كتب د. صلاح العويصي: مناورة الشيخ إسرائيلية بزي عربي
12 فبراير, 2021 10:39 صباحاًكتب د. صلاح العويصي أمين سر هيئة العمل التنظيمي بحركة فتح ساحة غزة
تتجلى مواقف المتأثرين بالانتخابات الفلسطينية الموعودة لدى كل الأطراف، وتتفاوت درجة التأثر بها وفق منظور خاص بكل طرف، هناك إرادة إقليمية واضحة لاجراء الانتخابات لأن المنطقة ربما تقبل على تغيير دراماتيكي، يعيد توازن القوى بما يضمن التفوق الإسرائيلي وفق الإرادة العليا للإدارة الأمريكية الجديدة وبما يضمن عزل القوى المهددة للاستقرار حسب زعمهم، لكن المصالح الثنائية لأطراف الصراع ربما تبدو واضحة وتتقاطع وتكاد تكون مصلحة مشتركة، فإسرائيل التي تريد سلطة هلامية ومرنة، تخشى النتائج التي تتعارض مع التوجه الاستيطاني ومع مجمل مخططاتها في المنطقة ، لذلك رأت الدولة الصهيونية العميقة أن اقناع الأسير القائد مروان البرغوثي بالتراجع عن قرار ترشحه للإنتخابات الرئاسية سيضمن بالحد الأدنى استقرار الوضع السياسي وسيضمن بقاء ثلة المسالمين، لذلك سمحت بزيارته وهي التي منعت لسنوات زيارة ذويه وزيارة المؤسسات الحقوقية والبعثات الدولية بل ومنعت أعضاء كنيست يساريين وعرب، كان عرض حسين الشيخ ابتزازي ينم عن خوف كل المرجفين من ترشح البرغوثي للرئاسة ، ولذلك كان العرض أن يترأس البرغوثي قائمة فتح للإنتخابات التشريعية فقط مقابل ضمانات بالسعي للإفراج عنه وأن هذا العرض هو العرض المتاح والموافق عليه إسرائيليا، وبذلك تضمن إسرائيل ومعها السلطة قطع الطريق على أي تحالفات وطنية ربما تطيح برموز التنسيق، فالأمر يتعدى أمر موافقة الأسير القائد مروان البرغوثي من عدمها، إنه إعادة تشكيل للموقف السياسي والوطني وفق رؤية الشئون المدنية والأمنية ، لأنهم يدركون أن القوى الحية والوطنية على الساحة الفلسطينية قد أصبحت مؤثرة اذا اتحدت اقطابها وعلى رأسها تيار الإصلاح الديمقراطي، مروان البرغوثي ، نبيل عمرو، ناصر القدوة و سلام فياض وغيرهم حتى وإن لم تجمعهم قائمة واحدة، كذلك تسعى الإدارة السياسية للمقاطعة الى التلويح بقائمة مشتركة تضم تيارات إسلامية لذات السبب ولا نظن ان القوى الإسلامية ستكون طعماً سائغاً لهم ، كل هذا ينذر بالخوف من أن الانتخابات الرئاسية و استكمال المجلس الوطني ستكون في خطر حقيقي وستمر بمرحلة لا منتهية من التسويف والمماطلة إن لم تأتي رياح انتخابات التشريعي بما تشتهي سفنهم ، لذلك نثق بالأسير القائد مروان البرغوثي بأن الوعود الزائفة لن تنطلي عليه وأنه أقدر على كسر القيد دون أن يساوم جلاديه.