تقرير: الصحافة الدولية تولي اهتماماً لرؤية دحلان للدولة الواحدة وترى فيه مُنقذاً لحركة فتح ومنظمة التحرير

28 يناير, 2022 07:45 صباحاً
محمد دحلان قائد تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة فتح
محمد دحلان قائد تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة فتح

فتح ميديا- تقرير خاص: 

تحدثت تقارير إعلامية دولية عن رؤية القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي محمد دحلان للدولة الواحدة، في ظل تراجع المستوى السياسي للقضية الفلسطينية على الصعيدين المحلي والعربي.

في ظل ما تعانيه منظمة التحرير الفلسطينية من تَصدع في بُنيتها السياسية وبرنامجها المرحلي، وما تتجرعه حركة فتح من انقسام داخلي، وتراجع في دورها الوطني، واقتصار عملها خلال السنوات الماضية على تمتين قوة السلطة الفلسطينية على حساب منظمة التحرير وحركة فتح، والتي أصبحت مؤخراً تخدم مشاريع اقتصادية وتنموية فقط على حساب الحلول السياسية للقضية الفلسطينية.

يتراكم الغضب الشعبي والجماهيري على سلوك السلطة الفلسطينية، الذي شابه الكثير من حالات الفساد والاضطهاد السياسي للمعارضين، وغياب الحلول السياسية للقضية الفلسطينية ولا حل في الأفق القريب للصراع الاسرائيلي الفلسطيني الذي أُعلن عن وفاته إكلينيكيا بعد تولي اليمين المتشدد الحكم في اسرائيل.

فقد بدأت الصحافة الدولية مؤخراً بتسليط الضوء من جديد على محمد دحلان، كرجل انقاذ لحركة فتح ولمنظمة التحرير الفلسطينية وللمشروع الوطني، في ظل تراجع قوة الرهان على الرئيس عباس في تحقيق دولة فلسطينية أو تحقيق المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام، او توحيد النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الشراكة السياسية بين الفصائل.

صحيفة (لو أورينت) الفرنسية... التيار تجربة ديمقراطية ناجحة:

يقول الصحفي ايلي ماسبونج من صحيفة (لو أورينت) الفرنسية، إنه بعد إجراء الانتخابات للتيار الاصلاحي الديمقراطي لفتح وتعيين المجلس التأسيسي المنتخب في غزة، يؤكد التيار أن هذه الخطوة الأولى نحو عملية ديمقراطية داخلية تشمل مناطق فلسطين التي تضم أعضاء فيها وأيضا الساحات الخارجية".

وتُضيف الصحيفة أن ما قام به تيار الإصلاح هي "تجربة ديمقراطية نموذجية في مواجهة واقع غياب الديمقراطية، وترسي أسس مؤسسات جديدة وستفتتح فعالياتها التي ستقودها مجموعات من النشطاء الشباب".

وتابعت الصحيفة أن تيار الإصلاح يرى أنه عدم وجود تمثيل ديمقراطي للشعب الفلسطيني بعد تأجيل محمود عباس للانتخابات التشريعية والرئاسية في أيار (مايو) 2021 قد أدى إلى إضعاف "فتح" وتهميش العديد من المرشحين بسبب الخلافات السياسية مع الرئيس عباس.

خلال مؤتمر غزة، عرض دحلان رؤيته للوضع، مستنكراً بشكل خاص الرفض الإسرائيلي لحل الدولتين الذي لم يعد حلاً واقعياً، كما أوضح، لذلك يطرح دحلان فكرة الدولة الواحدة حيث تتعايش المكونات المختلفة (مسلمون، مسيحيون، يهود) بنفس الحقوق والواجبات، دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الدين، وتنطوي هذه الرؤية على حوار مع جميع مكونات "فتح" من أجل توحيد مسار أفعالهم والتخلي عن سلوكهم التعسفي وطريقة حكمهم القائمة على الإقصاء.

تُضيف الصحيفة أن دحلان أحرج حركة فتح كثيراً بالانتخابات الأخيرة لتيار الإصلاح الديمقراطي ويُريد إطلاق عملية ديمقراطية من خلال انتخاب قادة جدد في فتح من أجل إعادة تأسيس هياكل الحركة ووضع حد للوضع الحالي.

مجلة موند إفريك الفرنسية ... دحلان الرئيس المحتمل لمنظمة التحرير:

تقول المجلة الفرنسية في تقرير مُطول عن محمد دحلان بأنه هو الرئيس المحتمل لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفاً للرئيس محمود عباس.

وقالت: "على الرغم من الأزمة الأزلية للفلسطينيين، تظل حركة فتح أهم مكون سياسي داخل منظمة التحرير، لكنها تأتي في المرتبة الثانية في البرلمان، وفقاً لأخر انتخابات منذ 15 عاماً".

وتُقدر الصحيفة أن هذه المعطيات هي صورة لدولة قائمة، لكنها تخفي بشكل كبير الأزمات الداخلية لهذا الحركة المهددة بالانفجار الداخلي، والتي تأتي نتيجة عدم وجود خليفة لمحمود عباس 86 عاماً، ذو الشرعية المتآكلة.

أجرت المجلة تحليلاً دقيقاً بأن الرجل القوي في مواجهة عباس هو محمد دحلان، وأن الرئيس عباس يسعى لعرقلة تطلعات محمد دحلان في الوصول إلى الحكم، مستنداً إلى الأحقاد القديمة التي تراكمت خلال سنوات من التاريخ عاشت جنباً إلى جنب مع عباس، جعلته يرى رفيقه السابق، كرجل مكروه، ويجب أن يمنعه بأي ثمن.

اعتبرت المجلة أن الرئيس عباس ضعيفاً ومهدد بالانقراض داخلياً، وأنه منذ الانتفاضة الثانية ورحيل عرفات تتراجع حركة فتح، وتدق الانقسامات داخلها، وتستغل حماس ذلك لمليء الفراغ، كما أن سياسته الخارجية ليس أفضل حالاً، حيث يصبح احتمال قيام دولة فلسطينية مجرد وهم يتبخر.

الصحافة الدولية...دحلان بديل قوي لرئاسة منظمة التحرير وحركة فتح

في حديث خاص عَقب أحد مراسلي الصحف الأجنبية في الأراضي الفلسطينية، الذي فَضل عدم الكشف عن اسمه، عن سبب الاهتمام الدولي برؤية محمد دحلان لحل الدولة الواحدة، قائلاً: "أصبحت لدى الجميع قناعة راسخة بأن الرئيس محمود عباس لا يمثل الشعب الفلسطيني، ورأينا ذلك من خلال الاحتجاجات المنددة بشرعية أبو مازن وأداء السلطة وطريقة قمع أجهزة الأمن للمتظاهرين.

وأضاف: "هناك حالة من عدم الرضى عن فساد السلطة من قبل الشارع الفلسطيني والمجتمع الدولي، وخصوصاً واشنطن والاتحاد الأوروبي، لعدم وجود حرية وديمقراطية وانتخابات، في ظل وجود عباس المنتهية ولايته من عام 2009.

وأكد أن الاعلام الدولي ينظر إلى بديل للرئيس عباس والحديث المتداول بأن محمد دحلان ربما يكون البديل، وربما يأتي الى السلطة عن طريق الانتخابات أو يعود للضفة للانخراط بالعمل السياسي من الداخل والمنافسة عبر الانتخابات على الرئاسة او الدخول من خلال المجلس التشريعي.

يسعى العاملون في الصحافة الدولية في الأراضي الفلسطينية وغيرها من البلدان، إلى محاولة فهم رؤية دحلان لما يحدث اما من خلال التيار الاصلاحي في حركة فتح، وما هي الأجندة السياسية التي يتم طرحها، وهل هناك دعم من الداخل الفلسطيني.

ويضيف: "نحن نرى أن هناك محاولات لاعتقال أي شخص، او تهميش الذين يُنظر اليهم بأنهم من المناصرين أو الداعمين لمحمد دحلان أو للتيار الاصلاحي داخل حركة فتح، وهو ما يعطي انطباع حقيقي بان دحلان يهدد السلطة القائمة في رام الله .

ويقول المراسل: "الاعلام الأجنبي يريد تصدير صورة عن دحلان بأنه الشخص البديل الذي يتحلى بشعبية كبيرة داخل المجتمع الفلسطيني، في غزة أو الضفة أو داخل المخيمات الفلسطينية في الداخل أو في الشتات، واذا كانت طروحاته مقبولة من داخل حركة فتح فهذا يُعطي انطباع بأنه من الممكن أن يكون بديل وبديل قوي".

ويُبرهن المراسل الصحفي حالة الخوف لدى القيادة الفلسطينية الحالية من دحلان ومحاولة اقصاء أي شخص واي مجموعة واي قرارات لأشخاص ربما يكونوا محسوبين على دحلان، يأتي من الانطباع العالمي إن كان رسمي أو كان من قبل الاعلام أن دحلان يمثل البديل، لأنه بنظرة عن البدلاء وبالمقارنة مع  حسين الشيخ أو جبريل الرجوب وغيرهم، فإن المنافسة والأسماء المطروحة قليلة جداً ويبقى دحلان هو الشخص الذي الاسم الذي يأتي عليه الذكر بهذا الموضوع وبشكل دائم.

اقرأ المزيد