كتب نضال حضرة.. كيف نوظف الصراع الروسي الإسرائيلي لصالح القضية الفلسطينية ؟!
27 اغسطس, 2022 09:04 صباحاًفتح ميديا-غزة
كتب: نضال خضرة
أوكرانيا وإسرائيل جيوسياسياً
تمثلان أمن قومي استراتيجي للمنظومة الربية، التي تتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، كما أن هناك عوامل وأسباب أخرى ساهمت في تعزيز العلاقات بين إسرائيل وأوكرانيا، منها وليس حصراً علاقة المنظومة الغربية في كلا البلدين؛ فساهمت هذه العلاقة بتعزيز العلاقات بين البلدين بسبب ادعاء المظلومية ووحدة المصير، إضافة للزعماء اليهود من ذوى الأصول الأوكرانية الذين ساهموا في تأسيس دولة إسرائيل وكان لهم أثر في تعزيز العلاقات، وإضافة لعدد اليهود الموجودين في إسرائيل من أصول أوكرانية واحتفاظ غالبيتهم بازدواجية الجنسية والإقامة بين أوكرانيا وإسرائيل على حد سواء،
حاولت إسرائيل منذ بدء الحرب على أوكرانيا أن توازن في علاقاتها مع روسيا وأوكرانيا، وحاولت إخفاء دعمها لاوكرانيا، لكن الاستخبارات الروسية تمكنت من إثبات تورط
إسرائيل في تقديم الدعم لأوكرانيا،
من خلال رصد أنشطة جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد في العاصمة الأوكرانية كييف، إضافة لرصد الأجهزة الأمنية الروسية لنشاط الوكالة اليهودية.
الاستغلالي للحرب وقيامها بتحريض عدد كبير من العمال والمهندسين الروس، لاسيما الذين يعملون في قطاع التكنولوجيا، وتقديم إغراءات لهم ليهاجروا لإسرائيل، وبحسب أحد الصحف الروسية تم رصد حوالي 34000 مواطن روسي هاجروا لإسرائيل منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، غالبيتهم يعملون في قطاع التكنلوجيا.
تصاعدت حدة التوتر بين الروس والإسرائيليين عندما بدأت إسرائيل بتقديم كل أشكال الدعم لأوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الذي بدأ سياسياً من خلال تصريحات المسؤولين السياسيين الإسرائيليين وانتهي مادياً وأمنياً وعسكرياً من خلال الإمدادات الإنسانية والدعم الأمني والاستخباري والسيبراني والتكنلوجيا العسكرية لاسيما المسيرات "الدرون".
تبع ذلك تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عندما تحدث للإعلام عن الأصول اليهودية للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
تباعاً تصاعدت حدة التوتر في العلاقات الروسية الإسرائيلية بعدما تقدمت وزارة العدل الروسية بدعوى قضائية تطلب فيها إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في روسيا، إضافة لتطور علاقات روسيا مع إيران، تحديداً بعد زيارة بوتين الأخيرة لطهران التي تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل، وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني والعسكري بين موسكو وطهران لاسيما في التكنلوجيا العسكرية والطائرات المسيرة "الدرون".
هذا التعاون أصبح يقلق إسرائيل،
إضافة للدعم الروسي للوجود العسكري الإيراني في سوريا، وتصاعد مواقف الروس من الضربات الجويّة التي يقوم بها الطيران الإسرائيلي على المدن السورية من حين لآخر والتي وصفتها روسيا بأنها أعمال عسكرية مرفوضة، وغير مقبولة على الإطلاق، ومطالبة إسرائيل بوقفها دون شروط.
إسرائيل تزعم بأنها ترصد أسلحة مهربة تصل للمنظمات الفلسطينية من روسيا على إثر ذلك أبلغ الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ نظيره الروسي بوتين عن شحنات أسلحة تمر عبر روسيا تصل إلى المنظمات الفلسطينية، بشكل غير مباشر، فتجرأت إسرائيل على إعادة طرح مشروع أنبوب الغاز من شرق المتوسط إلي أوروبا بعد فشل مشروع مد أنبوب الغاز القطري من الخليج العربي إلي سوريا من ثم لتركيا إلي أوروبا إسرائيل تلعب في النار من جديد، وتعرف أن الغاز بالنسبة لروسيا أمن قومي ومحاولة استبدال الغاز الروسي بالغاز الشرق أوسطي لعب بالنار وهذا ما بدأت به إسرائيل فعلياً.
بيع الغاز الطبيعي لأوروبا، تمهيداً لإنشاء أنبوب الغاز البحري الذي يربط حقول الغاز البحرية الإسرائيلية، باليونان، ومنها بدول أوروبية أخرى،
هذا المشروع الإسرائيلي مطروح لكنه موقوف بسبب تكلفته الباهظة وإسرائيل تنتظر تمويل أمريكي أوروبي، ليتم تنفيذه وفي حال وافقت أوروبا والولايات المتحدة علي التمويل سيتم البدء فوراً بالمشروع، وتنفيذ هذا المشروع يمثل تهديد استراتيجي لأمن روسيا القومي وحتماً لن تصمت روسيا وستعمل على تهديد حقول الغاز البحرية الإسرائيلية في شرق المتوسط بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الجيش السوري أو من خلال المليشيات الإيرانية المتواجدة في سورية.
ومن الممكن أن تمنح روسيا دمشق النظام الصاروخي المتطور (بوك أم 3 اَي) إضافة لصواريخ الدفاع الجوي المتطورة (أس 400) وبذلك تغلق سورية أجوائها في وجه إسرائيل
المشهد يؤكد بأن التوتر بين إسرائيل وروسيا سيتصاعد في المرحلة القادمة، ولكن كيف للفلسطينيين أن يستغلوا هذا التوتر لمصلحة القضية الفلسطينية ؟؟
سأجتهد للإجابة على هذا السؤال
في مقالي القادم.