فتح ميديا - غزة:
وجه الدكتور أيمن شاهين، الشكر الجزيل للأخ القائد محمد دحلان، وجميع الإخوة بقيادة تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، على إحياء الذكرى العاشرة، لرحيل المعلم والأب والأخ، الراحل أبو علي شاهين."
وقال نجل الراحل الكبير، في كلمة له خلال فعالية إحياء الذكرى العاشرة، لرحيل شيخ المناضلين أبو علي شاهين: " لم تدخر حركة فتح بساحة غزة أي جهد من أجل الوفاء للمناضل أبو علي شاهين وذلك عبر السنوات العشر الماضية، فأنتم إخوة أبو علي، لمسنا فيكم الوفاء والمحبة، وما أجمل الوفاء."
وأضاف: "أبو علي تحلق روحه فوق أرض فلسطين، الأرض التي عشقها وعاش ورحل مناضلاً من أجلها، فكان مع الرصاصات الأولى ثائراً مقاتلاً عنيداً ضد المحتلين الغزاة، وفي الأسر كان صلباً لا يهادن ولا يعرف المساومة، بنى مع رفاقه الأسرى أنبل ظاهرة عرفتها ثورتنا الفلسطينية المعاصرة، تجربة الحركة الأسيرة مصباحاً تضيء ومازالت تضيء لنا طريقنا للحرية في ظل العتمة التي نعيشها الأن. "
وكشف شاهين، أن الراحل ترك السعودية بما فيها من رغد العيش ممتشقاً بندقية الثائر إلى الوطن المحتل مقاتلاً فدائياً في العمل المسلح إلى جانب أخيه أبوعمار، وكوكبة الرواد الأوائل للثورة الفلسطينية المعاصرة".
وأكد، أنه من اللحظات الأولى للأسر وفي خضم تجربة الحركة الأسيرة ومعمعان نشوئها أظهر أبو علي قوة الثائر وعنفوان المناضل فخاض وإخوانه أقسى تجارب الحركة الأسيرة في الإضرابات والعزل في الزنازين، حيث مكث في العزل الإفرادي أكثر من اثني عشر عاماً في مختلف السجون من عسقلان للخليل لنفحة لكفاريونا لشطة لنابلس لغزة لبئر السبع لصرفند، لم يترك العدو معتقل إلا وأبعده معزولاً إليه، حتى باتت تعرفه كل معتقلات الوطن."
وأردف شاهين: "لم تنحني لأبو علي هامة في الأسر وقف شامخا كشموخ جبال فلسطين ثابتاً كثبات أشجار الزيتون، وأنتج ورفاقه مدرسة ثورية نضالية كتب عنها الكثير من قبل المفكرين وأصحاب الرأي، واتذكر رسائله التي كان يرسلها لنا من السجن، مفعمة بروح الثورة والتحدي وأتذكر كلماته التي كان ينهي بها رسائله (إلى اللقاء على أرض الشهداء والبرتقال والزيتون).
وأوضح أنه غادر المعتقل ومعه عدد كبير من الإخوة الذين عاشوا تلك الفترة أوائل الثمانينيات ، (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) نعم بيننا الآن عدد منهم في هذا اللقاء، فأبوعلي وإخوته بنوا بروح الثوار تنظيم فتح الجماهيري (الشبيبة)، ما فعله هؤلاء الرجال أنهم نقلوا حركة فتح من السرية للعلانية ، فانتشرت فتح وأفكارها ورجالها كالنار في الهشيم في ربوع الأرض المحتلة في المدن والقرى والمخيمات والجامعات والمعاهد العليا والنقابات العمالية والمهنية والمدارس وغرسوا فينا المعنويات وروح العمل الجماعي والتطوعي، هنا نترحم على قادتنا الميدانيين الأوائل فالقائمة تطول ممن رحلوا عنا وممن بقوا معنا وما بدلوا تبديلا.
وعن مرحلة تاسيس الشبيبة قال شاهين: "في خضم بناء الشبيبة سرعان ما وضع تحت الإقامة الجبرية ومن ثم منفيا داخل الوطن في الدهنية، وبالرغم من قلة زياراته التي سمحت سلطات الاحتلال بزيارتنا له، لم أراه لحظة منحنياً أو منكسراً، لقد كان كالصقر محلقا فوق القمم."
وأضاف: "أبو علي هزم عدوه وسجانه بمعنوياته العالية بثقته بحتمية الانتصار، أبو علي العنيد جدا المتفائل دوماً والواثق أكثر، يطرد من الوطن وينفى منه وهنا تبدأ رحلة النضال خارج الوطن لتستمر عشر سنوات جديدة من عمان للقاهرة لبغداد لتونس للبنان حيث عشق أبو علي لبنان لأنه عشق البندقية، رغم المنفى بقي باحثا عن البندقية، لم أرى إنسانا عاشقاً البندقية والكفاح المسلح مثل أبو علي عندما كنت أجلس معه ويتذكر أيام الكفاح المسلح الاولى كنت ارى عيناه تدمع، ذلك كان أبو علي شاهين عاشق الحياة والبندقية، حمل بندقيته من اجل الحياة، وها هو حي بيننا اليوم، فهذا التنظيم الرائع لإحياء الذكرى يدلل أن أبو علي شاهين مازال حيا بيننا.
وختم الدكتور أيمن شاهين بفقرة جميلة من كتابات شيخ المناضلين الراحل أبو علب شاهين، التي كانت توضح الواقع وترى المستقبل :
.. رحلوا / الشهيد تلو الشهيد .. المناضل تلو المناضل مشاركين في حرب الإسترداد ... وتمضي الأيام .. تدب على وجه الدنيا ، محملة بأثقال رحلة الزمن ، بين مد وجزر ، ودوماً إلى الأمام .. تُـبـشِّـر بالمستقبل الأتي من تفاعلات الماضي بالحاضر، وتسير عجلة الحياة مؤكدة أن ثابتها الوحيد هو المتغيِّـر."