العويصي: ذكرى وعد بلفور تدفعنا للتمسك بحقوقنا وثوابتنا الوطنية ومواصلة النضال حتى النصر

02 نوفمبر, 2022 01:03 مساءً

فتح ميديا - غزة:

قال أمين سر قيادة حركة فتح بساحة غزة، الدكتور صلاح العويصي: "ترتب على وعد بلفور نتائج كارثية على شعب الفلسطيني خاصة، وعلى المنطقة العربية عامة، فمنذ انتهاء الحرب العالمية الأولى في 11 نوفمبر 1918م، حتى بدأت أول خطوات الوصاية على الأرض الفلسطينية، تحت ما يسمى الانتداب البريطاني، حيث أن الوضع الجيوسياسي الجديد الذي خلفته الحرب، كان بداية تقسيم الأراضي والشعوب بين قوى الاستعمار الغربي، والذي كان معداً له من خلال اتفاقية سايكس بيكو منذ عام 1916م، لذلك فإن الأطماع الغربية طالت كل الوطن العربي، خاصة ما كان يعرف ببلاد الهلال الخصيب".

وأضاف العويصي في تصريح له بمناسبة مرور 105 سنوات على وعد بلفور: "هذا التوسع الغربي والهيمنة على مقدرات الشعوب، خلق ظروف مناسبة لاستكمال المخطط الصهيوني المدعوم غربياً، والذي تم إقراره في المؤتمر الصهيوني الأول، لذلك جاء وعد اللورد آرثر بلفور في الثاني من نوفمبر للعام 1917، وقد كان للقرار أسبابه الاستعمارية والتي تقضي بتسهيل هجرة اليهود من شمال البلطيق وشرق روسيا إلى فلسطين، ومن ثم فرض وقائع جديدة على الأرض ساهمت في تسليح المهاجرين اليهود وتشكيل عصاباتهم تمهيداً لقيام دولتهم بعد تهجير واقتلاع شعبنا من أرضه التاريخية".

وأكد العويصي، أن هذا التاريخ الطويل من المؤامرات يجب أن يكون مدعاة للتمسك بحقوقنا وثوابتنا الوطنية، وأن نعمل على تهيئة المناخات المناسبة التي تؤسس لممارسة النضال الوطني المشروع بكل أشكاله، على قاعدة وحدوية، تتحد فيها مختلف الرؤى الوطنية على قواسم مشتركة تكون إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على رأس أهدافها.

وشدد على أن ما فعلته القيادة السياسية للسلطة ولمنظمة التحرير حين أعادت الحالة الوطنية إلى الاختلاف على أدوات المقاومة، في الوقت الذي تدرك فيه أن الوحدة الوطنية أولاً هي نصف الطريق إلى الحرية والاستقلال، مشيراً إلى أن الحالة الوطنية تمر بظروف يمكن الاستفادة منها في تحقيق وحدة وطنية شاملة، تعزز المقاومة بكل أشكالها.

وأوضح العويصي، أنه رغم صعوبة المرحلة في ظل المتغيرات السياسية الدولية، وتبدل أولويات معظم الدول، إلا أن حالة المد الوطني التي تشهدها الضفة الفلسطينية، هي حالة نوعية يمكن تعزيزها والبناء عليها للوصول إلى رؤية موحدة، كما أن الوضع السياسي والاقتصادي في غزة رغم صعوبته، إلا أن جماهير غزة التي صمدت في أربعة حروب طاحنة، قادرة على أن تخوض مراحل كاملة من النضال الوطني للتخلص من الواقع المؤلم الذي فرضه الانقسام، لذلك فإن الوحدة الوطنية تمثل درع وحاضنة للمقاومة وللمناورة السياسية.

وكشف أن حركة فتح بساحة غزة تحرص دوماً على إحياء المناسبات الوطنية، بهدف إشعال الذاكرة الوطنية كي لا ننسى المحطات التاريخية التي مرت بها قضيتنا، وبذات القدر من الاهتمام نعيد بوصلة الكفاح الوطني إلى اتجاهاتها الصحيحة، حيث أن وعد بلفور المشئوم لا يحتاج إلى يوم محدد لنحييه في ذاكرتنا، إنه الوعد الذي نرى فيه سبب لكل ما آلت إليه قضيتنا وما عاناه شعبنا من ويلات، هي ذكرى حاضرة في وجداننا، إذ ترتب عليها واقع مؤلم ما زلنا نتجرع مرارته.

وبين العويصي، أن حركة فتح بساحة غزة ستنفذ فعاليات متنوعة في هذه الذكرى المشئومة، من خلال طباعة نشرات توضيحية، توضح الظلم التاريخي الواقع على شعبنا ومقدراته، وتنفيذ الندوات السياسية التي تناقش آليات الخروج من المأزق الوطني الذي تمر به قضيتنا، والأثر الكارثي الذي تركه ذلك الوعد المشئوم، وتنفيذ وقفات احتجاجية نرسل من خلالها موقفنا بأن الحكومة البريطانية تتحمل مسئولية تهجير شعب بأكمله وأن عليها تصحيح هذا الخطأ التاريخي والاعتذار من شعبنا وتعويضه عن سنوات التهجير والحرمان والقتل.

وختم العويصي بالتأكيد على أن كل تلك الفعاليات تأتي في سياق سعينا إلى الحفاظ على حالة المد الوطني لدى جماهيرنا، ولتذكير العالم بنكبتنا ومعاناتنا من آخر احتلال على وجه الأرض.

كلمات دلالية

اقرأ المزيد