسية بهدف تعزيز الوجود الفرنسي في المنطقة.
لم تنجح خطة نابليون في ذلك الوقت إلا أنها لم تمت أيضا، حيث أعاد البريطانيون إحياء هذه الخطة في أواخر القرن الـ19، وتجسد ذلك بداية من 1897 حين دعا المؤتمر الصهيوني إلى إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.
بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) وقيام الانتداب البريطاني في فلسطين بدأت قوى الاستعمار البريطانية بتنفيذ مخططها لبناء دولة صهيونية على أرض فلسطين.
وفي عام 1917 أعلن وعد بلفور الدعم البريطاني لإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وجاء الوعد في رسالة كتبها وزير خارجية بريطانيا السابق آرثر بلفور إلى البارون روتشيلد وهو أحد زعماء الجالية اليهودية في بريطانيا- لإحالته إلى الاتحاد الصهيوني في بريطانيا العظمى وأيرلندا.
وفي عام 1939 سحق البريطانيون الثورة العربية، ووجد الفلسطينيون أنفسهم في مواجهة عدوين؛ قوات الاستعمار البريطاني والعصابات المسلحة الصهيونية التي تزايدت أعدادها لتصل إلى 40 ألف شخص في ذلك الوقت ولإكمال المؤامرة القذرة ظلت الدول الإستعمارية تدعم هذا الكيان الغاصب حتى يومنا هذا
استفاق العالم المنافق على أوكرانيا وصمت صمت القبور عن معاناة شعبنا الذي تعرض لأكبر مؤامرة قذرة عرفتها البشرية
ذكرى النكبة ال 75 ستقوي شعبنا الفلسطيني العظيم لمواصلة النضال ومقارعة المحتلين الغزاة ، مهما بلغت التضحيات
سينتصر شعبنا الفلسطيني العظيم، طال الزمن أم قصر
المعركة طويلة وشاقة وقضايا تحرير الشعوب لا تسقط بالتقادم.