ورقة حقائق: واقع مستشفيات قطاع غزة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة

11 مارس, 2021 06:53 صباحاً

فتح ميديا - غزة:

مقدمة

يعاني قطاع الصحة في فلسطين عامة وقطاع غزة خاصةً من تحديات تتمثل في نقص الأدوية والأجهزة الطبية إلى جانب مستلزمات فحص فيروس كورونا، ولعل أهم أسباب ذلك الحصار المفروض على القطاع منذ 14 عاماً، والحروب التي أنهكت القطاع الصحي. كما يعاني فلسطينيو القطاع من أزمة انقطاع التيار الكهربائي والتي وصلت إلى 20 ساعة متواصلة باليوم الواحد، وهذا يتطلب تشغيل المولدات الكهربائية للمستشفيات.

أرقام وإحصائيات:

  1. بلغت عدد المستشفيات العاملة في فلسطين 84 مستشفى خلال عام 2019، يعمل 52 منها في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وتشكل ما نسبته 61.9% من مجمل المستشفيات العاملة في فلسطين، في حين بلغ عدد المستشفيات العامة في قطاع غزة 34 مستشفى (13 مستشفى تابعة لوزارة الصحة، و17 مستشفى للمؤسسات غير الحكومية، و2 لوزارة الداخلية والأمن الوطني، و2 للقطاع الخاص).
  2. بلغ عدد الأسرة في مستشفيات فلسطين (بما في ذلك مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية) 6.435 سريراً بمعدل 12.9 سريراً لكل 100000 نسمة من السكان، حيث بلغ عدد أسرة المستشفيات في قطاع غزة (3049) سريراً (2343) سريراً تتبع لوزارة الصحة، (517) سرير يتبع للمؤسسات غير الحكومية، و(163) سريراً يتبع لوزارة الداخلية والأمن الوطني، و26 سرير في مستشفى الحياة التابعة للقطاع الخاص).
  3. في العام 2019 بلغت نسبة إشغال الأسرة في مستشفيات وزارة الصحة في الضفة الغربية 103.4%، فيما بلغت نسبة إشغال الأسرة في قطاع غزة 100.1%.
  4. بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، تبلغ نسبة نفاد مخزون الأدوية في الوزارة حوالي 44 بالمئة، و35 بالمئة نسبة نفاد المعدات الطبية، و65 بالمئة نسبة نفاد المواد المخبرية. علما بأن هناك حوالي 80 سرير في كل مستشفيات القطاع، إضافة إلى 75 جهاز تنفس بنسبة إشغال يومي تصل إلى 80 بالمئة.
  5. في عام 2019، بلغ عدد الحالات المحولة للعلاج التخصصي عبر وزارة الصحة (26855) حالة بانخفاض (13%) عن العام 2018، وجاءت الحالات المصابة بمرض "الأورام" بأعلى نسبة بلغت "7027" حالة، إلى فلسطين (6520 حالة)، مصر (157 حالة)، الأردن (22 حالة)، الخط الأخضر (328 حالة).
  6. يلزم المرضى في قطاع غزة والذين يحتاجون الدخول إلى المستشفيات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وإسرائيل إلى استصدار تصاريح إسرائيلية للسفر، وفي عام 2019 بلغ عدد معدل الموافقة على الطلبات التي قدمها المرضى للخروج من قطاع غزة 65%، ولا تتلقى الغالبة العُظمى من المرضى الذين تُرفض طلباتهم أي تفسير لسبب الرفض أو التأخير، حيث بلغت نسبة طلبات المرضى المرفوضة 9% في حين بلغت نسبة الطلبات المتأخرة 26% ولم يتلقى المرضى أصحاب الطلبات المتأخرة دراً نهائياً بحلول الموعد المحدد لهم في المستشفى حسب المعلومات المقدمة من مكتب التنسيق والاتصال الفلسطيني عام 2020م.
  7. وكان معدل الموافقة على طلبات التصاريح لمرافقة المرضى القادمين من قطاع غزة أقل من معدل الموافقة على طلبات تصاريح المرضى، حيث لم تصدر الموافقة إلا على نصف (50%) طلبات مرافقة المرضى في عام 2019، وذلك حسب المعلومات المقدمة من مكتب التنسيق والاتصال الفلسطيني عام 2020م.
  8. تشير البيانات إلى ارتفاع تكلفة فاتورة العلاج في المشافي "الإسرائيلية"، حيث بلغت قيمة اقتطاع الأموال الفعلية من المقاصة لمصلحة هذه الفاتورة حوالي (817) مليون شيكل للعام 2016م، ووصلت في العام الذي يليه إلى (849) مليون شيكل، فيما وصلت لمليار شيكل في العام 2018، وفي العام 2019 وحتى حزيران العام 2020 وصلت الى نحو (648) مليون شيكل.
  9. تقدر الديون المستحقة على الحكومة الفلسطينية بنحو مليار شيكل (286 مليون دولار)، إضافة إلى ديون سابقة، وكشف اتحاد موردي الأدوية والمستلزمات الطبية عن تراكمات لمستحقات القطاع الخاص على وزارتي الصحة والمالية والخدمات الطبية العسكرية، حيث يبلغ مجموع هذه الديون 404 ملايين شيكل (115 مليون دولار) حتى مطلع شهر أيلول/سبتمبر 2019.
  10. ديون المستشفيات الخاصة على الحكومة خلال عام 2020 بلغت أكثر من 800 مليون شيكل، وتراكم الديون يسبب أزمات كبيرة وايقاف لخدمات ورواتب الموظفين.
  11. عام 2019، بلغت نسبة العجز في الأدوية الأساسية في مخازن وزارة الصحة والمستشفيات بقطاع غزة بنسبة 52%، وأكثر من 62% من أدوية مرضى السرطان.
  12. قالت وزارة الصحة الفلسطينية، في مارس 2021 أن عدد لقاحات فايروس كورونا التي تسلمتها بلغ نحو 12000 ألف جرعة حتى تاريخه، تم إرسال 2000 جرعة منها للمحافظات الجنوبية، و9800 جرعة للمحافظات الشمالية، وهي تكفي لتطعيم 4900 شخص، حيث ُيُعطى كل متلقٍ للقاح جرعتان منه.

التحليل:

  • أوقفت دائرة العلاج بالخارج، والتابعة لوزارة الصحّة في رام الله، التحويلات المُقدّمة لتغطية عمليات المرضى في المستشفيات الخاصّة (داخل غزّة). كما انخفض بدرجة كبيرة حجم التحويلات إلى المستشفيات الإسرائيليّة خاصّة بعد إعلان السّلطة في مايو/أيار 2020 "وقف التنسيق"، عدا عن رفض الاحتلال إعطاء تصاريح العلاج لكثيرين. وفق مكتب منظمة الصحّة العالمية في غزة، فإن حوالي 1700 مريض قدّموا تصاريح للعلاج الطبيّ خارج غزّة خلال عام 2020، لم يحصل سوى ربعهم على ذلك.
  • كما يعتمدُ القطاع في ملف الأورام على التحويلات خارج القطاع بالدرجة الأولى، وإثر تخفيض التحويلات إلى حدّ كبير بعد إعلان السلطة بشأن التنسيق الأمني مع الاحتلال، والتشديد الأخير من الإغلاق منذ بداية شهر مارس/آذار 2020 على غزّة، بحجة وباء كورونا، زادت معاناة المرضى.
  • كشف ديوان الرقابة المالية والإدارية أن فاتورة العلاج في مشافي الاحتلال عالية التكاليف "ومشافي الاحتلال تستفيد من هذه التحويلات عبر الاقتطاع المباشر من أموال المقاصة، وفي تدقيق الديوان للحساب الختامي، ويسجل بشكل دوري تحفظات على اقتطاعات تحويلات مشافي الاحتلال بسبب عدم تطابق الأرقام مع أرقام وزارة الصحة لإدراج اقتطاعات دون اساس من قبل مشافي الاحتلال ومنها حوادث السير واصابات العمل".
  • أعلنت وزارة الصحة في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، عن انخفاض نسبة شراء الخدمة من عدد التحويلات الطبية إلى الجانب الإسرائيلي من 17% إلى 5%، وارتفاع نسبة التحويلات الطبية للمستشفيات الوطنية من 81% إلى 91% خلال نفس الفترة، وارتفاع نسبة التحويلات إلى شبكة مستشفيات القدس العربية من 39% إلى 50%، إلى جانب استمرار مساعي الحكومة لتوطين الخدمة من خلال استقطاب الكوادر الطبية من الخارج، وابتعاث أطباء للتخصص في التخصصات غير المتوفرة، بالتزامن مع توفير الكادر المساند والمعدات الطبية اللازمة.
  • قالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني –حشد، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت معبر بيت حانون "إيرز" شمال قطاع غزة كمصيدة لاعتقال أصحاب الحالات الإنسانية أثناء مرورهم عبر المعبر المذكور، في استغلال وابتزاز بشع لحاجاتهم الإنسانية الملحة، حيث شهدت الآونة الأخيرة تصعيداً ملحوظاً في اعتقال المواطنين من فئة المرضى ومرافقيهم، على الرغم من حصولهم على الموافقات الأمنية المطلوبة وتصاريح المرور، الأمر الذي فاقم من معاناة سكان القطاع غزة، في ظل استمرار معاناتهم جراء الحصار والقيود المفروضة على حرية الحركة والتنقل.
  • 4% من الأسر التي احتاجت إلى خدمات صحية لتم تتمكن من الوصول إلى الخدمات الصحية، حيث بينت النتائج التي اجراها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حول أثر جائحة كوفيد 19(كورونا) على الوصول إلى الخدمات الصحية، أن أدنى النسب المئوية كانت للوصول للمطاعيم ورعاية الحالات المزمنة وغير المزمنة، وفيما يتعلق بالأسباب وراء عدم القدرة على الحصول على الخدمة الصحة، فقد كان أهمها عدم استقبال المراكز الصحية والمستشفيات للمرضى (39%)، وعدم المقدرة على الدفع (تغطية التكاليف) نسبة (23%)، والخوف من مغادرة المنزل بنسبة (11%).
  • أعلنت وزارة الخارجية الاماراتية في 16 ديسمبر 2020 عن نيتها ارسال القافلة الأولى من المساعدات الطبية تضم نحو 100 جهاز تنفس صناعي، و200 ألف فحص pcr الخاص، ومعدات ومستلزمات طبية تساعد الطواقم الطبية الفلسطينية في قطاع غزة في مواجهة جائحة كورونا.
  • تفرض إسرائيل قيوداً على دخول المواد والمعدات الصحية لقطاع غزة، وهذا يؤثر على توريد مولدات الكهرباء للمستشفيات، ومعدات الاتصالات اللازمة لتنسيق عمل سيارات الإسعاف والاستجابة للطوارئ والمواد المستخدمة في العلاج أو الأجهزة التعويضية، مثل بعض المواد المستخدمة في الأطراف الصناعية.
  • تبين أن ما نسبته 90% من مجمل عدد اللقاحات في المحافظات الشمالية، أعطتها وزارة الصحة الفلسطينية إلى وزراء الحكومة الفلسطينية، ورجال الأمن العاملين في الرئاسة ومجلس الوزراء، الذين يحتكون بشكل مباشر مع السيد الرئيس ودولة رئيس الوزراء، وسفارات بعض الدول لدى دولة فلسطين لتطعيم كوادرها، والعاملين في لجنة الانتخابات المركزية، وأعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما أعطيت للكوادر الصحية في العناية المكثفة بالمشافي الحكومية والمشافي الخاصة، والعاملين في مراكز علاج كوفيد-19، والعاملين في أقسام الطوارئ بالمشافي الحكومية والمشافي الخاصة، والعاملين في مبنى وزارة الصحة برام الله ونابلس.
  • كما أرسلت دولة الإمارات القافلة الثانية والتي وصلت قطاع غزة في 10 يناير 2021م إلى القطاع عبر معبر رفح البري، تضمنت قافلة المساعدات محطة ذات طاقة عالية لتوليد و تعبئة الاوكسجين السائل وتم تركيبها في المستشفى الاوروبي من قبل مهندسي وزارة الصحة بغزة، ومعها صندوق مستلزمات التركيب و قطع غيار المحطة و تمديداتها، وعدد عشرة (10) أجهزة تنفس صناعي من نوع ACM812A  وكذلك عدد عشرين(20)  أجهزة تنفس صناعي من نوع  VG70، و(10) اسطوانات أوكسجين كبيرة، وعدد 456000 mask طبي (كمامة) ، و12000  gown أو روب طبي أزرق، و 5720 coverall أو مريول أبيض كامل،( 2000) PCR kits لفحص الإصابات بفايروس كورونا، ساهمت في تخفيف الأعباء الصحية على مرضى القطاع، وتحدياً للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والذي يمنع من استيراد مثل هذه المُعدات الضخمة، التي يرى فيها المراقبون تحدياً للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
  • دعم النائب محمد دحلان قائد تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، القطاع الصحي في قطاع غزة بــ 60 ألف جرعة من اللقاح الروسي سبوتنيك V على مرحلتين، تبرعت بها دولة الإمارات العربية لمواجهة فايروس كورونا وإبقاء منحنى الوباء مستقراً.
  • كما دعم النائب محمد دحلان القطاع الصحي بقطاع غزة في 2 مارس 2021م بمحطة أكسجين ثانية ضمن جهوده لمساندة الطواقم الطبية وأبناء شعبنا في مواجهة فايروس كورونا ، حيث تمتاز هذه المحطة بمواصفات عالية تضم: "كومباكت" أي أن جميع مُعدات المحطة داخل الكونتينر، ولا تحتاج الي تركيب ونظام تشغيل سريع من خلال جهوزية تامة للعمل وتبدأ الانتاج بمجرد توصيلها بالكهرباء، ستقوم المحطة بإنتاج اكسيجين طبي وليس اكسيجين عادي بنسبة نقاء تصل إلى 96%، ويبلغ حجم الكونتينر 6 متر ونصف ولن يتم اخراج المحطة من داخل الكونتينر، وتبلغ قدرة انتاج المحطة 750 لتر اكسجين في الدقيقة الواحدة وتكفي لـ 100 مريض في وقت واحد وكما تكفي للمستشفى الإندونيسي كاملاً، وجاء دعم هذه المحطة تلبية لاحتياجات وزارة الصحة في قطاع غزة، وسيتم تغطية احتياج شمال القطاع من غاز الاكسجين.

المراجع:

  • منظمة الصحة العالمية، تقرير الأحوال الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وفي الجولان السوري المحتل، تاريخ النشر: 5 نوفمبر 2020.
  • وزارة الصحة الفلسطينية، التقرير الصحي السنوي فلسطين 2019، تاريخ النشر: حزيران 2020.
  • الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تقرير مسح أثر جائحة كوفيد 19(كورونا) على الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأسر الفلسطينية (آذار-أيار)، 2020، تاريخ النشر: 4 أكتوبر 2020.
  • وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، التقرير السنوي لوزارة الصحة الفلسطينية 2019، تاريخ النشر: إبريل 2020.

لتحميل ورقة الحقائق كاملة: من هنا

 

 

 

 

اقرأ المزيد