42 عاماً على استشهاد القائد البطل رفيق السالمي..تعرف على سيرته
25 ديسمبر, 2022 08:56 صباحاًغزة- فتح ميديا:
تصادف اليوم الأحد الذكرى السنوية لاستشهاد القائد البطل رفيق السالمي ، حيث يمر 42 عاماً على استشهاده.
وُلد القائد السالمي في 19/12/1955، ليعيش معاناة أطفال اللجوء، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي أسوة بإخوانه في مدارس وكالة الغوث،.
وفي سنة 1964، بدأ الحُلم الفلسطيني يتحقق بقيام منظمة التحرير الفلسطينية وتشكل جيش التحرير الفلسطيني، واستبشر الفلسطينيون خيراً، وأصبح الأمل في التحرير والعودة إلى الوطن السليب قاب قوسين أو أدنى.
وفي الخامس من حزيران/يونيو 1967، قامت إسرائيل بعدوانها على الجبهات العربية الثلاث، وتحقق لها النصر، وأصبحت فلسطين بحدودها التاريخية تحت الاحتلال الإسرائيلي، ومن قطاع غزة المُحتل انطلقت شرارة الثورة والمقاومة عندما آثر البعض من الجنود والضباط البقاء في القطاع للمقاومة عن المُغادرة عبر الحدود، حيث أصدر الضباط تعليماتهم للجنود بجمع السلاح والذخيرة وتخزينه في أماكن خاصة يسهل الوصول إليها،
وتشكلت المجموعات الفدائية وبدأت مقاومتها للاحتلال بنصب الألغام في الطرقات الرملية والمُعبدة، وجرت الاشتباكات فتناثرت أشلاء الجنود الصهاينة على الجُدران، وانخرط المُدرسون وطُلاب المرحلة الثانوية في صفوف المقاومة جنباً إلى جنب مع عناصر قوات التحرير الشعبية، حتى آلت إليهم قيادة مجموعاتها، وتسابق الغلمان في مُرافقة الفدائيين يكتشفون لهم الطرقات، وبرز منهم رفيق أحمد السالمي ، الذي جعلوا منه رسولا ينقل إليهم الأخبار والمعلومات ويساعدهم في نقل السلاح.
كما ساعد مجموعات قوات التحرير الشعبية العاملة بمعسكر الشاطئ وتم اعتقال الفدائي الفتي رفيق السالمي وهو في الـ15 من عمره عام 1970.
وتعرض الفدائي الفتى لتعذيب جسدي ونفسي أكبر من طاقته، وحُكم عليه بالسجن عام ونصف أمضاها في سجن غزه المركزي، ثم خرج من السجن يحمل في نفسه حُب الفدائيين والعمل الفدائي، وعاد ليُكمل مشواره النضالي بعد ثلاثة شهور من خروجه من المعتقل ونظمَّ رفيق طفولته فايز بدوي ليعمل معه في قوات التحرير الشعبية، واشتركا سوياً في تنفيذ بعض العمليات البطولية، حتى جرى اعتقالهما، والحُكم عليهما بالسجن ثلاث سنوات ونصف، وفي السجن حصل رفيق السالمي على الثانوية العامة.
وفي سنة 1975، التحق رفيق السالمي بكلية التجارة- جامعة حلوان في مصر، وكان شقيقه خضر أحمد حسين السالمي الموجود للدراسة في مصر مُنتمياً لحركة فتح، وقام بتزكية شقيقه رفيق لقيادة الحركة في الساحة المصرية، ثم غادر مصر متوجها للأردن.
وأما البطل رفيق السالمي والذي بدأ دوره القيادي في حركة "فتح" كان استجابة لرؤية القائد خليل الوزير "أبو جهاد" نائب القائد العام ومسئول القطاع الغربي في حركة فتح والمسؤول عن العمليات العسكرية داخل الوطن المحتل والذي أراد أن يعيد الاعتبار للمقاومة بعد حالة الترهل الثوري، وانخفاض العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال، حيث حاولت القيادة العسكرية الإسرائيلية إنشاء سلطات وروابط قرى تابعه للحُكم العسكري.
و كان لزاما عليه أن يهتم بتنظيم وتدريب جيل جديد، وحينها صدرت التعليمات بتوجه رفيق السالمي إلى سوريا لتلقي دورة تدريبية عسكرية، والعمل تحت قيادة صبحي أبو كرش "أبو المنذر"، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومُساعده، الرائد ناهض الريس.
وبعد تلقيه الدورة التدريبية الخاصة، عاد من سوريا إلى القاهرة، حيث أخذ رفيق السالمي، في تجنيد وتدريب الشباب الراغبين في التطوع للعمل الفدائي في الأرض المحتلة بقطاع غزة. وكانت إحدى المهام الموكلة له هي إغلاق الباب امام محاولات الكيان الصهيوني اقامة سلطة حكم ذاتي بديله لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
وفي مطلع شهر ديسمبر 1979، توجه رفيق السالمي، إلى العريش، وفي 20/12/1979، تمكن من اجتياز الحدود المصرية لإعادة هيكلة البناء التنظيمي في قطاع غزة، وبعد أن تمكن من الدخول إلى رفح، توجه إلى غزة، ثم إلى جباليا لقيادة العمل المسلح، وفي تلك الفترة تمكن رفيق السالمي من تنظيم بعض الشباب الذين سبق له التعرف عليهم في السجون الإسرائيلية سابقاً ليبدأ بالعمليات العسكرية ضد الاحتلال .
ولصعوبة الوضع الأمني في غزة تنقل الشهيد رفيق بين مصر وسوريا وتعرض للاعتقال والتحقيق ثم عاد إلى غزة ليواصل مشروعه المقاوم. وبعد وصوله إلى غزة، قام رفيق السالمي بتفعيل الخلايا النائمة، وهي الخلايا الطلابية الذين أنهوا دراستهم الجامعية وعادوا إلى غزة انتظاراً لتعليمات البدء في العمل الفدائي.
وشكلَّ رفيق مجموعة الإمداد، والاتصال السريع، نتيجة قُرب المسافة وسهولة السفر من وإلى جمهورية مصر العربية. ثم أصدر تكليفاً إلى تلك الخلايا بمهاجمة الدوريات العسكرية الإسرائيلية بالقنابل اليدوية، والقيام بعمليات الرصد والمتابعة، وجمع المعلومات الاستخبارية عن الداخل الفلسطيني المحتل. وقد اشتدت ملاحقة المخابرات الإسرائيلية وعملائهم للقائد رفيق السالمي للقبض عليه حياً أو ميتاً؛ الأمر الذي فرض نفسه على القائد رفيق السالمي بتكثيف جهوده في القضاء على الخونة والجواسيس. بعد أن أجهض محاولات انشاء سلطة تابعه لقوات الاحتلال الصهيوني تكون عميله و متواطئة مع الاحتلال في قطاع غزه تشابه ما يسمى بروابط القرى العميلة في الضفة الغربية.
وفي 25/12/1980 ، حيث التقى القائد رفيق بإحدى الخلايا في غزة، وكان أحد الخونة قد تمكن من الوصول إلى القائد رفيق، ونال ثقته، وأصبح مسؤولاً لأحد الخلايا، قد لحق بالقائد رفيق السالمي، ومعه البعض من اليهود المُستعربين، بسيارة من نوع مرسيدس تحمل أرقام سيارات غزة، ومعها سيارة اخرى من نوع بيجو وقد التفتا إلى رفيق وأطلقوا رصاصهم صوب رأسه؛ حتى ارتقى مُعطراً بدمه الطاهر ثرى الوطن، ليكتب اسمه في سجل الخالدين .