الانتخابات الفلسطينية بين المأمول والموجود وما بينهما
08 يناير, 2021 05:39 مساءًكتب إياد الدريملي:
أمين سر مفوضية الاعلام في حركة فتح-ساحة غزة
"الانتخابات الفلسطينية بين المأمول والموجود وما بينهما"
اذا كان مفهوم الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام في نظر بعض القيادات هو إنجاز الانتخابات التشريعية أولاً ، فهذا بحد ذاته تطور مرضي لطي حقبة عصيبة في تاريخ القضية الفلسطينية التي لازالت تلقي بآثارها على المواطنين و لها حساباتها في الايام القادمة .
كما ان التصريح حول ترك تحديد مسألة العلاقة مع اسرائيل للناخب الفلسطيني وان كانت قفزة للهروب الى الامام الا انها ايضاً مهمة ففي كلا الحالتين سيكون للناخب الفلسطيني رأيه وسيحدد مصيره من جديد لجهة تحديد مصالحه المقبلة وعلاقته مع النظام السياسي القادم.
ولكن من الأهمية بمكان التريث قليلاً في الحسابات الانتخابية القادمة فقد لا تشكل البرامج الانتخابية السياسية التي ستطرحها القوي الفلسطينية في المرحلة المقبلة أولى اولويات المواطنين و الاعتقاد ان اتجاهات الجمهور لازالت حبيسة مسألة السلم والحرب والعلاقة مع اسرائيل وبقائها على رأس أولويات الناخب الفلسطينين قد تكون تقديرات تحتاج للدراسة .
فهناك تقديرات أن ثقة وأولويات الناخب ستتجه لمن سيعيد له دورة الحياة من جديد ويقلع به نحو المستقبل و يقدم له حلول اقتصادية واجتماعية وثقافية ناجزة ويمتلك مقومات وخطط وبرامج قادرة على القضاء على البطالة وتخفيض نسب الفقر ، و الانفتاح على العالم وغيرها من التدخلات المرتبطة بتحقيق الاستقرار وترسيخ لبنات التنمية المستدامة التي تستجيب للمتطلبات و الحلول العملية والفعلية لرزم من التحديات و التعقيدات المركبة في المشهد الفلسطيني التي من شأنها التخفيف من وطئة الآثار المدمرة كالاحباط وفقدان الثقة .
اجيال متعاقبة ستدلوا برأيها كانت قد حرمت من المشاركة ووصولها لمراكز التأثير في صنع القرار ستسعي للنجاة بنفسها ومستقبلها للخروج من الاوضاع الكارثية التي منيت بها جراء سياسة الاهمال و التفرد والتخبط والانقسام والسياسات والاجراءات والانتهاكات السابقة و لكل من لف ظهره لهم واخفق في ادارة شؤون البلاد والعباد.
من المرجح اننا أمام مشهد انتخابي اذا ما تمت فعلياً الانتخابات ستفرز شكلاً سياسياً جديداً في غاية التعقيد خاصة مع نظام القوائم النسبية الكاملة التي سيتنافس فيها المتنافسون ، فالتعددية سمة وخاصية يؤمن بها الفلسطينيون على تنوع افكارهم واتجاهاتهم.
بيت القصيد النتائج ستكون حليفة لمن سيقدم رؤية جديدة تنقذ المواطن اولاً و تعزز صموده وتعيد له الحياة والكرامة و تضمن له حياة أمنة و مستقبل معلوم قبل الحديث عن السلم والحرب والعلاقة مع اسرائيل لأنها علي الارجح لم تعد في مقدمة سلم الاولويات على اهميتها.
لم يعد احد في مأمن من اتجاهات الجمهور، فالجميع قدم تجربة حافلة تستوجب من الجميع أن يعيد دراسة الواقع جيداً قبل الحديث عبر الاعلام بثقة الواثق تارة و استخفاف المغرور تارة اخرى من العملية الانتخابية بعيداً عن احترام مشاعر و ارادة الجمهور وتوجهاتهم واولوياتهم وحاجاتهم فيوم الامتحان يكرم المرء او يهان..