تقرير: معاناة فقراء غزة تتفاقم في الشتاء ونسبة كبيرة تعتمد على المساعدات

غزة- فتح ميديا:

“نعمل شاي على النار، صاحب الدكان يرفض اعطاءنا بالدين لأنه لا يوجد مال لكي نقدر أن نسدد ديوننا، صاحب الدكان يرفض إعطائنا أي شيء لأنه يريد منا 350 شيكل” ما يعادل 100 دولار” ، ولا نقدر على سداده”.

هذا كان لسان حال المواطن الفلسطيني معتز أبو سعد ” 40 عاما” من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، و الذى نهش الفقر أسرته الصغيرة التي تتكون من 4 أفراد،  في ظل شتاء قارص وواقع مؤلم يعيشه قطاع غزة.

فملابس الشتاء تحتاج لمال غير موجود في جيوبهم، فيتحسسون أي مصدر دفء بديل ، و يقول بأنه يتغلب على البرد بإشعال نار يمكن أن تجلب لهم الأمراض ولكن ماذا عن باقي الأساسيات في حياتهم.‏

فهذا المواطن حالة كحال الكثير من الفلسطينيين في قطاع غزة و الذى يبحث عن ما يعينه على مكابدة الحياة، ويقول أبو سعد في حديث لقناة الغد: “طرقت كل أبواب المؤسسات، نحن عوائل تحت خط الفقر، فقط  نعيش على كابونة الوكالة كل 3 شهور، الطفل يريد شيكل لا يمكن أن أوفره له، نحن نعيش الآن في الشتاء، الجو بارد جدا، نشعل النار لكي ندفئ أنفسنا”.

مواصلا حديثه بكل ألم في ظل بيت متواضع ومتهالك :” أريد أي مشروع صغير أو بيت صغير يمكن أن نعيش به، وأنا كمزارع  أعمل ” بـ 10 شيكل” في اليوم ، و إذا اشتغلت أكلت، وإذا لم أشتغل لا يوجد طعام، وهذا وضع لا يحتمل، وضعنا صعب، أنا لا استطيع أن أطعم أولادي”.

الحصار الإسرائيلي

‏معدلات من المتوقع أن ترتفع أكثر إذا ما بقي الحال على ما هو عليه في القطاع، فمنذ بداية الحصار الإسرائيلي قبل قرابة 16 عاما تسجل المؤسسات المختصة المحلية والدولية ارتفاعا سنويا في هذه المعادلات.

‏فالفقر في قطاع غزة يتمدد بشكل ملحوظ مع استمرار الحصار الإسرائيلي، ووفقا لمركز الإحصاء الفلسطيني بلغ معدل الفقر في القطاع 64% و33% من سكانه يعيشون في فقر مدقع بينما 57% يعانون من انعدام الأمن الغذائي.‏

ويقول أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة :” ننظر بخطورة بالغة  تجاه نسب ارتفاع من يعيشون في أتون” الفقر” الكارثة الإنسانية بمعني الكلمة وهم قرابة ثلث السكان، وكذلك من يحتاجون إلى المساعدة بأشكالها المختلفة قرابة ثلثي السكان  في قطاع غزة”.

ولفت الشوا خلال حديثه لقناة “الغد”، إلى أن هذه التحديات كبيرة على واقعهم،  في ظل الفقر و البطالة وانعدام الأمن الغذائي الذى وصل لنسب غير مسبوقة من حيث الارتفاع ، واقع إنساني غير مسبوق في قطاع غزة هذا العام 2023، كنا على أمل أن تنخفض هذه النسبة لكن  هذه النسب ترتفع يوما بعد يوم”.

وأضاف:” هذه الأمور تهدد الحياة ذاتها في قطاع غزة، الأمر الذى يتطلب التدخل من كل الأطراف سواء على البعد الفلسطيني والدولي، وكذلك العمل بالضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي من اجل رفع الحصار الذى هو المسبب الرئيسي لهذه التداعيات التي يعيشها قطاع غزة، وامتدت تداعيتها إلى الفئات الأكثر هشاشة التي تزداد نشبتها في المجتمع الفلسطيني”.

اعتماد  على المساعدات

و قالت المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن حوالي 80 بالمائة من سكان غزة الآن يعتمدون على المساعدات الإنسانية بسبب الفقر وارتفاع معدلات البطالة وعوامل أخرى ناجمة إلى حد كبير عن الحصار المفروض على القطاع.

و أوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن أكثر من نصف سكان غزة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة يعيشون في فقر وأن ما يقرب من 80 في المائة من الشباب هناك عاطلون عن العمل.

وأضاف دوجاريك أن العاملين في المجال الإنساني ناشدوا تقديم 510 ملايين دولار أمريكي هذا العام لتوفير الغذاء والمياه والصرف الصحي والخدمات الصحية لـ 1.6 مليون شخص، تم تمويل 25 في المائة فقط منها.