فتح ميديا – وكالات:
أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت مبكر من اليوم الاثنين (بالتوقيت المحلي) أنها أحبطت هجوما كبيرا للقوات الأوكرانية في منطقة دونيتسك وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، في حين لم توضح كييف ما إذا كانت بدأت فعلا الهجوم المضاد، واكتفت بالقول إن الخطط تحتاج لصمت.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا بدأت عملية عسكرية واسعة النطاق بهدف استعادة الأراضي الخاضعة حاليا للجيش الروسي.
لكن الوزارة قالت إن قواتها أحبطت هجوما أوكرانيًّا كبيرا في منطقة دونيتسك جنوبي الأراضي الأوكرانية. وأضافت أن قواتها قتلت خلال التصدي للهجوم 250 جنديا أوكرانيًّا، إضافة إلى تدمير 16 دبابة و3 مركبات و21 عربة مصفحة.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن 6 كتائب آلية وكتيبتي دبابات أوكرانية شاركت في الهجوم، لكنها لم تنجح في محاولات كسر الدفاعات الروسية في المناطق الجنوبية.
من جهتها أفادت السلطات المحلية في مقاطعة زاباروجيا الموالية لروسيا بأن الاشتباكات بين القوات الروسية والأوكرانية في منطقة فريمفسكي استمرت لأكثر من 8 ساعات.
ومنذ أسابيع، يتصاعد الحديث عن اقتراب هجوم مضاد تشنه كييف بهدف استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا في شرقي أوكرانيا وجنوبيها ضمن ما تطلق عليها موسكو "عملية عسكرية خاصة" دخلت شهرها الـ16.
لا إعلان
ولم توضح أوكرانيا ما إذا كانت بدأت بالفعل الهجوم الذي كانت تتأهب له منذ مدة بهدف استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.
واكتفت وزارة الدفاع الأوكرانية ببث مقطع فيديو يُظهر عناصر من قواتها يشيرون بإشارة الصمت، معنونةً المقطع بالقول إن الخطط تحتاج إلى الصمت، وإنه لن يكون هناك إعلان للبدء.
وقد أظهر الفيديو مجموعة من الاختصاصات العسكرية القتالية والآليات والمدرعات، بما فيها الطائرات الحربية، وهي في حالة فعالية قتالية.
وأمس الأحد، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بلاده تعتقد أن الهجوم الأوكراني المضاد على روسيا سيعيد الأراضي الأوكرانية المهمة إستراتيجيا من قبضة روسيا.
وأضاف سوليفان في حديث لمحطة "سي إن إن" (CNN) الأميركية أن واشنطن مستمرة في دعم أوكرانيا ضد العدوان الروسي المستمر، على حد وصفه.
وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى مزيد من الأسلحة، ومنها الصواريخ بعيدة المدى، للدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الروسية، ولاستعادة السيطرة على أراضيها المحتلة.
لكن الرئاسة الروسية حذرت أمس الأحد من أن إمداد فرنسا وألمانيا كييف بصواريخ بعيدة المدى سيؤدي إلى جولة أخرى من "تصاعد التوتر" في الصراع الأوكراني.
لا يوجد بديل
وحسب وكالة رويترز، فقد قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لمراسل قناة "روسيا-1" التلفزيونية "بدأنا بالفعل نشهد مناقشات حول تسليم صواريخ من فرنسا وألمانيا يصل مداها إلى 500 كيلومتر أو أكثر". وأضاف "هذا سلاح مختلف تماما.. سيؤدي إلى جولة أخرى من تصاعد التوتر".
كما أكد بيسكوف أن روسيا ستواصل عملياتها في أوكرانيا حتى "يتم إنجاز المهمة.. لا يوجد بديل".
وصارت بريطانيا الشهر الماضي أول دولة تزود أوكرانيا بصواريخ كروز بعيدة المدى.
وطلبت كييف أيضا من ألمانيا صواريخ كروز من طراز توروس التي يبلغ مداها 500 كيلومتر، كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستمنح أوكرانيا صواريخ ذات مدى يسمح لها بتنفيذ هجومها المضاد الذي طال انتظاره.
في شأن متصل، قالت وزارة الدفاع الروسية في الساعات الماضية إنها أحبطت محاولة تسلل جديدة من قبل من سمتها مجموعة تخريبية أوكرانية لعبور الحدود في مقاطعة بيلغورود الحدودية.
وتواجه 11 منطقة داخل مقاطعة بيلغورود الروسية ضربات بشكل مستمر. وتشهد هذه المناطق توغلات متكررة لمجموعات مسلحة تقول إنها مناهضة لموسكو.
يذكر أن الجيش الروسي بدأ هجومه على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022. وتقول موسكو إنها اضطرت للقيام بعمليتها في أوكرانيا لحماية أمنها، وللتصدي لما تصفه بأنه عداء وعدوانية من الغرب "المصمم على تدمير روسيا".
في المقابل، تقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن روسيا تشن حربا غير مبررة لتستولي على الأراضي في أوكرانيا.