133.. وحدة سرية لحزب الله تهدد شمال إسرائيل

18 مارس, 2023 12:14 مساءً

بعد الهجوم على مفترق منطقة مجدو، نهاية الأسبوع الماضي، تنبهت المؤسسة الأمنية في إسرائيل إلى وحدة تابعة لتنظيم "حزب الله" اللبناني تحت اسم "133"، وهي مسؤولة عن تجنيد عملاء فلسطينيين وتنفيذ عمليات مسلحة.

 

ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مسؤول استخباراتي سابق أن "حزب الله" يسيطر على جنوب لبنان، وخصوصاً المنطقة الحدودية مع إسرائيل مثل "كف يده"، وإذا عبر فلسطيني لا يعرف المنطقة جيداً،  ييصل الخبر إلى القادة الميدانيين في التنظيم اللبناني سريعاً. ويصف تلك السيطرة بـ"الوثيقة"، وتعتمد على دعم شعبي شديد من الموالين للتنظيم اللبناني.
ولفت الموقع إلى أنه لهذا السبب يقدر المسؤول الكبير السابق وكبار المسؤولين الآخرين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أنه حتى لو كانت القوة الفلسطينية مسؤولة عن إدخال المسلح عند مفرق مجدو، فإن حزب الله متورط أيضاً.

من الوحدة 1800 إلى الوحدة 133  

وقال أحد كبار أعضاء جهاز الأمن الإسرائيلي لـ"واللا" ، إن حادث مجدو أعاده 21 عاماً إلى الوراء، وتحديداً إلى 12 مارس (أذار) 2002، عندما عبر مسلحان فلسطينيان الحدود من لبنان بالقرب من إحدى المستوطنات، وقتلا 6 إسرائيليين. وكشف تحقيق أجراه جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "موساد"، وجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، أن "الوحدة 1800" التابعة لحزب الله هي التي جندت المُسلحين وساعدتهما على تنفيذ العملية.
وأضاف الموقع أنه بعد حرب لبنان الثانية، تم حل الوحدة 1800 وإعادة بنائها تحت الاسم الرمزي "الوحدة 133"، وتعيين قائد جديد لها وهو محمد عطايا الذي كان نائباً لخليل حرب قائد الوحدة 1800. وقدرت مصادر استخباراتية أجنبية حينها أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قرر أن سلطة وحدة تجنيد وتشغيل عملاء مسلحين ستمتد إلى تركيا وأوروبا، وليس فقط من لبنان، بل من غزة والضفة الغربية أيضاً.




فشل 133 

ولفت الموقع إلى أنه مع مرور السنوات، زادت خيبات التنظيم اللبناني في نجاح الوحدة 133 التي لم تحقق الأهداف المُحددة لها بسبب نشاط المخابرات الإسرائيلية وتواجد الجيش الإسرائيلي على الحدود، مشيراً إلى أنه في عام 2012 شهدت تلك المنطقة الحدودية إحباط عملية تهريب 10 كيلوغرامات من المتفجرات المتطورة وعالية الجودة في حقائب رياضية، حاول تنفيذها بعض تجار المخدرات في المنطقة. واستطرد الموقع: "يبقى السؤال لغزاً.. لمن كانت هذه المتفجرات مُخصصة؟.. لذلك تشير تقديرات إلى أن هناك خلايا نائمة في إسرائيل كانت تستعد للعمل بأمر من حزب الله في لبنان".

عودة حرب

ومع مرور السنين، ارتفع اسم حرب أكثر فأكثر في الفضاء اللبناني- الإسرائيلي وعاد إلى الواجهة في عام 2021 حيث لم يقتصر دوره على شد خيوط الوحدة 133، بل امتد إلى علاقته الواسعة مع عائلات تجار المخدرات والسلاح من عرب إسرائيل، حيث عُرف منذ عقود من خلال صفقات المخدرات المختلفة التي أدارها.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث للموقع، أنه سيكون من المثير للاهتمام معرفة من قاد المسلح من منطقة الحدود اللبنانية إلى مفترق مجدو، مضيفاً: "لن أتفاجأ إذا حصل على مساعدة من تجار المخدرات والأسلحة من الجانب الإسرائيلي".
وفي غضون ذلك، لا تعلن إسرائيل بشكل مباشر أن حزب الله هو المسؤول الوحيد عن إدخال المسلح والهجوم على مفرق مجدو، وبحسب التقديرات، هناك احتمال أن تكون حماس متورطة أيضاً في العملية، وقدمت المساعدة لحزب الله من الجانب الإسرائيلي.
لذلك، يتم التحقيق في القضية برمتها بجهود مشتركة للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "شاباك"، والشرطة الإسرائيلية والموساد.
 


تعميق الملف السياسي والأمني

وقال الموقع إن المتغيرات في الساحة اللبنانية تقتضي التركيز على الملف السياسي والأمني ​​في لبنان، لا سيما بين 200 ألف فلسطيني يعيشون هناك، معظمهم في مخيمات للاجئين في طرابلس في الشمال، وبيروت، وصور، وصيدا، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن نشطاء فتح في لبنان أكثر عدداً، إلا أن حماس تُعرّف على أنها منظمة أكثر هيمنة من وجهة نظر عسكرية وسياسية وسياسية بسبب علاقاتها مع قيادات"حزب الله".

صالح العاروري

وأضاف الموقع أن ممثل حماس الكبير في لبنان على الورق هو جهاد طه الذي يدير العلاقة الحالية مع الحكومة اللبنانية والمنظمات المختلفة، لكن صاحب التأثير الأكبر هو نائب رئيس المكتب السياسي في حماس صالح العاروري، الذي غالباً ما يتعامل مع الأمور العسكرية، وبالتالي ظهر مؤخراً كثيراً على المحور اللبناني- الإيراني.
بحسب تقدير مصادر أمنية إسرائيلية، فإن الوحدات الفتاكة لحماس تندمج مع مصالح زعيم حزب الله، الذي يحاول منذ صيف 2022 تصعيد التوتر مع إسرائيل من خلال خطاباته، ويدعي بأن الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي يتزايد على طول الحدود.

اقرأ المزيد