تعرف على الطائفة الأرمنية في فلسطين
18 يناير, 2022 06:15 صباحاًبيت لحم_فتح ميديا
يفتخر الشعب الفلسطيني بتعايش طوائفه المتعددة وترابطها بشكل متين، فيقف المسيحي الى جانب المسلم في هذه الديار يتحملان المعاناة المستمرة من اجراءات الاحتلال التعسفية ويواجهانها بالصمود والثبات.
ومن بين هذه الطوائف الأرمن الذين ينتمون من الناحية القومية الى ارمينيا، وقد هاجر جزء منهم الى فلسطين، فسكنوا فيها وانتموا اليها وحملوا اسمها قلبا وقالبا، ليطلق عليهم الارمن الفلسطينيون.
وتبدأ احتفالات طائفة الارمن بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الارمني بوصول موكب بطريرك الارمن الى بيت لحم يوم الثامن عشر من الشهر الجاري باستقبال رسمي من قبل المسؤولين في الدوائر الامنية والمدنية وعلى رأسهم رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية المقرر ان يحضر قداس منتصف الليل ليلة الثامن عشر من الجاري.
وكان بطريرك الارمن مانوغيان قد قال في مناسبات عديدة اثناء وجوده في بيت لحم ” من بيت لحم قلب فلسطين النابض انبثقت رسالة السلام للبشرية جمعاء وها نحن اليوم لا نعيش السلام وكثيرون سمعتهم يقولون ان اردت ان تبحث عن السلام فلربما تجده معلقا على جدار الفصل في مدخل بيت لحم، ما هو السلام وكيف لنا ان نعيشه في زمن ما زالت هذه الارض تنضح دماً وألماً “.
ويفتخر ابناء الطائفة الارمنية عموما بحملهم للجنسية الفلسطينية وبانخراطهم في الحياة العامة في مختلف المجالات فهناك العديد من الطاقات الاكاديمية والسياسية برزت على ساحة الوطن ومن بينهم الدكتور المرحوم البرت اغازريان الذي رحل قبل عامين والذي قضى في جامعة بير زيت معظم أيامه. واكبها في أحلك الظروف وأصعبها، في مرها وحلوها منذ أن بدأت علاقته معها عام 1968.
درس الأدب في بيرزيت، ثم العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وختمها بالدراسات العربية المعاصرة من جامعة جورج تاون الأمريكية. وبدأ عمله في العلاقات العامة في الجامعة بمحض الصدفة وكان له مساهمة كبيرة في تعزيز علاقة الجامعة مع المحيط الدولي المتضامن مع القضية الفلسطينية. كما عمل مترجما محترفا للعديد من اللغات. وهو المدير السابق للعلاقات العامة في الجامعة وأحد خريجيها عام 1970.
وكذلك الدكتور مناويل حساسيان برتبة بروفسور في العلوم السياسية من مواليد القدس وسكن في بيت لحم وحاضر في جامعتها على مدار ربع قرن وشغل سفير فلسطين في بريطانيا لعدة سنوات، والرجلان من الشخصيات الوطنية البارزة على صعيد الوطن ولهما مساهمات فكرية هامة.
ويتميز الأرمن بدورهم الحرفي والصناعي، فهم أول من انشأ ورشة للتصوير في فلسطين، وهم ثاني من ادخلوا الطباعة إلى فلسطين عام 1833م، وأول من أسسوا مصنعا للسيراميك في عهد الانتداب البريطاني.
أتقنوا فن الخزف والقيشاني والخياطة وصياغة المجوهرات، ومنهم شيخ الصيادلة الفلسطينيين نوبار ارسليان الذي كان يصنع الأدوية بيديه. وقد عمل الحرفيون الأرمن على نشر هذه الصناعات في أنحاء مختلفة من الأراضي الفلسطينية.
أما اليوم فيعمل معظم الأرمن في القدس في شغل وبيع المجوهرات، وفي صناعة آنية النحاس وزخرفتها، ويملك الكثير منهم متاجر لبيع الهدايا للسياح الوافدين إلى الأراضي المقدسة.
وكان الأرمن يسيطرون تقليدياً على قطاع صناعة الأحذية، لكن هذا القطاع راح يتقلص بسبب منافسة الأحذية الجاهزة الصنع، وبسبب مضايقات الاحتلال لقطاع الصناعات الفلسطينية بشكل عام في مدينة القدس.
مكتبة دير مار يعقوب
وأسست مكتبة دير مار يعقوب سنة 1929م بأموال تبرع بها الثري الأرميني غولبنكيان، وتضم أكبر مجموعة من الوثائق الأرمينية القديمة في العالم، ويعتقد أن تاريخ بعضها يرجع إلى القرون المسيحية الأولى، وقد ترجم عدد محدود من الوثائق العربية إلى اللغة الأرمينية في كتابين: الأول بعنوان “التاريخ المتسلسل للقدس” للمؤرخ الأرميني هوفانيسيان، وصدر في القدس سنة 1890م، والثاني بعنوان “تاريخ القدس” للمؤرخ الأرميني سافلانيان، وصدر في القدس أيضا سنة 1931م.
مطبعة الأرمن
أسسها الأرمن الغريغوريون في القدس سنة 1848م، وأصدروا عددا من الكتب بالحرف الأرميني تناولت موضوعات دينية، وقد ذكر هذه المطبعة الأب لويس شيخو اليسوعي الذي زارها في أواخر القرن التاسع عشر.
ويذكر ان عدد ابناء طائفة الارمن في فلسطين يبلغ نحو 7500 شخص منهم 2000 في حارة الأرمن بالقدس القديمة و200 في بيت لحم.