الشهيد نايف أبو شرخ ...فارساً مضى لديار الخلود
02 سبتمبر, 2020 08:51 صباحاًفتح ميديا:
لقد فقدت نابلس أسداً من أسودها المغاوير … و فارساً من فرسانها الأشداء و بطلاً من أبطالها العظماء …
ميلاد ونشأة القائد الأسطورة
ولد الشهيد نايف فتحي أبو شرخ في البلدة القديمة من نابلس عام 1966 ليعيش بين خمسة أخوة كان هو أكبرهم ونشأ حياة قاسية صنعت منه رجلا قويا إذ عمل منذ صغره في منشار للحجر ومصنع للبلاط وكانت طفولته في أجواء نكبة حزيران التي تبعته بعد عام واحد من خروجه للدنيا وكان لها أثرها الواضح في شخصيته التي تبغض الاحتلال ولا تنام عيناه على الذل والهوان فكان منذ صغره يشارك في مقاومة المحتلين فاعتقل مرتين في صباه إحداهما لمدة شهر والأخرى لمدة 18 يوما .
الإلتحاق بصفوف الثورة الفلسطينية …
كان نايف يكره الظلم ويمقت الظالمين , اصطحبته أمه وهو ابن الثالثة عشرة من عمره لزيارة شقيقها ( كايد صبح) الذي كان أسيرا لدى المحتلين , وأثناء الزيارة قال لخاله( كيف أصبح رجلا منظما في صفوف الثورة ), ضحك خاله وقال له أنت صغير وهذا الكلام كبير ), لم يصب باليأس, وبدأ معركته مع النضال برشق الحجارة في منطقة الدوار وسط المدينه , وفي محيط المدارس اعتقل لمدة 18 يوما في سجون الاحتلال , بعد الخروج من السجن ازداد إصراره على الالتحاق بركب المقاومة رغم صغر سنه( 17 عاما ), ثم فتح بذكائه خطا مع القيادة الفلسطينية التي كانت تقيم خارج الوطن , منذ البداية بد أ يتلقى تعليماته من الشهيد خليل الوزير أبو جهاد مباشرة , ثم انغمس نايف في تأسيس كتائب الشهيد أبو جهاد في الانتفاضه الأولى التي لعبت دورا بارزا في مقاومة المحتلين ومحاربة العملاء .
صراعه مع المخابرات الصهيونية …
تعرض الشهيد نايف لأربع محاولات اغتيال خلال انتفاضة الأقصى حيث توجه له قوات الاحتلال المسؤولية عن تجنيد العديد من الاستشهاديين وتحدثت عنه الصحافة الصهيونية كثيرا بأنه يقف حجر عثرة أمام تسويق مشاريع التسوية التي تطرح بين الحين والآخر.. لقد كان نايف يمثل المعادلة التي ينبغي تخطيها بأية طريقة لفرض رغبات ومصالح بعض الجهات المتنفذة!!..
وشنت أعنف الحملات في البلدة القديمة , ونفذت أعمال هدم في قصر عبد الهادي وفي كل ركن من أركان المدينة دون أن تتمكن من اعتقاله, وكان صراع نايف مع المخابرات الصهيونية مريرا ,حيث دمروا منزله ثلاث مرات تدميرا كاملا ,وداهموه أكثر من (75 مرة ) رافق ذلك مسلسلات قمع وتنكيل لكافة أفراد أسرته (الشبان والأطفال والنساء) ,بالإضافة إلى سيل من التهديدات المتواصلة لأكثر من (4 سنوات) ,أضف إلى ذلك المراقبة لتحركاته من قبل عشرات العملاء ,لكنه كان شديد الحرص ,لذلك أفلت من الاغتيال أكثر من (10 مرات ) .
نريده حيا أو ميتا لقد كلفنا الملايين وقتل منا الكثير …
لقد زرعت نضالات نايف الرعب في قلوب العدو :كان مطلوبا حيا أو ميتا ,فقد كلفهم الملايين ,وقتل من الكثير ) لذلك كثف الكيان الصهيونى من حملاتها العسكرية ,وفرضت عليه حصارا مشددا داخل البلدة القديمة أكثر من (5 مرات ) بهدف اعتقاله ,الاانها فشلت فيها ,ويضيف غسان قائلا:اتصل مع نايف ضابط مخابرات صهيونى عبر الجوال وقال له (سلم نفسك ) ضحك نايف بسخرية ,فحاول ضابط استفزازه قائلا:((أخرج يا نايف من تحت ألأرض فأجابه نايف (أنا لست فأرا مثلكم لكي أختبئ تحت ألأرض ,فأنا فوق أرضي منزرعا ,ولن أرحل عنها .
رفض ” نايف ” الوساطات ليلاقى الله شهيدا…
وقبل ساعات قليلة من استشهاده كان نايف على اتصال مع رئيس وزراء السلطة “أبو العلاء” الذي عرض عليه وساطة رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان من أجل إنهاء الحصار عن البلدة القديمة على أن يتم نقله مع رفاقه إلى سجن أريحا ، الأمر الذي رفضه نايف بشدة وأصر على البقاء حتى يلاقي الله شهيدا.
نطق الشهادتين بسهولة …
وفي ثالث أيام الاجتياح كانت نابلس على موعد مع وداع سبعة من أبطالها ،فقد كان أولهم الشهيد نضال الواوي الذي سبقهم في ساعات الظهر عندما خرج مع نايف لقضاء بعض الحاجات فاستشهد هو وأصيب نايف برصاصة في يده قبل أن يعود للمخبأ ويقضي فيه ساعات قليلة من الصلاة والدعاء إلى أن قام الجيش بتفجير الغرفة وبث غازات سامة في المخبأ لضمان تصفية جميع من بداخله.
وحسب شهود العيان فإن نايف نقل إلى مستشفى نابلس التخصصي وهو على قيد الحياة ولكنه استشهد بعد دقائق معدودة ليحمل على الأكتاف وتطوف به الجماهير الغاضبة شوارع المدينة متوعدة بالثأر له ولإخوانه الشهداء.