الذكرى الـ 21 لاستشهاد محمد الدرة شرارة الانتفاضة الثانية
30 سبتمبر, 2021 03:51 صباحاًغزة - فتح ميديا:
يصادف اليوم الأحد، 30 من أيلول/ سبتمبر، الذكرى السنوية الـ 21 لاستشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرّة، بعدما أطلق الاحتلال الإسرائيلي وابلًا من الرصاص نحوه هو ووالده، وهي اللقطة التي وثّقتها عدسات الكاميرا للعالم، وأدّت إلى المساهمة في اشتعال الانتفاضة الثانية.
وأتى استشهاد الطفل محمد الدرة، في ثاني يوم من الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي تخللت مظاهرات ومواجهات عنيفة بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في كافة مناطق فلسطين، في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية وقطاع غزة، احتجاجًا على اقتحام رئيس الحكومة الإسرائيليّة السابق، أرئيل شارون، للمسجد الأقصى المبارك، في تاريخ 28 أيلول/ سبتمبر عام 2000 المبارح محاطًا بمئات الجنود والشرطة لحمايته.
وقابلت قوات الاحتلال المتظاهرين بالعنف وبالرصاص، ما أسفر عن استشهاد 4412، وإصابة 48322 آخرين، فيما قتل 1069 إسرائيليا وأصيب 4500 آخرين جراء المقاومة الشعبية التي تصدّى فيها الشعب الفلسطيني لجرائم الاحتلال.
ويعتبر مشهد استشهاد محمد الدرة من أقسى ما رآه الناس عن جرائم إسرائيل خلال انتفاضة الأقصى الثانية، إذ كان محمد يحاول الاحتماء بوالده خلف حاجز إسمنتي منخفض، لم يحمهما من زخ الرصاص الذي أمطرهما به جنود الاحتلال.
وفي المشهد صرخ الأب ولوّح بيديه باتجاه مطلقي النار، وخبّأ طفله تحت ذراعه اليمنى، لكنّه أُصيب بها، وبعد لحظات أُصيب الدرة الإبن في ركبته اليمنى، فصرخ الطفل وقال لوالده "أصابوني الكلاب". طمأنه أبوه بأن سيارة الإسعاف لا بد أن تصل وتحمله للمستشفى، فردّ محمد بأنه سينتظر وقال لوالده "شدّ حيلك ما تخفش منهم"، وفق ما قاله الأب لوسائل إعلام محلية وعالمية.
ولم يكتف جنود الاحتلال بإصابتهما، بل أكملوا بتوجيه رصاصات أخرى نحو محمد خرجت من ظهره، وسقط على حضن أبيه واستشهد مباشرة بعدها. وبعدها صرخ الأب بالعبارة التي انتشرت انتشارًا واسعا "مات الولد، مات الولد".
وتنصّل جيش الاحتلال من مسؤولية استشهاد محمد الدرة، ذلك بعد ان أصدرت الحكومة الإسرائيلية تقريرًا بذلك، بل وشككت باستشهاد الدرّة أصلا، واعتبرت الشريط المصوّر الذي يصوّر استشهاد الدرّة بأنه مفبرك وغير صحيح.
ولا تزال ملفات الشهداء الفلسطينيين، وبينهم آلاف الشهداء الاطفال، عالقة تنتظر أي تحرك للقصاص من القتلة وردع شرّهم المتمادي، ولكن محمد الدرة وغيره آلاف لا يزالون بالانتظار.