فتح ميديا - وكالات:
يعود طرفا النزاع في السودان إلى السعودية، وتحديداً إلى طاولة المفاوضات في جدة، بعد تعليقها لشهر ونصف الشهر، مع استمرار المعارك الضارية منذ 4 أشهر.
ووفقاً لوكالة رويترز، أفادت مصادر بالحكومة السودانية أن ممثلين عن الحكومة وصلوا إلى مدينة جدة السعودية، لاستئناف المحادثات بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع شبه العسكرية.
ويأتي ذلك عقب تأكيد السعودية والولايات المتحدة التزامهما المشترك بإنهاء الصراع المدمر في السودان، وتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة للشعب السوداني.
وساطة مصرية
وفي سياق متصل، بدأت بشكل منفصل محاولة للتوسط أطلقتها مصر يوم الخميس الماضي ورحب بها الجيش السوداني، الذي تربطه علاقات وثيقة بالقاهرة، وكذلك قوات الدعم السريع.
ووفقاً لصحيفة "الراكوبة"، أبدت الحكومة السودانية ترحيباً بمخرجات قمة دول جوار السودان، مؤكدة حرصها على العمل مع كل الأطراف الساعية لوقف الحرب وعودة الأمن والطمأنينة لربوع السودان، كما تقدمت بالشكر للسعودية لمسعاها المتواصل من خلال منبر جدة، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية لدعم وقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين.
وبدورها، رحبت السعودية بنتائج قمة دول جوار السودان التي استضافتها مصر، معربة عن ترحيبها بتضافر وتكامل الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار للسودان والحفاظ على سلامته الإقليمية، وحماية المدنيين، وضمان إرسال المساعدات الإنسانية، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).
شروط للجيش
والمحادثات المعلقة منذ يونيو(حزيران) الماضي بعد انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار، سبقتها تطورات قد تؤثر على مخرجاتها ونتائجها.
ووضع رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، شروطاً للتهدئة، مؤكداً استعداده لوقف إطلاق النار في السودان متى ما أخلت قوات الدعم السريع منازل المواطنين ومراكز خدمات المياه والكهرباء، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الكيني وليم روتو.
كما أنه نقل للرئيس الكيني أسباب تحفّظ السودان على رئاسة كينيا للجنة الرباعية المكلفة من "إيغاد" لمعالجة الأزمة في السودان، ورفضه نتائج القمة التي عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أخيراً. وأكد البرهان سيادة السودان على أراضيه، حيث لا يمكن إدخال قوات شرق أفريقيا (إيساف) من دون موافقة حكومة السودان.
حل سياسي
ومن جهته، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، في بيان، تشكيل لجنة اتصال مع القوى السياسية والحركات المسلحة، برئاسة المستشار السياسي لقوات الدعم يوسف عزت، وعضوية كل من لنا مهدي، وبله محمد وفاطمة علي.
وقال في تغريدة على تويتر إن اللجنة ستختص بعقد مشاورات بشأن الأزمة السودانية المستمرة والحرب الراهنة، للبحث عن السبيل الأمثل إلى حل شامل يعالج الأزمة من جذورها، بمشاركة جميع القوى السياسية والشبابية والمجتمعية.
وأوضح حميدتي أن إنهاء الحرب يقتضي إجراء مشاورات واسعة النطاق بهدف معالجة جذور الأزمة الوطنية المتراكمة، على حد تعبيره.
اشتباكات مستمرة
وحول التطورات الميدانية، قال شهود لوكالة رويترز إن اشتباكات جديدة اندلعت أمس السبت في أم درمان وبحري المدينتين المجاورتين للخرطوم.
وذكرت وزارة الصحة السودانية أن 4 مدنيين على الأقل قتلوا، وأصيب 4 بجروح في هجوم بطائرات مسيرة استهدف مستشفى في مدينة أم درمان، متهمة قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم.
وقالت: "استهدفت قوات الدعم السريع مستشفى السلاح الطبي بأم درمان، قسم الطوارئ، مما نتج عنه مقتل 4 مدنيين أمام قسم الطوارئ وإصابة 4 آخرين بإصابات كبيرة تحتاج إلى تدخل عاجل لإجراء عمليات جراحية"، وأشارت تقديرات الجيش السوداني إلى أن عدد قتلى الهجوم على المستشفى يصل إلى 5.