الرئيس يُنكل بالمصالحة
04 ديسمبر, 2020 04:41 صباحاًكتب رئيس التحرير
فاز الرئيس الفلسطيني محمود عباس بجائزة "الرهان"، رهن القضية الفلسطينية إلى ما بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض، فقد راهن الرئيس على التغيير في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد صمت طويلاً حتى حانت ساعة الصفر، فأعاد العلاقات مع اسرائيل بجرة قلم، وأعاد أموال المقاصة دون نقص، ودفع رواتب الشهداء والأسرى، وقدم مستحقات للموظفين الصابرين الصامدين، ومؤخراً قام بزيارات مكوكية لعمان والقاهرة، لحشد الهمم لعقد مؤتمر دولي للسلام، وهذه في الحقيقة توحي أنها أفعال رئيس يُمثل الشعب الفلسطيني.
بالتأكيد أن تلك المقدمة لا يختلف عليها أحد، ولكن هناك واقعاً مختلفاً الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني يختلفون عليه.
أولاً: استخدم الرئيس عباس خلال فترة حكم ترامب سلاح الصبر والصمت، أمام اغلاق مكتب منظمة التحرير في واشطن، قطع أموال المعونات للسلطة الفلسطينية وأيضا لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين اونروا، اعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس.
ثانياً: استفادت اسرائيل من القطيعة ما بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، وبذلك أفردت اسرائيل المساحة الكاملة لمخططاتها الاستيطانية التي انتعشت خلال فترة حكم ترامب حتى وصلت إلى أطراف المقاطعة.
ثالثاً: تسلح الرئيس عباس بورقة المصالحة، وبدأ التودد لحركة حماس حتى تتوافق المواقف الفلسطينية ما بين الضفة الغربية وغزة، وتبدو أنها موحدة ضد صفقة القرن والمشاريع الاستيطانية، ولكنها ورقة التوت التي سرعان ما سقطت أمام نسمة هواء وليس عاصفة هوجاء.
رابعاً: الانتخابات: لم يَصدُق الرئيس عباس في وعودة المتكررة التي أطلقها من أجل تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، فمنذ أن صرح بلسانه على منبر الأمم المتحدة في أيلول 2019 عن نيته اجراء انتخابات، دخل في مارثون طويل مع الفصائل الفلسطينية في كتابة ورقة خطية بالموافقة على الانتخابات وهو ما تم، ولكنه رفض ذلك تحت ذرائع الانتخابات المتتالية والانتخابات المتزامنة.
الرئيس أبومازن يذهب إلى مشروع جديد للحفاظ على ماء وجه، فهو يريد مؤتمر دولي للسلام، ولكنه لا يريد اصلاح البيت الفلسطيني، وتمكين الديمقراطية وتمكين الشعب الفلسطيني من اجراء انتخابات واختيار قيادة جديدة تمثله في المحافل الدولية، لا زال الرئيس يقاتل وحيداً إن كان يقاتل، لا يريد أن يستأسد على اسرائيل بل يريد أن يكون أسداً على من حولة.