فتح ميديا - وكالات:
دخل مساء الإثنين، اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يستمر لسبعة أيام، حيز التنفيذ، بعد ساعات من غارات شهدتها مدينة الخرطوم وأم درمان.
وسبق هذا الموعد قتال متواصل لليوم السابع والثلاثين على التوالي، دفع سكان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريباً لملازمة منازلهم وسط اقتتال وحرّ شديد ومعظمهم محرومون من الماء والكهرباء والاتصالات.
وأشارت تقارير إلى وقوع اشتباكات في الخرطوم على رغم بدء سريان اتفاق جديد لوقف النار.
لا تراجع
وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، في تسجيل صوتي، مساء الإثنين، "لن نتراجع إلا بانتهاء هذا الانقلاب ومحاكمة كل من أجرم في حق الشعب السوداني والعودة للمسار الديمقراطي".
وأضاف "نوجه جميع قواتنا الباسلة بمضاعفة الجهود في محاربة المتفلتين وضبط الأمن والقبض على عصابات النهب والتخريب، ونؤكد حرصنا على سلامة بلادنا وشعبنا وأن الحرب الحالية فرضت علينا".
وقال إن "قادة النظام البائد المتطرف مع قادة الانقلاب خططوا لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي".
وتابع "ندعو الشعب السوداني للانتباه إلى مخططات الفلول وحملات التضليل التي تهدف إلى توسيع دائرة الحرب".
استقرار عملياتي
من جانبه، أكد الجيش السوداني، قبيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، على أن البلاد تشهد استقراراً في الموقف العملياتي، عدا اشتباكات متفرقة في أجزاء من العاصمة.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، في بيان: "اشتبكت قواتنا مع مجموعة من المليشيا المتمردة وكبدتهم خسائر كبيرة ودمرت واستولت على عدد من العربات المسلحة".
وتابع البيان "وجهت قواتنا ضربات للمتمردين بعدة مواقع بالخرطوم وبحري وأم درمان، نتج عنها تدمير العديد من العربات المسلحة والأسلحة والمعدات وعشرات القتلى والجرحى".
والأحد، أعلنت الولايات المتحدة والسعوديّة في بيان مشترك أنّ ممثّلي الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع وافقوا على وقف جديد لإطلاق النار يمتد أسبوعاً ويبدأ منذ ليل الإثنين.
وكان البيان الأمريكي السعودي المشترك أكّد أنّه "خلافا لوقف إطلاق النار السابق، تمّ التوقيع من قِبَل الطرفين على الاتّفاقيّة التي تمّ التوصّل إليها في جدّة، وستدعمُها آليّة لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة دولياً" من السعودية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وأعلن كلّ من الطرفَين في بيان أنه يريد احترام هذه الهدنة التي رحّبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد).
وخلّفت الحرب الدائرة خسائر فادحة في البنية التحتيّة، إذ خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة، سواء في الخرطوم أو إقليم دارفور غربيّ البلاد حيث يشتدّ القتال أيضاً وخصوصاً مع ظهور بعض الصراعات القبلية.
وتطالب الطواقم الإنسانية منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية في محاولة لتوفير بعض الخدمات التي تشهد تدهورا منذ عقود.
والأحد، جدّد مسؤول الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث دعوته إلى "إيصال المساعدة الإنسانيّة في شكل آمن"، فيما يحتاج أكثر من 25 مليون من سكان السودان - أي أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريباً - إلى مساعدات.
وفي حال استمرار الحرب، قد يلجأ مليون سوداني إضافي إلى الدول المجاورة، وفق الأمم المتحدة، وتخشى هذه الدول انتقال عدوى الاقتتال.