فتح ميديا - وكالات:
كرر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الأحد، اقتحامه لباحات المسجد الأقصى للمرة الثانية منذ توليه منصبه في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وجاءت عملية الاقتحام بعد يومين من "مسيرة الأعلام" التي شارك فيها آلاف الإسرائيليين في ذكرى "توحيد القدس" والتي عادة ما يترافق معها توتر ميداني يمتد من مدينة القدس المحتلة إلى باقي الأراضي الفلسطينية.
اقتحامات متكررة
ونفذ بن غفير اقتحاماً لباحات المسجد الأقصى مطلع العام الجاري، بعد فترة قصيرة من تولي حكومة نتانياهو، التي يشغل بن غفير منصب وزير فيها، لكنه اقتحم قبلها بشهرين المسجد الأقصى رفقة مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين.
كما نفذ عمليات اقتحام للمسجد الأقصى في مايو (أيار) من العام الماضي، قبل دخوله في الائتلاف الحكومي الحالي.وسبق اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، اليوم الأحد، عمليات اقتحام نفذها أعضاء في الكنيست الإسرائيلي من الأحزاب اليمينية.
والخميس الماضي، اقتحمت إيلا زوجة بن غفير الحرم القدسي، رفقة أعضاء كنيست من حزب الليكود، بمن فيهم أرييل كيلنر، وأميت هاليفي، ودان إيلوز، الذين أدوا طقوساً دينية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت".
ويؤكد بن غفير وبعض اليمينيين في إسرائيل أن الهدف من عمليات الاقتحام هو تأكيد الحق اليهودي في جبل سليمان، في حين يعتبر الفلسطينيين هذه الخطوات بأنها تغيير للوضع القائم الذي ترعاه الأردن وفق اتفاق الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى.
توتر أمني
وعادة ما تخلف عمليات اقتحام المسجد الأقصى تداعيات ميدانية تزيد من التوتر في مدينة القدس المحتلة، وحتى الضفة الغربية وصولاً إلى قطاع غزة، وبلغت ذروة التوتر مع عمليات اقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان الماضي.
وتطالب الشرطة الإسرائيلية بمنع عمليات الاقتحام المتكررة للمسجد الأقصى لما تخلفه من توتر وتصعيد، في حين يرفض بن غفير مثل هذه المطالب ويدعو لتنظيم عمليات اقتحام جماعية للمستوطنين للمسجد.وامتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن حسم هذه القضية خشية زيادة الخلافات مع حلفائه اليمينيين في الحكومة الإسرائيلية.
أهداف سياسية
وقال مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر، إن "أهداف بن غفير أصبحت واضحة ومكشوفة، فهو ظهر إلى الساحة السياسية من خلال الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في مدينة القدس".
وأضاف لـ24 "بن غفير يمر في أزمة حقيقية مع نتانياهو، وهو يبحث عن مواقف معينة يريد من خلالها إعادة تجديد مكانته لدى اليمين المتطرف في إسرائيل، واقتحام المسجد الأقصى هو الطريق السريع والمضمون إلى قلوب اليمين المتطرف في إسرائيل".
وأضاف أن بن غفير "يريد إرسال رسالة بأن يبرهن لقاعدة اليمينية أنه في قلب الحدث وأنه يصرح من قلب المسجد الأقصى، ومواصلة وعوده التي قطعها قبل الانتخابات بأنه سيفتح أبواب المسجد الأقصى أمام المستوطنين، وسيكون فرض التقسيم المكاني والزماني وأن يكون المسجد الأقصى مقدساً مشتركاً للمسلمين واليهود".
مرحلة خطيرة
وتابع "بن غفير ومن حوله في مهمات خطيرة بعد انتهاء مسيرة الأعلام، لفرض الواقع الجديد في مدينة القدس بشكل أكثر جرأة".
وقال: "هناك مجموعات حاولوا اقتحام المسجد الأقصى في عمليات منظمة الهدف من ورائها إحداث تغيير في المسجد الأقصى"، لافتاً إلى أن هذه مرحلة جديدة من العمل المنظم.
وأشار إلى أن بعض المستوطنين حاولوا اقتحام المسجد الأقصى قبيل صلاة الجمعة الماضية، وهو وقت الذروة بالنسبة لتواجد المسلمين لأداء صلاة الجمعة، معتبراً أن هذه الجرأة دليل على شراسة المرحلة المقبلة من أجل خلط الأواق وإنهاء الأمر الواقع المفروض في الأقصى حالياً.