ماذا يحدث في غزة ؟

02 سبتمبر, 2021 03:24 صباحاً

كتب رئيس التحرير
فَقد معظم أهالي قطاع غزة الأمان الغذائي والاقتصادي نتيجة توقف عدد من المنظمات الدولية عن ارسال مساعداتها للفقراء في غزة، وهناك انهيار اقتصادي اخر يتمثل في الواقع الأليم الذي يعاني منه التجار وأصحاب المصالح الاقتصادية الصغيرة، فالأسواق تفتقد للكثير من الأصناف التي تدفع العجلة الاقتصادية إلى الامام، وتفقد أيضا السيولة النقدية في جيوب المواطنين، كما فقد سكان القطاع الثقة في قدرة السياسيين على احداث تغيير جوهري في الصراع مع اسرائيل، وما يفقده سكان القطاع أكثر بكثير مما هو متوفر لديهم.

ما سبق هو مُجمل اهتمامات السكان في قطاع غزة، وليس لقاء القمة الثلاثي المنعقد في القاهرة، فقد ساهمت القيادة الفلسطينية في تغيير أولويات واهتمامات المواطن الفلسطيني، فبدلاً من البحث عن دولة فلسطينية واستقرار سياسي واقتصادي، أصبح البحث مقتصراً على توفير لقمة العيش، ودخول مخصصات الشئون الاجتماعية، والمنحة القطرية، وتوفر ساعات اضافية من التيار الكهربائي.

ستكون نتائج القمة الثلاثية مُبهرة، اذا ما اقترنت بفعل سياسي قادر على تقليص حجم الفقراء في قطاع غزة، والخروج بمبادرة سياسية واقتصادية قادرة على انعاش جيوب الفقراء من جديد، للتغلب على صعوبات الحياة في القطاع المحاصر.

لا أمل مرجو من حكومة اسرائيلية برئاسة نيفتالي بينت، فهي حكومة اداره الأزمات وليس توفير لها حلول جذرية، وخاصة تلك الأزمات التي تتعلق بقطاع غزة، فهذه الحكومة تهدف لإدارة صراع ممتد منذ سنوات، وليس لديها القدرة على توفير حلول سياسية، سواء بالتفاوض مع حركة حماس أو الوصول معها إلى هدنة طويلة الأمد، لأن ذلك يكون بمثابة اطلاق رصاصة الرحمة على الائتلاف الحكومي ومن يتزعمه.

الأفاق السياسية مُغلقة من جديد أمام القيادة الفلسطينية، فلا مكان لهم تحت الشمس، بل هو نفس الدور الذي تمارسه منذ عشر سنوات، كدور وظيفي تقدم خدمات مدنية محدودة بإشراف الادارة المدنية الاسرائيلية للسكان في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا حلول سياسية تلوح في الأفق.
المطلوب، اعادة الاعتبار للقضية الوطنية الفلسطينية من خلال التنازل عن مشروع الانقسام، وتغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية واجراء الانتخابات، وتعظيم الاشتباك السياسي والشعبي مع الاحتلال الاسرائيلي، من أجل نيل الحقوق الوطنية الفلسطينية.

اقرأ المزيد