منذ إنطلاقة حركة فتح لم تتوقف الاتهامات لها بانحراف فكرها وقادتها وبرامجها من الماركسية إلى اللينينية والماوية والإخوانية والبعثية والقومية والناصرية والعلمانية وغيرها من اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان، لتؤكد وتثبت حركة فتح أنها حركة الجماهير والتي ينتمي لها ويلتحق في صفوفها كل فكر طالما لا يتعارض مع برنامجها ونظامها الأساسي ولوائحها الداخلية، والتي تنسجم مع كل الأفكار، المعبرة عن كل مكونات الشعب الفلسطيني، وهذا ما دفع زعيمها الراحل ياسر عرفات للقول "بأن أي فلسطيني غير منتمي لحزب او حركة فهو فتحاوي بالفطرة".. لذلك فتح مهما عصفت بها الرياح ومهما تكالب علها الأعداء ومهما تآمر عليها المتآنرون ستبقى رائدة وطليعة الشعب الفلسطيني.
فتح الآن تمر بأصعب مراحلها النضالية، وتعاني من حالة الضعف والركود والخمول وإن صح التعبير التيه والضياع بسبب تعنت قيادتها في البقاء على هذه الحالة التي تعيشها الحركة ويعاني من إدارتها كل عناصرها، والإصرار من قيادتتا بعدم التجديد وإجراء الانتخابات والعمل على تصحيح المسار بشكل شمولي لكل مكوناتها وإطرها، والسعي الحثيث للملمة كوادرها وإنهاء أي خلافات أو مشاكل، وإعادة الاعتبار لعناصرها ولها، لتعود قوية متينة واحدة موحدة لأنها الحامية والأمينة على المشروع الوطني، وبقوتها تحمي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني من كل محاولات السيطرة او التبعية على قراراتها او محاولات خلق البديل عنها، وبقوتها ووحدتها تتحقق الوحدة الوطنية.
المرحلة الآن تتطلب وحدة فتح وعلى الحريصين والأحرار والشرفاء من قيادتها وكوادرها العمل بمسؤولية تنظيمية عالية لإعادة وحدتها وحمايتها، ولا مجال للسكوت أو التراخي أو اللامبلاه من تحقيق وحدتها.. الأمر خطير للغاية وعلى الجميع تحمل المسؤولية، مستقبل الحركة في خطر وخاصة مع وجود منافس قوي وحركات فلسطينية تمتاز بقوتها التنظيمية والجماهيرية وعلاقاتها الدولية التي تثبت كل يوم نضوجها ووعيها وفهمها للسياسة الدولية، وما تتمتع به من مرونة في التعاطي مع كل المستجدات المحلية والإقليمية والدولية.
حقيقة فتح ليست بخير، وحالة التراجع والاخفاقات التي تمر بها تنذر بالكارثة، خسارة الانتخابات في جامعة النجاح وبيرزيت وقبلها في البلديات والنقابات، وحتى لو أجريت الانتخابات التشريعية والمجلس الوطني في هذا التوقيت لن يكتب لفتح النجاح، وخاصة في ظل هذا التفتت وهذه الشرذمة وهذا التراجع في شعبيتها، الأمر يتطلب مراجعة شاملة وتقييم شفاف..
القادم يمتاز بصعوبة كبيرة يجب أن تستعد له فتح، والكل يعلم صعوبة المرحلة خاصة ما بعد الرئيس محمود عباس، ما لم نتحرك الآن وبشكل سريع لمعالحة الأخطاء ونستعد جيداً للمرحلة القادمة سيكون الثمن باهظاً..
فتح أمانة في أعناقنا جميعاً ودماء الشهداء من المؤسسين ومن المقاتلين ومن المدافعين ومن الأسرى والجرحى تناديكم وتستنفركم ويجب أن تكون حافزاً لكم يا شرفاء ويا أحرار ويا من تحبون فتح وتخافون عليها..
وحدة فتح طريق الوحدة الوطنية
تاريخ النشر : 31 مايو, 2023 07:03 صباحاً