رغم إعلان جدة.. المدافع ترفض الصمت ومعارك ضارية في السودان
تاريخ النشر : 13 مايو, 2023 06:26 صباحاً

فتح ميديا - الخرطوم:

تواصلت الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم الجمعة، بعد إخفاق الجيش والدعم السريع في وقف إطلاق النار، رغم تعهدهما بحماية المدنيين، والسماح بعبور المساعدات الإنسانية، إثر اتفاق إعلان جدة فجر اليوم.

وبعد أسبوع من المحادثات بين الجانبين، وقع فجر  الجمعة "إعلان مبادئ" في السعودية، ولكن لم يظهر أي طرف علناً استعداده للتنازلات لإنهاء الصراع الذي يهدد بانزلاق السودان إلى حرب أهلية.

قصف مستمر

وتحدث شهود عيان عن دوي انفجارات كبيرة في منطقة الحلفايا- بحري في العاصمة السودانية الخرطوم، أعقبها تحليق مكثف للطيران الحربي للقوات المسلحة.
وتحدثوا  عن اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع بالقرب من أحد الجسور الرئيسة في المنطقة.

وقال محمد عبد الله، 39 عاماً، في جنوب الخرطوم: "كنا نتوقع أن يهدئ الاتفاق الحرب، لكننا استيقظنا على نيران المدفعية والضربات الجوية".

وفي دارفور غرب البلاد، تجدد العنف بعد هجوم جماعة على أخرى مسلحة في مدينة الجنينة، وهز قتال بالبنادق الآلية والمدفعية الأحياء، بعد هدوء نسبي استمر أسبوعين.

وفي أجزاء أخرى من دارفور، بدا وقف إطلاق النار المحلي بين الجيش وقوات الدعم السريع صامداً.

وفي بورتسودان على البحر الأحمر، عبر التاج الطيب عن أمله في أن يمهد اتفاق الخميس الطريق للسلام، وقال: "بلادنا ما محتاجة لكل هذه الكوارث، والله ما محتاجة".

خطوة إيجابية صغيرة

ووقعت المتنازعون اتفاقاً بوساطة سعودية وأمريكية في جدة، للسماح بعبور آمن للمدنيين والمسعفين والإغاثة الإنسانية، وتقليل الضرر على المدنيين والمرافق العامة.

وقال مسؤولون أمريكيون إن التوقيع ستتبعه مفاوضات على وقف لإطلاق النار. وذكر مشارك في الوساطة أن الوسطاء دفعوا الجانبين لتوقيع إعلان المبادئ عن حماية المدنيين، لتخفيف التوتر في ظل استمرار الخلاف على وقف أوسع لإطلاق النار.

وقال المتحدث باسم القوى المدنية السودانية خالد عمر يوسف، إن "إعلان جدة يمثل بداية لوقف إطلاق نار دائم بالسودان"، وأضاف "محادثات جدة كانت بناءة وقد يقبل الطرفان الدخول في تنفيذ ما توافقا عليه"، مشيراً إلى أن الهدنات السابقة كانت شكلية.

واعتبر مصدر دبلوماسي فرنسي، أن الإعلان خطوة إيجابية صغيرة، مضيفاً "المرحلة المقبلة هي التوصل إلى هدنة لبضعة أيام مع ممرات إنسانية. ثم التفاوض على وقف مستدام لإطلاق النار مع آلية مراقبة بمشاركة عدد من اللاعبين الدوليين، للتوصل إلى حل سياسي أكثر استدامة".

تفاؤل

وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأمريكية لرويترز، إن الإعلان ليس وقفاً لإطلاق النار، ولكنه يهدف إلى توجيه سلوك القوات لتأمين الظروف لتدفق المساعدات الإنسانية.

وقال المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة حجب هويتهم، إن الطريق إلى الهدف النهائي للوقف الدائم للأعمال العدائية سيظل طويلاً حيث لا يزال الجانبان متباعدين إلى حد ما"، غير أنهم يأملون أن يخلق اتفاق جدة زخماً للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين.

وبدوره، قال ممثل الأمم المتحدة الخاص للسودان فولكر بيرتس إنه يتوقع استئناف محادثات وقف إطلاق النار اليوم أو غداً السبت، موضحاً أن الاتفاقات السابقة لم تصمد بسبب شعور كل طرف بقدرته على النصر، لكنه أضاف أنه لاحظ تغيراً في موقفيهما.

وقال خالد عمر يوسف، وهو قيادي سياسي مدني، في تغريدة على تويتر: "نحتاج هذه الخطوة لترفع المعاناة الماثلة عن شعبنا، وأن تتحول لوقف للقتال بآليات واضحة للتنفيذ والمراقبة"، وتابع "من ثم تتبعها بقية الخطوات حتى يكتب لبلادنا مخرج سلمي من هذه الكارثة التي ألمت بها".

قمة جوار

وذكرت الشرق الأوسط، أن القاهرة تعتزم استضافة قمة لرؤساء دول جوار السودان قريباً، لبحث كيفية إحلال الأمن والسلام، ووقف القتال بين الطرفين فيه، حسب توت جلواك، المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان، الذي قال إن "رؤساء دول جوار السودان سيعقدون قمة في مصر، لبحث الأزمة السودانية"، موضحاً أن كل لدولة منها دول خطتها وأفكارها عن السودان، لا بد من جلسة قريبة بين الرؤساء لوضع خطة مشتركة، لتخرج بتوصيات محددة، وستكون في مصر".

ومن جهتها، قالت وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والإفريقية بمجلس الشيوخ المصري الدكتورة سماء سليمان للصحيفة، إن مصر تعمل منذ بداية الأزمة على مسارات إقليمية ودولية لضمان حل سياسي يجنب السودان مزيداً من التدهور الأمني والسياسي والإنساني.

وقالت: "السودان يمثل أمناً قومياً لمصر، لذلك نسعى عبر اتصالات وتحركات سياسية واسعة مع القوى الكبرى وكذلك دول الجوار، إلى تشجيع كافة الأطراف المتناحرة على الالتزام بوقف إطلاق النار، والعمل على إطلاق مسار حوار دائم لحل الخلافات بشكل جذري بين جميع الأطراف".