هذه إسرائيل الحقيقية..كشفها "ديكتاتور مغرور"!
28 مارس, 2023 12:09 مساءًحسن عصفور
ما بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة في أول نوفمبر 2023، وبروز دور مركزي للقوى الفاشية الإرهابية (ليس ضد الفلسطيني فحسب بل وضد اليهودي أيضا) فيها، لتصبح للمرة الأولى جزءا من "القرار الرسمي"، بدأ واضحا جدا أن مرحلة سياسية جديدة ترسم مسار الأحداث في دولة الكيان، تفترق في جوهرها التكويني عما حاولت البقاء عليه منذ عام 1948، وأن يكون العربي والفلسطيني تحديدا هو هدفها العدواني، ليكون "جدار واق" من كشف عمق العنصرية والكراهية الذاتية في داخلها.
وقد تناول بعض الساسة والقادة الأمنيين الإسرائيليين، ملامح الخطر الذي حملته نتائج تلك الانتخابات على دولة الكيان، وطابعها "اليهودي" كما يقولون ويرغبون، وأن "الديكتاتورية" تشق طريقها بنمط لاتيني أمريكي سريعا، عندما تستخدم الانتخابات بفوز ما لبناء حكم يخدم الحاكم وليس الناخب، رغم كل محاولات تجميل الخطوات، وتغليفها باسم "الديمقراطية" و"الأغلبية"، وما ماثلها من تعابير تمثل في حقيقتها وسيلة "انقلاب مشروعة".
ويبدو أن نتنياهو رئيس التحالف الفاشي الحاكم، كشف عن سطحية سياسية فريدة، بحجم الاستخفاف الذي تعامل به مع بدايات التمرد الشعبي، والذي انطلق قبل 12 أسبوعا، رفضا لما بدأ يتجه اليه من صياغة قانون يخدم ذاته الحاملة مجموعة اتهامات لا سبيل لها سوى السجن والذي قد يطول، وبديلا لتفاعل إيجابي لتلك الرسائل، ذهب الى التعامل معها وكأنها هي غير الشرعية، ووصفها بعض مؤيديه بأوصاف اثارت غضبا مضاعفا.
ولم يسعف نتنياهو وتحالفه الفاشي ابدا حجم تزايد ارتكاب قواته مزيدا من جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، وتصريحات أحد أركانه حكمه "وزير متعدد المهام" الإرهابي الصريح سموتريتش، صاحب أهم حدثين في العام 2023، بدعواته لمحو حوارة البلدة الفلسطينية من الوجود، كرمز لفاشية نادرة كان يعتقد أنها غابت من "الفكر البشري"، لكن وزير جيش نتنياهو "ب" كشف أنها لا تزال جزء من "الثقافة اليهودية"، ليكملها بفضيحة مسح الأردن وفلسطين عن الخريطة ليبني عليها "إسرائيل الكبرى".
مقدمات ليلة 26/ 27 مارس /آذار 2023، بدأت منذ ما يقارب 85 يوما الى أن وصلت لما حدث، من انفجار خارج الحسابات التقليدية، من مجرى الأحداث، نحو صدام شمولي وخروج عن مسار السيطرة، في مشهد ووفقا لما وصفته وسائل إعلام عبرية، بأنه لم يكن مثل تلك الساعات منذ 74 عاما، في دولة الكيان، ملامح واضحة لحرب أهلية، لم تعد خطرا كلاميا بل تحولت الى واقع ملموس، كشفت مخزون من العداء الذاتي ما كان بالسابق بالإمكان قراءته كما هو، وخاصة في ظل الصراع مع الشعب الفلسطيني، والاحتلال وجرائم الحرب التي تلاحقهم، وفرق الإرهاب الاستيطانية، التي باتت جزءا من القرار الرسمي في حكومة نتنياهو.
القيمة الأبرز لتطور الأحداث وخاصة ليلة 26/ 27 مارس سترسم ملامح تاريخية جديدة على دولة الكيان، ولن يقف الأمر عند حدود التصويت على ما يريدونه "انقلابا"، أو بالتراجع عنه، بل ستترك أثرها الكبير على كل ملامح النظام السياسي القائم، ولن تستمر مفاعليها في "جدار الكيان" ذاته، وخاصة بعد أن بدأت دول التطبيع العربية ترى أن تلك الدولة ليس هي "الخيار" ولن تكون لحماية أمنها، ولن تكون "النموذج الخاص"، الذي كانت تحاول تمريره.
نجحت انتخابات نوفمبر 2022 بالكشف عن الجوهري الذي كان تحت الأرض في دولة عمادها الرئيسي، احتلال، جرائم حرب، عنصرية نادرة بل وفريدة في زمن انتهاء تلك المفاهيم، فاشية خاصة، وكراهية لمن ليس منهم، قتلوا رئيس حكومتهم، لأنه أراد صناعة سلام مع الفلسطيني الذي لا يمكنهم شطبه ومحوه، أي كانت قوتهم...فالعداء والكراهية لم تعد ضد الفلسطيني فحسب، بل طالت جزء كبير من يهود دولة الكيان.
ما كان في تلك الساعات يكشف الحقيقة التي كانت تحت الرماد، "هذه إسرائيل" لحما وشحما، عنصرية دولة، جريمة حرب، كراهية للآخر، وهنا لم يعد للفلسطيني والعربي فقط، سقط "النموذج" الذي كان مستخدما لتحقير المشهد العربي، الى غير رجعة.
احداث ترسم ملامح مرحلة جديدة لن تعود دولة الكيان لما كانت قبلها..بعد 26 مارس 2023 لن يكون كما بعده أبدا داخل إسرائيل، أي كان خيار "الديكتاتور" وفريقه الإرهابي الاستيطاني.
ملاحظة: حسنا تعيد دول الخليج في رسالة للأمريكان أن فلسطين لا زالت قضية العرب والمسلمين الأولى...حتى لو كانت رسالتهم بس كلام كمان كويسة وخاصة بعدما قا "الديكتاتور" نتنياهو أن فلسطين بح عن العرب..كف صغير للنتن بس ماشي احسن من بلاش!
تنويه خاص: سيبقى السؤال مطروح: وين الرئيس عباس مختفي لا صوت ولا صورة .. "لا خبر لا تشفية لا حامض حلو لا شربت"...البلد مش ناقصها برم ونميمة!