كتب رئيس التحرير: غانتس في رام الله 

30 اغسطس, 2021 03:18 صباحاً

كتب رئيس التحرير

صرح الوزير حسين الشيخ المُقرب من الرئيس عباس بأنه زيارة حميمة تمت لرام الله، قام بها وزير الجيش الاسرائيلي بيني غانتس في ساعة متأخرة من ليلة الأحد، وقال الشيخ  في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، أنه تم "البحث في العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية من كل جوانبها".

في حين أفاد مكتب غانتس أنه تم بحث "قضايا أمنية وسياسية ومدنية واقتصادية"، وأن إسرائيل مستعدة لسلسلة من الإجراءات التي من شأنها تعزيز اقتصاد السلطة.

زيارة تأتي تتويجاً لزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي نيفتالي بينت إلى الولايات المتحدة، من أجل محاولة انقاذ السلطة الفلسطينية من الانهيار المالي، والبحث عن "أنسنه" القضية الفلسطينية من خلال الدعم الاقتصادي بعيداً عن الحلول السياسية التي تطمح لها القيادة الفلسطينية.

يُدرك الرئيس عباس أن حكومة "بينت" الائتلافية ليست عابرة طريق، وأن أمامها فرصاً للاستمرار في قيادة اسرائيل، لذا يتم البحث عن طُرق جيدة للدخول معها في حوارات اقتصادية تمهيداً لصيغة مشتركة من أجل اطلاق مفاوضات سياسية.

ولكن يتوجب على السلطة الفلسطينية أن تُسرع في ذلك، خشيةً من تراكم المشاريع الاستيطانية التي ينوي رئيس الحكومة الاسرائيلي اطلاقها في أقرب وقت، لتحقيق النمو الطبيعي للمستوطنات الاسرائيلية داخل الضفة الغربية.

تَحلم السلطة الفلسطينية بمنحنى التغيير داخل الادارة الامريكية منذ وصول جو بايدين، ولكن ذلك يبقى رهينة قوة السلطة الفلسطينية في التجاوب مع تغير المواقف الامريكية من الحكومة الاسرائيلية ومدى قوتها في الضغط على الحكومة الاسرائيلية في احداث التغيير، من أجل كَسب المزيد من الوقت، لإطلاق مشروع سياسي في الشرق الأوسط بمشاركة مصر والاردن، لتحسين الوضع الراهن.زيارة بيني غانتس إلى رام الله تهدف إلى تسهيل وصول رزمة من التسهيلات المدنية والاقتصادية وحديثاً أمنياً يهدف لمنع انهيار السلطة، وتسهيل وصول 800 مليون دولار قرضاً للسلطة الفلسطينية منعاً من انهيارها.

زيارة غانتس تفتح الباب من جديد أمام قيادة السلطة الفلسطينية لفتح نقاش مع الامريكان للحديث عن مستقبل اقتصادي او سياسي، وتمهيداً للقاء متوقع ما بين الرئيس أبومازن والرئيس الأمريكي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعندها سيكون الرئيس أبومازن أمام مقاربات جديدة من خلال سيتحدث عن احترام الاتفاقات القائمة التي تم التوقيع عليها بين إسرائيل والسلطة، والسماح بإجراء انتخابات في الاراضي الفلسطينية.
يأتي سبتمبر/ أيلول، دائماً بِحراك سياسي قُبيل التوجه إلى اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، وتنشط الاجتماعات واللقاءات التحضيرية للقيادة الفلسطينية مع الجيران العرب، لتنسيق المواقف، وما أن ينتهي سبتمبر، تعود ريما لعادتها القديمة، ويبقى الوضع الراهن هو بمثابة خارطة الطريق التي تسير على نهجها السلطة الفلسطينية.

اقرأ المزيد