"هآرتس": عملية سلفيت جاءت مخالفة لتوقعات الجيش الإسرائيلي

18 نوفمبر, 2022 08:57 صباحاً

تل أبيب- فتح ميديا:

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة، إن عملية سلفيت الأخيرة عند مستوطنة أرئيل، أظهرت مرة أخرى مدى صعوبة فرض تفسيرات لواقع ما يمكن أن يحدث على الأرض المهيأة لإحياء الهجمات في أي وقت.

وبحسب الصحيفة في تقرير تحليلي لمراسلها ومحللها العسكري عاموس هرئيل، فإن نجاح عرضي لأي منفذ عملية، وفشل واحد للقوات الإسرائيلية يكفي لإحداث حادثة مدوية ستؤدي بدورها إلى محاولات التقليد من جديد.

وأشار هرئيل إلى أن الهجوم وقع في تناقض حاد مع الاتجاهات التي حددها الجيش الإسرائيلي بانخفاض التوتر في الضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، بعد تصفية قادة مجموعة "عرين الأسود" في نابلس، وانخفاض الهجمات منذ ذلك الحين، حتى اعتقدوا في الأجهزة الأمنية أنهم تمكنوا من النجاح بالقضاء على المجموعة التي تسببت بصداع شديد للجيش والشاباك طوال أشهر الصيف والخريف، وأنهم بذلك قضوا على موجة الهجمات.

ولفت إلى أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، تركزت الأحداث في الضفة على مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس، وكان يتركز هناك مجموعات مسلحة من نشطاء فتح وحماس والجهاد الإسلامي ممن تخلوا عن إطارهم التنظيمي ونسقوا معًا لاستهداف القوات الإسرائيلية خلال عمليات الاعتقال التي تنفذ كل ليلة، ما أدى لوقوع ضحايا، ومن ثم اندلعت موجة هجمات انتقامية داخل إسرائيل.

وبحسب هرئيل، فإن مجموعة "عرين الأسود" كانت الأكثر تأثيرًا وشهرة، وكان لديها حضور شعبي خاصة بعد أن سوقت نفسها جيدًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وحين خشيت السلطة الفلسطينية من مواجهتها، شرعت إسرائيل بالعمل ضدها وأدت سلسلة من العمليات والاغتيالات التي بلغت ذروتها في نهاية الشهر الماضي إلى وقف نشاطات المجموعة في الوقت الحالي، وخاصة بعد أن سلم 26 مسلحًا منهم أنفسهم لأجهزة الأمن الفلسطينية ضمن اتفاق "العفو" الذي أعلن عنه لأول مرة عام 2007.

ولفت إلى أن إسرائيل فيما يبدو لن تسمح لقتلة الجندي إيدو باروخ الشهر الماضي قرب شافي شمرون، بأن يشملهم العفو، ولا زالت عملية ملاحقتهم مستمرة.

ونوه إلى أنه بعد عملية القضاء على قادة "عرين الأسود"، انخفضت عمليات الجيش الإسرائيلي وكذلك الاحتكاك المباش في جنين، ونابلس أيضًا، لكن ذلك لم يؤثر على تلاشي تهديد "الذئاب المنفردة"، فوقعت عملية الخليل وقتل مستوطن، كما نفذت عملية سلفيت وقتل 3 مستوطنين بعد أن استغل منفذها نقطة ضعف في الأمن بالمنطقة.

ويقول هرئيل، رغم هذا الهجوم الأعنف منذ 6 أشهر، لم تطلب قيادة الجيش الإسرائيلي بالضفة أي تعزيزات إضافية، وبعد العمليات في نابلس وجنين لا يزال هناك شعور بالسيطرة النسبية على الوضع، والأيام المقبلة ستكون محل اختبار لذلك، حين تتضح فيما إذا كانت الهجمات الملهمة قد تتطور من عدمه.

وبين أن الجيش الإسرائيلي لا زال يرفض بشدة مطالب اليمين بتنفيذ عملية واسعة النطاق بالضفة باعتبار أن ذلك غير واقعي، مضيفًا: "لنرى فيما إذا كان هذا الموقف سيبقى على حاله بعد تشكيل الحكومة اليمينية الجديدة".

ولفت إلى أن جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ولنفس الأسباب ترفض أيضًا فكرة حل السلطة الفلسطينية، خاصة وأن التنسيق الأمني لا زال ينظر إليه على أنه رصيد أمني يساعد على كبح العنف.

كلمات دلالية

اقرأ المزيد