كتب عبد الحميد الفليت: دراسة حالة الوضع الفلسطيني لا تبشر بخير

18 اكتوبر, 2021 03:36 صباحاً
 عبد الحميد الفليت كاتب فلسطيني
عبد الحميد الفليت كاتب فلسطيني

بقلم: عبد الحميد الفليت

فكل المؤشرات تدل على أن مساحة الاختلاف بين جميع المكونات الفلسطينية تتسع بشكل كبير ومتسارع وتزداد معها مصالح مترامية، والوصول لها ليس سهلاً وهذا يؤكد استحالة الوصول لأي حالة توافق فلسطينية لا على المدى القريب ولا على المدى البعيد وفي نفس الوقت موازين القوى عند السلطة الفلسطينية والأحزاب والفصائل قاطبةً متشابهة ومتقاربة إلى حد كبير وإذ كانت السلطة تحظى بشيئ من التفوق والسمو وهذا التفوق واجه  تحديات بسبب إنسداد الأفق وإصرار السلطة على عدم القبول بالمقترحات الدولية للوصول لحل سلمي للقضية الفلسطينية وكذلك رفض السلطة المبادرات العربية لتوحيد الحالة الفلسطينية وإجراء مصالحة على أساسها يتم تقاسم السلطة والرئيس يحمي نفسه بشروط لا يمكن أن تقبلها الفصائل

وهذا الوقت هو الوقت الضائع الذي يسبق مواجهة متوقعة مع الاحتلال سواء في الضفة أو غزة ويمكننا القول بأنه فتيل إنفجار وهنا قد تتلاقى مصالح الفلسطينيين مع مصالح أطراف دولية أخرى في نفس الوقت لعدم وجود سيطرة على خطة الإستقرار التي تسعى الإدارة الأمريكية لفرضها في الشرق الأوسط 

هذه معركة معقدة ومتعددة الأطراف والمستفيد منها طرف واحد ألا وهو السلطة الفلسطينية ومحاولة إضعاف السلطة والهجوم عليها يعتبر بمثابة انتحار وقد يراه البعض خيانة والإعلام الأسود لم يعد يحقق نتيجة ولا حتى تقارير الظل التي ترفع للمؤسسات الدولية والتي على أساسها تم وقف الدعم الممنوح للسلطة وقد تكون المؤسسات الدولية مجبرة على إعادة دعم السلطة أكثر مما سبق للسيطرة على الأوضاع ومنعها من التدهور

عباس إنتهى دوره في اللعبة السياسية لكنه ظل مسيطراً داخلياً وغيابه عن المشهد سيزيد الوضع تعقيداً وهذه تجربة قاسية عايشتها إسرائيل وأعتقد أنها لن تعود لتغامر من جديد في ظل حالة الصراع السياسي بين الأحزاب الإسرائيلية والتي تعمل على تنفيذ جميع المخططات التي وضعتها الحكومة في فترة حكم نتنياهو وهذا يعني فشل مشروع حل الدولتين والسلطة لا تملك أي خيار أخر للتعامل مع الاحتلال وما يراهن عليه عباس هو أخطر مما تتوقعه إسرائيل فهو لن يحارب لكنه لن يمنع المحاربين من القتال حينها ستكون جميع الفصائل الفلسطينية أمام خيار سيئ للغاية ولا ترغب به وهو المواجهة وفي نفس الوقت أن غزة لا تخضع لحكم السلطة وهذا يعفي السلطة من المسؤولية ويزيد من حجم الضغط على حماس فتكون أمام خيارين أحلامها مر أما أن تقاتل أو تستسلم 

البحث عن نقطة إلتقاء مع فتح أفضل بكثير من صناعة مسببات لتعميق الخصومة وهذا لا يمكن أن يأتي على يد محدودي الفهم وقليلوا الحيلة الذين ترتبط مصالحهم بعمق الخصومة التي تزيد من كم العوائد وحجم الإمتيازات وهذا يتطلب إستبعاد كل الذين انصاعوا لأوامر الأخرين الذين يريدون الإنتقام ولم يفكروا بالضرر والمصير الذي ينتظر كل الذين كانوا طرفاً في الصراع مع عباس والذي تحول لصراع مع السلطة وفتح حتى بات من الصعب إقناع الشعب بأن فتح مختطفة كما وهناك فرصة للتخلص من الزوائد البشرية والتي هي بالأساس عبئ كبير على فتح من جهة وعلى السلطة من جهة أخرى ومنهم الفصائل الأخرى المحسوبة على منظمة التحرير التي تحولت مؤخراً لأذرع وأدوات في أيدي تنظيمات أخرى وهذا لا يمكن نكرانه فلقد جاء الوقت الذي يدفعون فيه ثمن ضعفهم وخيانتهم وصمتهم علماً أن جزء من هذه الفصائل محسوبة على منظمة التحرير ولا يوجد أي خلاف بينهم وبين عباس والسلطة والمشكلة الحقيقية تكمن سلوكهم وميولهم لفكر حماس وهذا يقودنا للتفكير في المصلحة المشتركة التي يمكن أن تجمع بين حماس وفصائل اليسار وبالتأكيد مصلحة ليست وطنية بقد ما هي مصلحية قد تكون مرتبطة بإعادة بناء منظمة التحرير فإذا تلاقت مصالحنا معهم اليوم فقد نختلف معهم غداً ليس على المصلحة بل على المصير

حافظوا على فتح فقد يأتي يوماً إما أن تعود لنا أو نعود إليها 

 

اقرأ المزيد