ناصر القدوة: انتصاراً لصمود وبسالة شعبنا علينا إعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني ووقف الانهيار

فتح ميديا - غزة:

انتهت هذه الجولة من عدوان الاحتلال المتوحش على شعبنا الأبيّ في قطاع غزة والذي أبدى صموداً وشجاعة وبطولة باسلة في مواجهة العدوان وفي ترسيخ معادلة وحدة الدم ووحدة المصير رغم كل محاولات التشتيت والتفريق. تمكن شعبنا بوعيه وفطرته الوطنية السليمة من إفشال محاولة الاحتلال بالاستفراد بالأخوة في الجهاد الإسلامي الذين كانوا في عين العاصفة استهدافاً وفي مقدمة الصفوف في الميدان. 

لكن القصة لم تنتهِ، فدرب الحرية ما زال أمامنا طويلاً وصعباً وعدوان الاحتلال مستمر في كل يوم من وجوده حتى وإن انخفضت وتيرة همجيته. انتصاراً لتضحيات شعبنا، علينا أن نقوم بما هو مطلوب لوقف الانهيار السياسي المستمر في ساحتنا الداخلية ومنع الاحتلال من الاستمرار في استغلال وضعنا الداخلي المنقسم الذي يخذل أبناء شعبنا ويكشف ظهرهم كل يوم. وقد تجلى هذا الانكشاف خلال العدوان في صمت القبور الذي كان صارخاً من مجموعة تدعي شرف قيادة وتمثيل الشعب الفلسطيني بينما تكرس بلادتها السياسية الانقسام والانفصام. 

أدعو جميع المخلصين والقوى الفلسطينية الحيّة للعمل معنا لإعادة صياغة نظامنا السياسي بشكل يليق بكل التضحيات، على أساس الشراكة الحقيقية وبما يمكننا من تحقيق الهدف الوطني المركزي في تقرير المصير وتجسيد الاستقلال. السماح باستمرار التفرد والانهيار يعني مساهمة فلسطينية في تعزيز الخطر الوجودي الحقيقي الذي يمثله الاحتلال الاستعماري الاحلالي. 

علينا تحمل مسؤولياتنا الوطنية في هذه اللحظة التاريخية الفارقة والمضي في تجسيد الوحدة والشراكة السياسية والإدارية الفعلية في نظام سياسي جديد ومتماسك وجدير بالاحترام الفلسطيني والإقليمي والدولي.  

المجد والخلود لشهدائنا والشفاء العاجل لجرحانا والوحدة الحقيقية سبيلنا الوحيد للانتصار لتضحياتهم الجسام.