لا أريد أن أتحدث في هذا المقال عن أي إنتصار قادم , وخاصة في هذه المعركة والتي لا زالت مفتوحه , لأن الإنتصار الأكبر هو تحرير فلسطين من البحر الى النهر , والإنتصار الأصغر هو تثبيت المعادلات والتي تأتي لصالحنا , سواء بما يخص سلاح الردع , أو بما يخص تحقيق بعض مطالب المقاومة والتي من المفترض أن تخدم الشعب الفلسطيني بشكل مباشر , ولا أريد أن أتحدث عن إفتراضية إنتهاء هذه المعركة وتداعياتها , لأن هذه المعركة ستنتهي حتما , فالمسألة مسألة وقت , وبإعتقادي أنها ستنتهي في غضون ساعات أو أيام فقط , لأنها بالأصل معركة ثأر وتثبيت معادلات , والإنتصار الأصغر"المعادلات والإنجازات"  لا يعتمد فقط على قوة النار في الميدان , بل يعتمد على عقلية المفاوض وسقف مطالبه , فنحن الآن أمام مشهدين في غاية الأهمية , مشهد سرايا القدس وهي في ميدان المعركة مع بعض الفصائل المساندة لها , ومشهد آخر على طاولة المفاوضات يجمع قيادات حركة الجهاد الإسلامي مع الوسطاء لتثبيت الهدنة , ومن الصعب تقييم أداء المفاوضات والتي تدار في غرف مغلقه , ولكن نتمنى أن تكون قوة المفاوضات والتي تقودها حركة الجهاد الإسلامي , موازية لقوة النار في ميدان الحرب , كي تحقق هذه المعركة على الأقل بعض الأهداف التي تخدم عامة الناس..

إن المعركة التي تديرها سرايا القدس مع بعض الفصائل المساندة لها رفعت رايه مشرفه ورسمت لوحة جميلة , فهي جمعت أجهزة المقاومة في خندق واحد , وأخذت الثأر لكل فلسطيني بكى على من فقده سواء قريب أو صديق أو زميل , وأثبتت سرايا القدس أن الميدان ليس حكراً على أحد , وأن المبادره وتحديد المكان والزمان ليس حكراً على أحد , وأثبتت سرايا القدس أنها قادره على شل الحياة العامة في دولة الإحتلال , وأثبتت أن نيرانها لا تقل عن نيران أقوى الجيوش في العالم , فالميدان هو الشاهد الأول على ما أقول , وربما في الساعات القادمة يشهد الميدان على ما هو مجهولاً حتى الآن , فنحن تعودنا في جميع حروبنا أن نتفاجأ بقوة المقاومة وسرعة تطويرها , والقادم سيكون هو الأعظم طالما أن سلاح سرايا القدس لا زال نظيفاً وموجهاً في وجه الأعداء فقط..

نتمنى أن تحقق نيران سرايا القدس أهدافها , سواء على مستوى الردع , أو على مستوى مطالبها , فنحن بأمس الحاجة الى إنجازات حقيقية نراها على أرض الواقع , فنحن رأينا أجمل لوحه في تاريخ القضية الفلسطينية منذ بداية المعركة , وهي وحدة الصف الفلسطيني تحت راية الغرفة المشتركة , ونتمنى أن نرى وحدة الصف الفلسطيني تحت راية حكومة واحدة , ونتمنى أن نرى وحدة الصف الفلسطيني تحت راية برنامج سياسي واحد , وإستراتيجية سياسية ونضالية واحدة , إن سرايا القدس أنجزت وأبدعت وتستحق أن تأحذ حظها في الإعلام والرأي العام , وتستحق أن تكون رأس الحربة في جميع الميادين..