حكومة الاحتلال تعمل على استمرار سياستها الهادفة الى تمزيق الصف الداخلي الفلسطيني سياسيا وجغرافيا وتحييد قطاع غزة عما يجري في الضفة مما يسهل عليها ادارة الصراع القائم من خلال دعم الانقسام الفلسطيني حيث ساهمت الخلافات الفلسطينية في تمادي حكومة الاحتلال بعدوانها المنظم ضد الشعب الفلسطيني وتهربها من استحقاقات التسوية السياسية وعملية السلام التي تفرض عليه بموجبها الانسحاب من المدن الفلسطينية لتقوم حكومة التطرف باستغلال الظروف القائمة لتنفيذ مخططها لتهويد المسجد الاقصى والتفرد الاسرائيلي في القدس بينما يستمر عدوانها في الاراضي الفلسطينية المحتلة ضمن حربها المفتوحة والمستمرة بحق الشعب العربي الفلسطيني .
بعد قصف غزة عادت قوات الاحتلال الاسرائيلي وبتعليمات المستوى السياسي بالعمل على اقتحام مدن الضفة الغربية في نابلس وطولكرم، ضمن سياسة تمزيق الصف الداخلي وتحييد المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض والتعامل معها بشكل منفصل، وتواصل حكومة التطرف وتعمل على تصدير فشلها الداخلي والخارجي للشعب الفلسطيني ضمن سياسة الهروب الى الامام للاستفادة من عنصر الوقت الذي اصبح مهما في تأخير انهيار حكومة التطرف فيما تنوع من هجماتها على المدن الفلسطينية في الضفة وغزة، بعد أن نجحت في تقسيمها وفصلهما عن بعضهما البعض، وفي نفس الوقت تفشل الفصائل الفلسطينية في تحقيق الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الذي اصبح من الضروري العمل على عقد اجتماع فلسطيني موحد لتطبيق المصالحة وإنهاء الانقسام وتوحيد النظام الاداري فى الاراضي الفلسطينية وتوحد كافة القوى السياسية الفلسطينية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية .
وفي اليومين الماضيين قتلت إسرائيل ثلاثة فلسطينيين في نابلس، واثنين في طولكرم، في ظل غضب فلسطيني رسمي، وتوعد من المقاومة بالرد، وذلك بعد أيام من قصف إسرائيلي على غزة، وأطلقت فصائل فلسطينية، الأسبوع الماضي، عشرات الصواريخ تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية ردا على وفاة القيادي بحركة "الجهاد الإسلامي" خضر عدنان في السجون الإسرائيلية إثر إضرابه عن الطعام لنحو 90 يوما متواصلة، دون تقديم الرعاية الطبية له ورد الطيران الإسرائيلي بقصف أهداف محددة في قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة 5 آخرين جراء الغارات .
وتواصل حكومة التطرف وتصر على تصعيد الأمور في الضفة الغربية من أجل ترحيل وتصدير أزماتها الداخلية السياسية مع باقي أقطاب المجتمع الإسرائيلي، وذلك عبر ارتكاب مجازر وتنفيذ عمليات اقتحام وانتهاج نفس ذات السياسات العنصرية وقرصنة أموال المقاصة التي تعود للسلطة وغيرها من الإجراءات، وبات واضحا ان هناك إصرارا إسرائيليا على ارتكاب المجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وهو ما يدل على أن كيان الاحتلال لا يأبه بالمجتمع الدولي ولا يعطيه وقراراته أي أهمية، بل يضرب بعرض الحائط كل القرارات والمناشدات الدولية من أجل وقف التصعيد والتصرفات أحادية الجانب التي يقوم بها .
وبات من المهم تحصين وحماية الشعب الفلسطيني والعمل على انهاء الانقسام في اطار تحقيق المصالحة الفلسطينية لتفويت الفرصة على الاحتلال من استمرار تفرده وتهربه من تطبيق قرارات المجتمع الدولي وإنهاء الاحتلال القائم وضرورة العمل الجاد على تحقيق وحدة الصف الوطني ووقف حالة الاحتقان الشعبي وسياسة التحريض والتخوين القائمة في اطار الصراع الداخلى الفلسطيني حيث يساهم الانقسام في خدمة الاحتلال ولا يخدم الا اهداف حكومة التطرف حيث تستغل الظروف القائمة في تنفيذ عدوانها في مناطق عدة عبر هذا الانقسام وتحييدها لبعض المناطق عن بعضها.