بعد 55 عاماً على النكسة،، ماذا تبقى من ''لاءات'' الخرطوم

05 يونيو, 2022 05:56 مساءً

فتح ميديا-غزة:

كتب الدكتور ابراهيم الطهر اوي

بعد 55 عاماً على النكسة ماذا تبقى من لاءات الخرطوم؟؟

في الخامس من حزيران عام 1967 هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي كلا من "مصر وسوريا والاردن" واحتلت أجزاء من أراضيها، بدعم واسناد من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها.

انتهت الحرب في العاشر من "حزيران أي بعد ستة أيام حيث أسفرت هذه الحرب احتلال اسرائيل ل "قطاع غزة، والضفة الغربية، وشبه جزيرة سيناء، وهضبة الجولان".

على وقع الهزيمة، وتحديدا في 29 أغسطس عام 1967 انعقدت القمة العربية في الخرطوم حيث تبنت قمة الخرطوم مواقف حازمة متشددة من الصراع مع الاحتلال "لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف بإسرائيل" وهي ما عرفت فيما بعد باللاءات الثلاثة، يومها وقف العرب صفا واحداً في مواجهة التحديات، فكان جل اهتمامهم استعادة الارض العربية وطرد الاحتلال.

في 22 نوفمبر من نفس العام، أي بعد حوالي "ستة أشهر" أصدر مجلس الأمن

قراره رقم 242 لوضع حل للنزاع القائم وقد نص القرار في مادته الاولى: الفقرة (أ) على: انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضي "الأراضي" التي احتلت في النزاع الأخير.

وفي ذات القرار نص أيضاً على: إنهاء حالة الحرب، والاعتراف ضمنا بإسرائيل، دون ربط ذلك بحل القضية الفلسطينية، حيث اعتبرها القرار مشكلة لاجئين.

لقد استبشرت الشعوب العربية ومنها الشعب الفلسطيني خيرا من مقررات قمة الخرطوم، واعتقد البعض ما هي الا مسألة وقت قصير ويتم اجلاء القوات المحتلة عن الاراضي العربية.

ولكن بكل حسرة وألم نقول بأن فلسطين لا زالت محتلة حتى يومنا هذا، وما تزال مرتفعات الجولان تخضع للسيادة الاسرائيلية حيث اتخذت حكومة المجرم مناحيم بيغن قرارا بضمها رسمياً في 14/12/1981م.

ومن قبل وافق الكنيست الاسرائيلي على ضم القدس الشرقية في 27/6/1967م أي بعد أيام من احتلالها.

بعد مرور خمس وخمسون عامًا على النكسة لا زالت اسرائيل تواصل احتـ.ـلالها لكامل الأراضي الفلسطينية بما فيها "القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة.

ولا زالت اسرائيل تبسط سيادتها على هضبة الجولان السورية وتمارس أبشع الجرائم بحق الشعبين الفلسطيني، والسوري، على الرغم من صدور العديد من القرارات الدولية والتي تطالب دولة الاحتلال، بانهاء احتلالها والعودة الى حدود الرابع من حزيران يونيه 1967م.

مشاهد النكسة لا زالت ماثلة، تتجدد يوميا، مع هدم كل بيت، ومع مصادرة كل قطعة أرض لبناء مستوطنة صهيونية عليها.

في القدس قتل على الهوية، ومنع المسلمين والمسيحيين من أداء شعائرهم الدينية، بالإضافة لاقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الاقصى، في محاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني، وفي الحرم الابراهيمي في الخليل منع للصلوات، واغلاقات متكررة وشبه يومية للمسجد في وجه المسلمين.

في غزة حصار، من الجو، والبر، والبحر، عدوان، وحروب، ٱلاف الأطنان من المتفجرات، ألقيت على البيوت الٱمنة.

كل هذا وذاك يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، وعلى مرأى من جامعة الدول العربية، التي لم يعد لديها من الحول والقوة، للثبات على لاءات الخرطوم.

حتى نحن الفلسطينيين أصحاب القضية، سرنا في طريق معاكس، لإعلان الخرطوم "مفاوضات، اتفاق سلام، اعتراف بإسرائيل" وتجاوزنا حتى عن قرارات الشرعية الدولية، وأصبحنا نطالب بما هو أقل من قرار 242 وصرنا نبرر لإسرائيل عدوانها، وحصارها بحجة القضاء على الارهاب.

صحيح أن هناك هوة كبيرة بين ما قيل، وبين ما يمارس على الأرض، لكن عزاؤنا أن شعبنا لا زال متمسكا بأرضه، قابضا على زناد البندقية، لن يقبل بأقل من حقه في استرداد أرضه، مهما طال الزمن.

اقرأ المزيد