أسواق غزة تضج بالعروض والتخفيضات في مواجهة ضعف القدرة الشرائية
12 يناير, 2023 10:56 صباحاًفتح ميديا - غزة:
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العروض على مختلف المنتجات في أسواق غزة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الممولة.
وتخطت العروض السلع الغذائية والاستهلاكية كما جرت العادة، ووصلت للملابس، والأحذية، وحتى الأواني وأدوات المطبخ، والأجهزة الكهربائية، وباتت تعد شكلاً جديداً من أشكال التنافس بين التجار، ووسيلة ترويج ناجحة.
ووفق باعة وتجار ومختصين، فإن العروض التجارية باتت وسيلة جديدة يلجأ لها التجار لتنشيط مبيعاتهم، وترويج سلعهم المكدسة في المخازن، خاصة السلع الموسمية، التي عادة ما يرتبط بيعها بموسم محدد، مثل الملابس الشتوية الثقيلة، وكذلك الأحذية، والجوارب، وغيرها.
ووفق البائع عبد الله ربيع، فإن العروض في الأسواق تنقسم لثلاثة أشكال، الشكل الأول عروض على سلع قليلة الجودة أو قرب انتهاء تاريخ صلاحيتها، وهذا غالباً ما يشمل السلع الغذائية، وتكون أسعار تلك السلع رخيصة، حيث تباع بنصف قيمتها أو أقل.
أما الشكل الثاني من العروض فهي تشمل سلعاً جودتها جيدة لكن مالكها يرغب بتصريفها بصورة سريعة، إما رغبة منه في الحصول على المال لتسديد التزاماته، لاسيما إذا كانت تلك الالتزامات عبارة عن ديون موثقة على شكل كمبيالات، أو شيكات، أو أن السلع التي يتم تنفيذ العروض عليها مرتبطة بموسم، مثل الملابس الشتوية في آخر موسم الشتاء، التي ستبقى في المخازن أشهراً طويلة في حال لم يتم بيعها، وقد تنتهي موضتها.
أما النوع الثالث من العروض وفق ربيع فهو يخص كبار التجار، حيث يستورد التاجر كمية كبيرة من سلعة معينة، ويبيع معظمها، ويحقق ربحاً جيداً، وما تبقى لديه من سلع يكون فائضاً فوق ربحه، ولا يرغب ببقائه في مخازنه، فيقوم بإنزاله للسوق ضمن عروض مغرية للزبائن، لتصريفه، رغبة بعقد صفقات تجارية جديدة.
من جهته، أكد التاجر عمر فارس، أن بعض العروض التي يقوم بها بعض التجار أمر جيد للزبائن، لكنها في نفس الوقت قد تضر بتجار آخرين ممن يبيعون نفس السلعة، فمثلاً بيع الجاكيت الشتوي بسعر مخفض جداً كما فعل بعض التجار مؤخراً، أوقف مبيعات تجار يمتلكون نفس البضاعة.
وأكد أن قيام بعض التجار بالإعلان عن عروض تدفع آخرين لفعل الشيء ذاته حتى وإن كانوا لا يرغبون بذلك، في محاولة لمجاراة الأمر، وتنشيط المبيعات، وهذا قد يخفض هامش ربح بعض التجار، أو يضطر آخرين لبيع السلع برأس مالها، وأحياناً بخسارة.
منفعة للمستهلكين
وبدا أن مواطنين يبحثون عن تلك العروض، التي باتت تصلهم بسهولة من خلال إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر لهم صور السلعة، وسعرها، ومكان العرض، ومدته، إذ شهدت بعض المحال التي أعلنت عن عروض ازدحاماً شديداً.
وقال المواطن محمود عوض إنه يتابع العروض، وهي من وجهة نظره نوعان، عروض خادعة هدفها جذب الزبون للمحل، فحين يصل الزبائن طلباً للسلعة إما يجدونها تختلف عن الصورة التي جرى نشرها، أو يبلغهم صاحب المحل أنها نفدت، ويحاول حثهم لشراء بدائل متوفرة لديه.
أما النوع الثاني فهي عروض صادقة، وهذا ما يسعى هو وغيره من المستهلكين له، فالعروض فرصتهم لشراء السلع بأقل الأسعار، لذلك بات يتابع صفحات المتاجر التي اشتهرت بالعروض، ويبحث عن أفضل السلع وأقلها ثمناً.