فيدرالية الانقسام
13 فبراير, 2021 07:01 صباحاًكتب رئيس التحرير
يشاء الجميع أن نخرج من دائرة الانقسام إلى محيط الشراكة السياسية الحقيقية، بعد أن تُفرز صناديق الاقتراع ممثلين حقيقين عن الشعب الفلسطيني، وأن تُلبي تلك المُخرجات طموح الشعب الفلسطيني في قيادة تُلبي طموحه وتحقق أحلامه.
ولكن، منذ أن انطلقت جلسات الحوار بين حركتا فتح وحماس بعد لقاء الرجوب والعاروري، فقد طفى على السطح الحديث عن قائمة انتخابية مشتركة ما بين حركتا فتح وحماس، وهذا يُمهد لتعميق الانقسام ومأسسته، تحت وقع ادارة الانقسام وتجزئه الوطن فيدرالية واقطاعيات تحكم في غزة والضفة والقدس وأراضي الـ48.
ليس هذا ما يُريده الشعب الفلسطيني من الانتخابات التشريعية القادمة، أن تتحالف قوى الانقسام وتتوحد في قائمة انتخابية لإنتاج مجلس تشريعي منقسم سياسياً وفكرياً، وضرباً بعرض الحائط بالأسس الديمقراطية وأسس الشراكة السياسية الحقيقية.
لقد اتفقتا حركتا فتح وحماس وباقي الفصائل خلال حوار استمر يومي الاثنين والثلاثاء الماضية برعاية مصرية في القاهرة، على "آليات" إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني والتوافق على تشكيل محكمة الانتخابات، وهذا لا يكفي من أجل ضمان نجاح ونزاهة الانتخابات القادمة.
الانتخابات مصالح تتحرك على الأرض، فهي الضوء الأخير في أخر النفق الوطني الفلسطيني المظلم منذ أن ظهرت نتائج انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006م، هذا النفق الذي أنتج حكومتين لشعب واحد، وأنتج حروباً وحصاراً وعقوبات كانت غزة الضحية، لنُعيد رسم المشهد من جديد وفق قواعد التنافس الديمقراطي على خدمة أبناء الشعب الفلسطيني، ولا تكون انتخابات لإنتاج نفس الوجوه الشاحبة التي أرهقت الوطن والمواطن خلال السنوات العجاف الماضية.