عباس في القاهرة... لماذا؟

01 سبتمبر, 2021 12:48 صباحاً

كتب رئيس التحرير
يصل اليوم الأربعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة، وذلك لعقد قمة ثلاثية "مصرية، أردنية، فلسطينية"، ليس لذلك فحسب، بل للتشاور في تشعبات الأحداث الأخيرة المُحيطة بالقضية الفلسطينية.
فقد شهدت مقاطعة الرئيس عباس حراكاً سياسياً خلال الأسابيع الماضية، تم عقد جلستين للجنة المركزية لحركة فتح، وتحقيق انجازاً يتعلق بالمنحة القطرية واتفاق ما بين الأمم المتحدة وقطر على تمويل شرائح الفقراء في قطاع غزة، وزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي نيفتالي بينت إلى الولايات المتحدة، وما أعقب ذلك من لقاء مع وزير الحرب الاسرائيلي بيني غانتس في رام الله، وتم طلب قرض من اسرائيل لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، وتم تعزيز وجود السلطة بإغراءات اسرائيلية جديدة، من خلال منح تصاريح للعمل في اسرائيل وتقديم عرض للم الشمل للفلسطينيين. 
في القاهرة سيبحث الرئيس عباس عن حلولاً سياسية للقضية الفلسطينية، ودعماً لأفكار عودة المفاوضات، وتنسيق المواقف مع الزعماء العرب، وترتيب المطالب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بضرورة بدء مسار تفاوضي جديد، وربما يحمل في طياته تجديد الثقة بالإدارة الأمريكية كراعي لعملية السلام والتفاوض من جديد، والاستغناء عن الفكرة القديمة، بأن يكون رُعاه السلام، الدول الاوروبية الخمسة +1، أي العودة إلى حضن الولايات المتحدة من جديد.
الثقة التي يبحث عنها الرئيس عباس، في ظل متغيرات في المشهد الاسرائيلي، ومدى التجاوب الامريكي مع المطالب الفلسطينية، هي ثقة مشكوك في تحقيقها، وذلك لعدم قدرة الحكومة الاسرائيلية الائتلافية على اتخاذ خطوات جادة نحو تحقيق السلام، وربما سبق ذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي نيفتالي بينت خلال وجوده في الولايات المتحدة عندما أعلن عن استمراره في مشاريع الاستيطان، وأن ما ينتظر الفلسطينيين من حلول هي فقط حلول اقتصادية وانسانية وليست حلولاً سياسية.
القاهرة وعمان لن تُعطياً الرئيس عباس كلمة السر التي تُمكنه من فعل شيئاً جديداً على أرض الواقع، فكلمة السر موجودة فقط في الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام، وأن يتراجع الرئيس عباس قليلاً عن كبريائه، وأن يستجيب لمطالب الشعب الفلسطيني بتحقيق الوحدة الوطنية، لأنها ستكون صمام أمان للمشروع الوطني والقضية الفلسطينية، وسيكون موقفه السياسي أعظم أمام رؤساء وزعماء الدول الذين سيستمعون لخطابه الخامس عشر في الأمم المتحدة، دون أن يُحركوا ساكناً.

اقرأ المزيد