في الذكرى الثامنه لرحيله أبوعلي شاهين تجربة نضالية تجاوزت حدود الزمان والمكان
28 مايو, 2021 03:32 صباحاًفتح ميديا - غزة:
يُصادف اليوم الجمعة، 28-5-2021، الذكرى الثامنة لرحيل شيخ المناضلين القائد أبوعلي شاهين.
شيخ المناضلين أبو علي شاهين ... تجاوزت تجربته حدود الزمان والمكان، كان فتحاوياً من طراز خاص، وانتقل بفكرته إلى أكثر من ميدان فعل، وشكّل حالة اشتباك دائم مع المحتل، فكراً وممارسة، فاستحق إن يكون مدرسة للأجيال ..
وُلد عبد العزيز علي عبد العزيز شاهين ويُعرف بـ أبو علي شاهين (في عام 1941 في قرية بشيت، قضاء الرملة – تُوفي في 28 مايو 2013 في غزة) سياسي وعسكري فلسطيني وأحد أعضاء حركة فتح، شغل مواقع هامة في جهاز الأرض المُحتلة (القطاع الغربي). عُين وزيرًا للتموين في حكومة ياسر عرفات الثانية، واستمر بذات المنصب في حكومات عرفات الثالثة والرابعة والخامسة. كان عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس التشريعي الفلسطيني في الفترة 1996–2006، والمجلس الثوري الفلسطيني بعد المؤتمر الخامس لحركة فتح عام 1989.
اعتقل في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر 1967، ثم أطلق سراحه في الثالث والعشرون من أيلول/ سبتمبر1982 بعدما أمضى خمسة عشر سنة في السجون الإسرائيلية، غالبيتها في العزل الانفرادي. بعد إطلاق سراحه، وُضع عبد العزيز شاهين تحت الإقامة الجبرية بمنزله. ولكنه لم يعدم الوسائل لتأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية.
في مايو/آيار 1983 تم نفيهُ بمفرده إلى منطقة الدهنية، أقصى الشرق الجنوبي لرفح، ومن ثم أبعد الى خارج فلسطين عام 1985، ليعود إليها في أكتوبر عام 1995 بعد توقيع اتفاقيات أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية.انتخب عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني الأول (1996– 2006) وعضوا في المجلس الوطني الفلسطيني. وشغل موقع وزير التموين (1996-2003) إضافة إلى مواقعه القيادية في حركة فتح، التي انتمى إليها، وساهم في تأسيسها، وأحبها وأخلص لمبادئها.
ليفخر كل فلسطيني بأن فلسطين أنجبته، ومن حق حركة فتح بأن تشمخ بأنه أحد قادتها ومؤسسيها ومن صناع مجدها. ولتنصفه الحركة الأسيرة باعتباره واحداً من أبرز رموزها، على مدار خمسة عشر عاما قضاها في سجون الاحتلال، ومن واجب الشعب الفلسطيني أن يبقى وفيا له.
أبو علي شاهين، مناضل وسياسي فلسطيني، وأحد أبرز رموز حركة النضال الفلسطيني. عاش حياة خصبة وعميقة، حافلة بالبطولات والمآثر، ووهب كل طاقاته وقدراته وإمكانياته لقضية شعبه ووطنه وأمته العربية. فالحياة لا تقاس بالسنين التي عاشها، وإنما تُقاس بالقيم العظيمة والمعاني النبيلة وحجم ما زرع في حدائق الوطن والإنسانية.
، وعن بطولاته مرارا وتكراراً، وكثيرة هي الألسن التي تناقلت سيرته العريقة بفخر وشموخ.أبو علي شاهين، مناضل حمل هموم شعبه، وأسير سابق أدرك معنى الأسر ومعاناة الأسرى، فكان مناصراً قوياً لهم، وداعماً لحريتهم ومسانداً قوياً لقضيتهم العادلة، وسطرت أفكاره إرثا كفاحياً وطنياً.
يقول غسان كنفاني في قصة “المدفع”: “كم هو بشع الموت، وكم هو جميل أن يختار الإنسان القدر الذي يريد”. اختار أبو علي شاهين قدره، عندما اختار طريق النضال. فأحبته الثورة، وعشقه شعبه واحتضنه ثرى وطنه.
أبو علي شاهين، من المعتقلين الأوائل المؤسسين للحركة الأسيرة. ساهم بقوة في تأطير وتثقيف المعتقلين، إذ تميز بثقافته الرفيعة، ووعيه المتقدم، فجعل السجون محطات ثورية متقدمة، وأعاد للكرامة هيبتها خلف القضبان، فدفع الثمن سنوات طوال في العزل الانفرادي. واحد من رجال الرأي والحكمة، وركن أصيل من التراث الثوري والنضالي والتنظيمي في كافة الميادين والأزمنة.