فتح ميديا - الخرطوم:

تواصلت الاشتباكات في مناطق بالسودان، اليوم الخميس، عقب انتهاء تهدئة لمدة 72 ساعة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في حين أكدت منظمة الصحة العالمية خروج ثلثي المرافق الصحية من الخدمة.

ويعاني السودانيون من تداعيات إنسانية واقتصادية كبيرة للاشتباكات المسلحة المتواصلة بين طرفي الأزمة منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي، والتي فاقمت من الأوضاع المتردية التي كانت تعيشها البلاد.

عودة الاشتباكات

واندلعت اشتباكات في عدة مناطق بالعاصمة السودانية اليوم الأربعاء شملت المدن الثلاث بمنطقة العاصمة الأوسع على ضفتي نهر النيل، الخرطوم وبحري وأم درمان.
ونفذت طائرات الجيش ضربات في مدينة بحري، كما ردت قوات الدعم السريع بالنيران المضادة للطائرات.
كما شهدت ولاية جنوب كردفان أعمال عنف كثيفة منذ الصباح الباكر.
وأفاد مصدر في الجيش فرانس برس بأن "الجيش شنّ هجوماً على تجمعات المتمردين في أم درمان وكبدهم خسائر فادحة في الارواح والمعدات".فيما هاجمت قوات الدعم السريع رئاسة قوات شرطة الاحتياطي المركزي بمنطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم، على ما أفاد شاهد عيان.

استهداف مقار دبلوماسية

واتهمت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأربعاء، قوات الدعم السريع، باقتحام منزل السفير الجزائري بالخرطوم وسرقة محتوياته وتخريب الأثاث والسيارات.
كما اتهمتها أيضاً، باقتحام السفارة الباكستانية في الخرطوم.وقالت إن الهجومين يمثلان "انتهاكاً سافراً للهدنة والأعراف والقوانين الدولية المعنية بحرمة وحماية مقرات وممتلكات البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والإقليمية".
وتعرضت مقار السفارات والبعثات الدبلوماسية لعدد من دول العالم لاعتداءات مختلفة، خلال فترة الاشتباكات بين الجيش  وقوات الدعم السريع.

مستشفيات خارج الخدمة

وأكدت منظمة الصحة العالمية الأربعاء، خروج نحو ثلثي مرافق الرعاية الصحية في المناطق التي طالها القتال في السودان من الخدمة.
وأفادت المنظمة بأن حوالي 11 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية، مبدية قلقها بشأن محاولات السيطرة على أوبئة الحصبة والملاريا وحمى الضنك المستمرة.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحافي بجنيف: "حوالي ثلثي المرافق الصحية في المناطق المتضررة خارج الخدمة".وتابع "الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والمستودعات الطبية وسيارات الإسعاف والعاملين الصحيين تمنع المرضى والعاملين الصحيين من الوصول إلى المستشفيات".
وتحققت المنظمة الأممية من 46 هجوماً طال مرافق الرعاية الصحية منذ بدء القتال.

وأشار تيدروس إلى إن الخطر الذي تشكله الأوبئة سيزداد خلال موسم الأمطار القادم، في ظل صعوبة الوصول إلى مياه صالحة للشرب، ونزوح السكان ومحدودية القدرة على اكتشاف تفشي الأمراض مبكراً.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية أطلقت الأسبوع الماضي نداءً للتمويل بقيمة 150 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة للمتضررين من العنف في السودان والذين فرّوا إلى البلدان المجاورة.
وقال "أشعر بقلق عميق على صحة ورفاهية الشعب السوداني، ومنظمة الصحة العالمية تستكشف جميع السبل لتقديم الدعم الذي يحتاجون إليه".