ظلَّت أصواتُ العلماء المُحذِّرين من مخاوف الذكاء الاصطناعى خافتة حتى سنوات قليلة، ليس بعمد منهم ولكن لعدم اهتمام وسائل الإعلام الجماهيرى بطرح أفكارهم ونتائج بحوثهم على الجماهير العريضة، وهذا ما أفسح المجال للسينما أن تتصدر بطرح هذه المضامين لهذه الجماهير، فى إطار الخيال العلمى الذى ثَبُت أنه، فى معالجات كثيرة، لم يكن خيالا صرفا وإنما كان يعتمد على اجتهادات علمية، وكان هذا أفضل وسيلة لنقل بعض نتائج العلم إلى مئات الملايين الذين لا يُقبِل معظمُهم على أخبار العلم والعلماء، وقد ترتب على هذا أن الرأى العام قد تهيأ بالفعل لسماع كلمة العلم والعلماء، وهو ما جعل لهذه القضايا بلسان العلماء هذه الأيام متابعين بعشرات الملايين عبر الكوكب. وقد نشرت جريدة (جارديان) البريطانية قبل أيام تقريرا يعرض لآراء عدد من العلماء، طيَّرته وكالات الأنباء ونشرته بعض الصحف والمواقع العربية، جاء فيه أن مخاوفهم تتركَّز فى: أولا، أن يصبح الإنسان النوع الأقل ذكاء، بما يُهدِّده بالتراجع والفناء، لنفس الأسباب التى جعلت البشر يقضون على كائنات أخرى، فقط لأن البشر الأكثر ذكاء، ولم يكن من الممكن إيقافهم. وهذا ما يجعل العلماء يخشون أن يكون للذكاء الاصطناعى خطط يعترض عليها البشر فيصيرون آفة ومصدر إزعاج للذكاء الاصطناعى فيقضى عليهم ببساطة. وثانيا، عن الفشل فى السيطرة على الذكاء الاصطناعى، فكما أن الحكومات الحالية تشك فى نيات وأفعال بعض مواطنيها وتضع النظم الرقابية للإيقاع بهم، فقد يقوم الذكاء الاصطناعى بنفس العملية إذا حاولت الحكومات، أو أخطأت، فى قرارات وسياسات، فيتصدى لها الذكاء الاصطناعى ويوقع بها ويسيطر بدلا منها. ثالثا، رغبة الذكاء الاصطناعى فى قتل البشر، فقد يخشى من أن يطور البشر أجهزة أكثر ذكاء، فيقضى على البشر ليمنعهم، أو قد يقرر أن يقوم بتجارب، نووية مثلا، أو أن يبتدع بكتيريا قاتلة يطلقها للإيذاء، فيقضى على البشر، دون أن يُصاب بأذى. رابعا، عن سقوط البشر بالتقادم، وهو احتمال يكون قويا مع كثرة الاعتماد على الذكاء الاصطناعى فى إدارة البيزنس، وفى خوض الحروب، وفى إدارة الشرطة والجيش..إلخ، فقد يتعاون المفترض أنهم أعداء فى الذكاء الاصطناعى للتخلص من البشر الذين يكونون عاجزين عن حماية أنفسهم.
المخاوف من الذكاء الاصطناعى
تاريخ النشر : 14 يوليو, 2023 08:54 صباحاً