البرهان يعلن وقفاً أحادياً لإطلاق النار ويدعو لتعبئة عامة
تاريخ النشر : 28 يونيو, 2023 06:48 صباحاً

فتح ميديا - الخرطوم:

أعلن الجيش السوداني، مساء الثلاثاء، وقف إطلاق نار من جانب واحد خلال اليوم الأول من عيد الأضحى، بعد خطوة مماثلة أعلنتها قوات الدعم السريع، قبل أن يؤكد مواطنون سودانيون احتدام الاشتباكات في العاصمة الخرطوم.

وأعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقف إطلاق النار من جانب واحد في أول أيام عيد الأضحى، وذلك في كلمة بثها التلفزيون مساء الثلاثاء.
وقال البرهان: "حجم المؤامرة يتطلب من الجميع اليقظة والاستعداد للتصدي للمهددات الوجودية لدولتنا، لذلك نطلب من جميع شباب بلادي وكل من يستطيع، ألا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه، أو بالانضمام للوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية".وكان قائد قوات الدعم السريع بالسودان الفريق أول محمد حمدان دقلو، قد أعلن مساء أمس الإثنين، هدنة من طرف واحد بمناسبة عيد الأضحى.

وقال حميدتي في تسجيل صوتي نشره على صفحته الرسمية على "فيس بوك" إن  الهدنة تستمر يومين اعتباراً من الثلاثاء.كما دعا قائد قوات الدعم السريع أهالي دارفور للانتباه للمخططات التي تحاول إشعال الحرب الأهلية.
وشدد على أن "هذه الحرب فرضت علينا وهي ليست ضد القوات المسلحة، بل ضد الذين اختطفوا قرارها من عناصر النظام البائد داخل المؤسسة العسكرية".
وعشية عيد الأضحى، احتدمت المعارك في الخرطوم الثلاثاء عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مقرّ رئيسي للشرطة في العاصمة السودانية.

وفي غرب السودان، حذّرت الأمم المتّحدة من تفاقم النزاع إلى "مستويات مقلقة" في دارفور.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل (نيسان)، أقامت قوات الدعم السريع قواعد في أحياء سكنية بالعاصمة فيما يواجه الجيش صعوبة في تحقيق مكاسب ميدانية رغم تفوقه الجوي.
وبينما تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على كامل الخرطوم، لا يزال ملايين الأشخاص عالقين وسط تبادل إطلاق النار من دون كهرباء ولا ماء وسط حرارة خانقة.ومساء الأحد، أعلنت قوات الدعم السريع في بيان سيطرتها على مقرّ قيادة "قوات الاحتياطي المركزي" للشرطة على الأطراف الجنوبية للخرطوم.
وكانت واشنطن فرضت على "قوات الاحتياطي المركزي" عقوبات على خلفية انتهاكات حقوقية.
والثلاثاء، هاجمت قوات الدعم السريع قواعد للجيش في وسط العاصمة وشمالها وجنوبها.
وقال رؤوف مازو مساعد المفوّض السامي لشؤون العمليات للصحافيين في جنيف، إنّ "الوضع يتفاقم" في ولاية غرب دارفور.
وأضاف "وفقاً للتقارير الواردة من زملائنا على الأرض، فقد بلغ النزاع مستويات مقلقة ما يجعل من المستحيل فعلياً إيصال مساعدات منقذة للأرواح إلى الأهالي المتضررين".
ولا يواجه الجيش صعوبات في الخرطوم فقط، إذ إنّ مجموعة متمردة في ولاية كردفان الواقعة جنوبي العاصمة وكذلك في ولاية النيل الأزرق الواقعة على الحدود مع إثيوبيا، فتحت جبهات جديدة ضدّه.
وفي ولاية جنوب كردفان أصدرت السلطات قراراً بحظر التجوّل ليلاً للحدّ من أعمال العنف.
وعبّرت بعثة الأمم المتحدة في السودان، التي سحبت جميع موظفيها تقريباً من البلاد في بداية الحرب، عن "قلقها البالغ" بشأن العنف في الكرمك القريبة من الحدود الإثيوبية.وتسبّب القتال هناك في فرار مئات المدنيين إلى إثيوبيا، بحسب البعثة الأممية.
ومنذ اندلاع الحرب نزح قرابة مليوني شخص داخل السودان، ولجأ 600 ألف شخص إلى دول مجاورة وخصوصا إلى مصر شمالا وتشاد غربا.
ووصلت مساعدات إنسانية إلى 2,8 مليون شخص في السودان، وفق الامم المتحدة، غير أنّ الوكالات الإنسانية تفيد عن عراقيل كبيرة أمام عملها، من تأشيرات للموظفين الأجانب إلى توفير ممرات آمنة والافتقار للأموال.
ويحتاج 26 مليون شخص في السودان لمساعدة إنسانية والحماية، بحسب الامم المتحدة.