فتح ميديا - بيروت:
أكد حزب الله اللبناني مقتل أمينه العام حسن نصر الله، في الغارات التي استهدفت، مساء أمس الجمعة، مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وجاء في بيان للحزب "التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوا من 30 عاما".
وجاء بيان حزب الله سويعات بعد تأكيد الجيش الإسرائيلي نجاح عملية الاغتيال وقوله إن مقاتلاته ألقت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل منها طنا من المتفجرات لاغتيال نصر الله، وأفادت وسائل إعلام لبنانية، بأن عناصر حزب الله، عثروا على جثمان الأمين العام حسن نصر الله، وتعرفوا عليها فجر اليوم السبت.
من هو حسن نصر الله ؟
حسن عبد الكريم نصر الله، ولد لعائلة شيعية في برج حمود، إحدى البلدات اللبنانية من قرى قضاء المتن في محافظة جبل لبنان في 31 أغسطس/ آب عام 1960، وكان حسن نصر الله الطفل التاسع من أصل 10 أطفال من أسرة والدة عبد الكريم نصر الله، والذي كان يعمل في تجارة الخضار والفواكه. التحق حسن نصر الله في مدرسة "النجاح" ثم مدرسة سن الفيل الرسمية ذات الأغلبية المسيحية، ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1978، أجبرت عائلته وهو في عمر 15 عشر، للعودة لمسقط رأسهم في بلدة البازورية، حيث أكمل دراسته في مدرسة صور الرسمية للبنين. انضم إلى حركة أمل، ثم عُين مندوبا للحركة في بلدة البازوري بصور، إلى أن تعرف على إمام مسجد الإمام جعفر الصادق السيد محمد الغروي، والذي ساعده للذهاب إلى النجف، حيث أمضى فترة من الدراسة الإسلامية في الحوزة العلمية.
التقى حسن نصر الله في النجف بعباس الموسوي، والذي جمعه معه علاقة صداقة متينة وشراكة في تأسيس حزب الله لاحقًا، وبعد أن أنهى المرحلة الأولى من دراسته، عاد نصر الله إلى لبنان عام 1979، ليبدأ الدراسة مجددا في الحوزة الدينية في بعلبك والتي كانت تتبع تعاليم آية الله محمد باقر الصدر، مؤسس حركة الدعوة في النجف خلال عقد الستينيات. أصبح لاحقًا مندوب حركة أمل في البقاع، وأصبح عضوًا في مكتبها السياسي المركزي، إلى أن اجتيح لبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1982.
في ظل هذه الأزمة، ظهر لأول مرة حزب الله، وانشق التيار الثاني المعارض عن حركة أمل، ودعا أعضاؤه إلى ترك أمل والانضمام إلى حزب الله، وقد شارك نصر الله في تأسيس الحزب وانضم إليه عام 1982، عندما كان بعمر 22 سنة.
وتولّى حسن نصر الله لاحقًا منصب نائب مسؤول منطقة بيروت، ثم أصبح مسؤولًا عليها، وقد أستحدث لاحقًا منصب المسؤول التنفيذي العام، وقد شغله نصر الله أيضًا وأصبح بذلك عضوًا في مجلس الشورى، وهو أعلى هيئة قيادية ضمن حزب الله. وفي عام 1989، غادر من بيروت إلى قم في إيران، حيث تابع هناك دراساته الدينية.
بعد التطورات في الساحة اللبنانية والنزاعات المسلحة بين حزب الله وحركة أمل عاد إلى لبنان، ليستلم مسؤولياته التنفيذية السابقة، وقد أنتخب عندها عباس الموسوي أمينًا عامًا للحزب ونعيم قاسم نائبًا له. أنتخب حسن نصر الله أمينًا عامًا لحزب الله بعد اغتيال عباس الموسوي بضربة جوية في 16 فبراير/ شباط 1992، ولم يكن في حينه عمره يتجاوز 35، وقد طور الحزب قدراته وحصل على ترسانة عسكرية متنوعة قادته لتنفيذ عمليات نوعية ضد إسرائيل انتهت بانسحاب الأخيرة من جنوب لبنان عام 2000 بعد احتلال استمر 22 عاما.
وفي عام 2004 كان لحسن نصر الله دورا أساسيا في عملية تبادل الأسرى مع الاحتلال، ووصفت هذه العملية بأنها أكبر صفقات تبادل الأسرى بين الطرفين، إذ لم يتم تحرير أسرى من لبنان فقط، بل شملت الصفقة مئات الأسرى من جنسيات عربية أخرى.
شعبية واسعة
وزادت شعبيته في حرب يوليو/تموز 2006، والتي استمرت 33 يوما وتعرضت فيها (إسرائيل) لخسائر فادحة واضطرت للانسحاب من جنوب لبنان دون تحقيق أهدافها، حيث اكتسب نصر الله خلال هذه الحروب والمواجهات العسكرية سمعة كبيرة وشعبية واسعة في العالم العربي والإسلامي، وارتبط اسمه بمقاومة (إسرائيل).
تمتع رجل الدين المعمّم حسن نصر الله بمعرفة واسعة، خاصة في الشؤون الدينية والسياسية، وفصاحة قادرة على التحدث لوقت طويل من دون أن يتردّد أو يتلعثم.
ومع اندلاع طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 انخرط حزب الله في المعركة معتبرا ذلك بأنه جبهة إسناد وتضامن للمقاومة وقطاع غزة، وقد وشهدت الحدود الإسرائيلية اللبنانية مواجهات وتبادلا للقصف بشكل شبه يومي.
ردود الفعل عقب إغتيال نصر الله..
خامنئي.. مصير المنطقة تحدده المقاومة وعلى رأسها حزب الله
أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي، بيانًا بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًا، اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، إثر الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقر قيادة الحزب في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال في بيان عبر موقعه الرسمي، إن مقتل المدنيين العزل في لبنان، يكشف مرة أخرى عن شراسة وسعار الاحتلال الصهيوني أمام الجميع، ويثبت قصر نظر وغباء سياسة قادته.
وأشار إلى، أن العصابة الحاكمة للكيان الصهيوني، لم تتعلم من حربها الإجرامية التي استمرت لمدة عام في غزة، ولم تفهم أن القتل الجماعي للنساء والأطفال والمدنيين لا يمكن أن يؤثر على البناء الصلب لمنظومة المقاومة».
وذكر، أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس الآن نفس السياسة الحمقاء في لبنان، مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني أصغر من أن يوجه ضربة مهمة لبنية حزب الله القوية.
ولفت إلى أن كل قوى المقاومة في المنطقة تقف مع حزب الله وتدعمه، مؤكدًا أن قوى المقاومة - وعلى رأسها حزب الله – ستحدد مصير المنطقة.
ونوه ،أن لبنان سيجعل الاحتلال نادما على عدوانه، مناشدًا جميع المسلمين أن يقفوا بجانب الشعب اللبناني وحزب الله لمواجهة الكيان الصهيوني الخبيث.
حماس تنعى نصر الله وتشيد بتضحياته ومساندته لفلسطين ومقاومتها
نعت حركة حماس الأمين العام لحزب الله اللبناني الشهيد حسن نصر الله ومن معه من القادة الذين ارتقوا في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية أمس الجمعة.
وقالت حماس، في بيان اليوم "تنعى حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والاسلامية وأحرار العالم استشهاد سماحة السيّد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي ارتقى شهيداً مع ثلة من إخوانه القادة، في معركة طوفان الأقصى وعلى طريق القدس، وإسناد شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدو الصهيوني".
وتقدّمت "حماس" بالتعازي والمواساة والتضامن إلى الشعب اللبناني، وحزب الله، والمقاومة الإسلامية في لبنان.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تنعى السيد حسن نصرالله
قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نزف إلى جماهير شعبنا والأمة ومحور المقاومة وحركة التحرر قائد المقاومة وسيد الشهداء وملهم جيل بأكمله، السيد حسن نصرالله "أبو هادي"، الأمين العام لحزب الله اللبناني، وثلة من القادة المقاومين الأبطال الذين استشهدوا في جريمة اغتيال صهيونية جبانة في الضاحية الجنوبية ببيروت، بتنسيق وتخطيط مع العدو الأمريكي المجرم.
وأضافت الجبهة، نعرب عن تضامننا العميق مع الأخوة في حزب الله قيادةً وكوادر ومقاتلين، والأشقاء في الشعب اللبناني، ومحور المقاومة، في هذا المصاب الجلل والكبير، ونتوجه إليهم برسالة واضحة: " إن جرحكم هو جرحنا، ودماء قادتكم هي دماؤنا، وإن استشهاد سيد المقاومة، حسن نصرالله، يُمثل بداية لمرحلة جديدة من المقاومة، أكثر قوة وتصميماً على مواصلة ذات الطريق.
كما أكدت، أن فلسطين ولبنان والأمة جمعاء، بل والحركة التحررية العالمية بأسرها، فقدت قائداً استثنائياً ورمزاً من رموز المقاومة العربية والثورية في العالم؛ فقد كان الشهيد الكبير شخصية قيادية فذة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تمتع بمكانة رفيعة في الصراع ضد الاحتلال والعدو الأمريكي، وتميز بثباته على مواقفه الداعمة لحقوق الشعوب العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. واتسم بشجاعة نادرة في مواجهة التهديدات، وبحنكة سياسية مكنته من استشراف التطورات الإقليمية والدولية، مما جعله قادراً على التعامل مع أعقد التحديات التي واجهت المقاومة، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي. كانت له بصمات واضحة في الانتصارات التي حققتها المقاومة في لبنان، وعلى رأسها انتصار تموز ودحر الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان في العام 2000.
وأشارت الجبهة، إلى أن الشهيد نصر الله قدم حياته لخدمة قضية المقاومة، وضحى بالغالي والنفيس، أبرزها فقدانه لابنه البكر، هادي، الذي استشهد في معركة بطولية ضد الاحتلال، مما شكل نموذجاً يُحتذى به في التضحية والوفاء للقضية.
الرئيس اللبناني السابق.. لبنان فقد قائداً مميزاً وصادقا
قال الرئيس اللبناني السابق، ميشيل عون، إنه باستشهاد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يفقد لبنان قائداً مميزاً وصادقاً، قاد المقاومة الوطنية على دروب النصر والتحرير؛ فكان اميناً لوعده، وفياً لشعبه الذي بادله حباً وثقة والتزاماً.
وأضاف، إذا كانت يد العدو نالت منه وهو في منتصف مسيرته الوطنية، فإنه سيلاقي ربه مطمئناً لما حقّقه طوال سنوات من النضال والمقاومة الى أن سلّم الامانة إلى شباب لم يبخلوا يوماً بدمائهم دفاعاً عن أرضهم.
وتابع عون، أفتقدُ على الصعيد الشخصي صديقاً شريفاً كانت لي معه وقفات عدة لمصلحة لبنان وشعبه، أرى أن ما يشهده وطننا من مخاطر نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، يتطلب الارتقاء الى أعلى مستوى من التضامن الوطني الذي يحمي وحدتنا ويحصّنها، لأن بها الخلاص الحقيقي.
العراق يعلن الحداد 3 أيام على استشهاد نصر الله
وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم السبت، بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق لثلاثة أيّام.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، في بيان عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن السوداني، وجّه بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق لثلاثة أيّام، تأبيناً لاستشهاد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورفاقه، في العدوان الصهيوني الآثم.
الحكومة اليمنية.. نصر الله أحرز انتصارات عظيمة في مواجهة أعداء الأمة
قالت الحكمة اليمنية، عقب خبر إغتيال حسن نصر الله، نعزي السيد القائد والشعب اليمني وقادة محور الجهاد والمقاومة والأمة العربية الإسلامية وأحرار العالم، في استشهاد سماحة السيد نصر الله.
وأضافت اليمن، أن القائد الشهيد أحرز انتصارات عظيمة في مواجهة أعداء الأمة كان لها الأثر الكبير في إعلاء راية الإسلام.
وأكدت، أن نصر الله، كان له دور بارز في تعزيز محور الجهاد والمقاومة ودعم قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مضيفة أن أحرار اليمن سيواصلون السير على درب الجهاد دفاعا عن وطنهم وأرضهم وأمتهم وانتصارا للمظلومين في فلسطين ولبنان بعطاء غير محدود.
أُعدت بعناية.. الاحتلال يكشف تفاصيل الغارة التي استهدفت حسن نصر الله
كشف رئيس أركان جيش الاحتلال هيرتسي هاليفي، تفاصيل الغارة التي استهدفت حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية ببيروت، أمس الجمعة.
وقال، اليوم السبت: هذه ليست نهاية أدواتنا.. يجب أن يكون الأمر واضحا جدا، هناك أدوات أخرى في المستقبل.
وأضاف: الرسالة واضحة- أي أشخاص يهددون مواطني إسرائيل- سنعرف كيف نصل إليهم - في الشمال، وفي الجنوب، وأبعد من ذلك أيضا.
وأشار هاليفي إلى أن ضربة، الجمعة، تم إعدادها بعناية على مدى فترة طويلة من الزمن، مؤكدًا أن الجيش "الإسرائيلي" مستعد على الجبهات كافة.