الكيان الصهيوني نموذج للكيان المصاب بعصاب القوة والغطرسة ..!
تاريخ النشر : 17 يونيو, 2023 06:38 صباحاً

بات الكيان الصهيوني اليوم في ظل قيادته المتطرفة من الصهيونية الدينية من أمثال بن غفير وسمو تريش ونتنياهو، يمثلُ أوضح نموذج (للإصابة بفايروس عصاب القوة والعنصرية والغطرسة إلى درجة الهلوسة) هذا بحد ذاته يمثل ظاهرة مرضية أصيبت بها من قبل بعض الكيانات والدول عبر التاريخ مثل الكيانات النازية والفاشية والعنصرية وكافة الكيانات الإستعمارية القديمة والحديثة، التي اعلت من شأن القوة والعرق في سياساتها وفي تعاملها مع الدول والشعوب الأخرى،

وقد عملت على فرض هيمنتها عليها واحتلالها إن أمكن لها ذلك، ولم تعير الأخلاق والقانون الدولي والقيم الإنسانية العامة ولا للقانون الطبيعي أي وزن يذكر، ولم تضع أي اعتبار لها في صياغة سياساتها ومواقفها وعلاقاتها مع الآخرين، جميع تلك الكيانات التي أصيبت بهذا الداء عبر التاريخ قد تحطمت وزالت على صخرة الصمود ورد الفعل الطبيعي من تلك الدول والشعوب التي ترفض الإنصياع والإستسلام لنزوات ورغبات الغازي والمعتدي والمستعمر ولمنافاتها لناموس الأخلاق الإنسانية.

على هذا الاساس يبني الكيان الصهيوني اليوم تعامله مع الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة ويصعد من وحشيته واجراءاته القمعية في القدس وفي كافة أنحاء فلسطين المحتلة، ويسعى إلى فرض هذه السياسة في تعامله أيضا مع بقية الدول والشعوب العربية التي يتحدى فيها مواقفها الشاجبة لإجراءاته في حق الشعب الفلسطيني في الكرامة والحرية والمساواة والإستقلال، في هذا السياق وحده نجد التفسير الوحيد لسياساته ومواقفه المجافية للأخلاق ولمبادئ القانون الدولي والقانون الطبيعي في صياغة علاقته أولا بالشعب الفلسطيني ومن ثم مع الدول العربية، ليفرض نفسه وذاته على المحيط العربي بأكمله وهو على هذه الحقيقة والصورة والصفة التي يعبر عنها في مواقفه المختلفة ويتصف بها هذا الكيان المارق، ولم يتورع ليس فقط المستوى السياسي فيه للتعبير عنها من أمثال بن غفير وسموتريش الذي دعا إلى محو بلدة حوارة من الوجود، بل أيضا وفي ظل غيه وغطرسته وصلت إلى مستوى بعض نخبه الإعلامية والفكرية وغيرها التي تدعوا تهجير الفلسطينيين وطردهم من موطنهم الأصلي فلسطين كي يتسنى له إقامة كيانه العنصري والفاشي الذي يقوم على اساس النقاء العرقي اليهودي، وقد سبق أن تجلت في تغريدات المغرور المدعو (ايدي كوهين) وغيره التي سبق أن نشرها في بعض وسائل السوشل ميديا في إطار رده على الموقف الأردني الثابت والناقد والرافض بشدة لسياسات كيانه المارق الهادفة إلى ضم الاغوار الفلسطينية وغيرها في سياق سياساته العدوانية والتوسعية على حساب الحقوق العربية والوطنية للشعب الفلسطيني في وطنه الثابتة وغير القابلة للتصرف، بما يتجافى ويتنافى مع قواعد القانون الدولي ومبادئ وروح عملية السلام والإتفاقيات الموقعة معه سواء من قبل الجانب الفلسطيني أو مع الدول العربية الأخرى مثل الأردن ومصر ..

تلك التغريدات التي نشرها هذا العنصري (ويهدد بها الأردن بإحتلاله بدبابتين خلال ثلاث ساعات، وشرب الكوكتيل في حي عبدون الراقي في عمان) فهو يمثل ويعبر بها عن هذه الثقافة السياسية العنصرية وعن عصاب القوة التي بني على اساسه الكيان الصهيوني المارق، لا يرى غيرها سياسة واستراتيجية للتعامل مع الدول والشعوب العربية، هذا الوهم المعشش في هذه العقول الخربة، هذا الوهم وهذه السياسة هي التي ستؤدي به عاجلا أم آجلا إلى تحطيمه وكسر عنفوانه بل وزواله، حيث سيواجه بصخرة الصمود والرفض، والمقاومة بكل أشكالها التي عرف بعضها في معركة الكرامة سنة 1968م حين مرغ الجيش العربي الأردني والمقاومة الفلسطينية أنفه وأنف قياداته.

إن أمثال هؤلاء من (ايدي كوهين) إلى المستوى السياسي المتطرف والمتهور من حكام المستعمرة مثل نتنياهو وسموريتش وبن غافير وبينت وجانتس وغيرهم ممن يمثلون الوجه الآخر لليمين الصهيوني، يجهلون حقيقة التاريخ كما يجهلون حقيقة الحاضر، لا يعرفون حقيقة الأردن وغيره من الدول والشعوب العربية، لم يدركوا بعد أن أي مغامرة قادمة قد يقدم عليها هذا الكيان وقيادته من هذا القبيل ستضعه ليس فقط في مواجهة الشعب الفلسطيني والأردن منفردا وإنما سيكون في مواجهة جميع العرب ومعهم جميع الدول الشقيقة والصديقة في العالم، حتى بما فيها الولايات المتحدة نفسها الراعي الأول والأخير له، التي لن تستطيع ساعتها تبرير أفعاله أو الدفاع عنها، حينها فقط سيدرك أن نهايته الحتمية قد ازفت وحلت، حينها لن تجد عربيا واحدا يتكلم عن السلام والشرعية الدولية وقراراتها المطعون في شرعيتها وعدالتها المفقودة أصلا والتي أوجدته في إقليم فلسطين.

انصحك بن غافير وسوموتريش ونتنياهو وغيرهم من حكام المستعمرة ومستوطنيها، أن تعودوا لرشدكم وأن تعودوا لقراءة الواقع الإقليمي والدولي الجديد، وخاصة واقع الأردن وتاريخه المجيد الذي تحطمت فيه كافة الغزوات التي استهدفت المنطقة عبر التاريخ ..

الأردن هو اليرموك، هو حطين، هو عين جالوت وهو الكرامة ورمز العزة والشرف العربي ..

الأردن وغيره من دول المنطقة غير قابل لمثل هذه التهديدات الرعناء، وغير قابل للإمتحان ولا يستجدي السلام، الذي تسعون لتدميره، أنتم وكيانكم لستم دعاة سلام أو حلول وسط، إن سياساتكم هذه المرفوضة عربيا وعالميا، إنها ترسم خارطة الطريق لإنهاء كل أمل بالسلام ومن ثم إنهاء كيانكم المارق ..

أقول للمرضى المصابين بعصاب القوة والعنصرية والغطرسة الفاشية أنتم الخطر الحقيقي على مستقبلكم ومستقبل كيانكم وابناءكم في المنطقة والزوال لكم ولكيانكم المارق بات حقيقة قادمة، عاش منطق السلم والأمن والحرية والمساواة بين البشر .. وليسقط منطق القوة والغلو والعنصرية والإرهاب والغطرسة.