أمريكا وقهر الشعوب ونهب خيراتها
تاريخ النشر : 06 مايو, 2023 03:56 صباحاً

بعد عقود طويلة من الاملاءات الأمريكية ضاق النظام السياسي العربي ذرعاً، ورفع رايات التمرّد والعصيان، وانضموا بشكل متسارع إلى النظام العالمي الجديد المتعدد الأقطاب بزعامة الصين وروسيا، وفي إطار منظومتي (دول البريكس) ومُعاهدة شنغهاي وهذه قمّة الذكاء السياسي وقراءة عبقرية للمستقبل بإسم الديمقراطية وحقوق الإنسان ، تسوق الولايات المتحدة الأمريكية سياساتها في أرجاء المعمورة ، ولو عدنا للوراء قليلا لوجدنا أنه:

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، حدث تغيير سياسي كبير في العالم وتغيرت معها ميزان القوي حيث ظهرت الاشتراكية في أوروبا وأسيا وفقدت بعض البلدان نفوذها في العالم مثل ألمانيا واليابان وإيطاليا وخرجت بعض الدول من هذه الحرب ضعيفة مثل بريطانيا وفرنسا وظهور الولايات المتحدة لتؤكد زعامتها للعالم الرأسمالي وبعد هذا التدهور في العالم وظهور دول تتزعم العالم قامت الولايات المتحدة بفرض نفوذها على المستعمرات البريطانية والفرنسية ودحر الاشتراكية وتقليل من مدها ونفوذها ومحاصرتها وجعلها المبرر الوحيد لشعبها أولا ثم شعوب العالم ثانيا ومن هذه الحروب حربها البشعة في فيتنام التي تبعد عن أراضيها 13 ألف كم في منطقة الهند الصينية وبعد عدة عقود خرج العلم الأمريكي ملطخاً بالدماء.

وعقب انهيار الاتحاد السوفييتي، وفي نشوة مشاعر انتصار الولايات المتحدة ومنظّري الحرب الباردة وحلقات المستشارين البارزين للرؤساء، خصوصاً ( بريجنسكي ) الذي يُحكى أنه كان يفتخر أينما حلّ بأنه رجل هزيمة السوفييت والمعسكر الشرقي، بدأ العمل على تنفيذ خطط مشروع القرن الحادي والعشرين للهيمنة الأميركية من المحافظين الجدد، أنصار حزب الليكود الصهيوني الذين اعتبروا احتلال العراق ورسم خرائط للشرق الأوسط الجديد لتمكين الكيان الصهيوني في المنطقة أول أهداف المشروع، وقول نائب وزير الدفاع الأميركي، في حينه، بول وولفوفيتز ، اتركوا أفغانستان وأسرعوا بضرب العراق، لا فرق إن ثبت وجود أسلحة دمار شامل أم لم يثبت.

أما عن معاناة شعبنا واقتلاعه من جذوره واحلال الاحتلال الصهيوني الارهابي الاحلالي ، فأمريكا هي من أوعزت لبريطانيا بإنشاء وطن قومي لليهود وعلى ضوء،ذلك جاء وعد بلفور المشؤوم وبقى شعبنا يعاني حتى يومنا هذا.

وبإسم الديمقراطية، الكذبة الكبرى التي جرى تسويقها للعالم ومنها فرنسا التي يرفض شعبها منذ سنوات هذا النظام الذي يخصخص مؤسسات الدولة العامة والصناعة والخدمات الأساسية العامة ويبيعها، أو يتنازل عنها لصالح شركات أميركية كبرى. لقد ظهرت (السترات الصفراء) احتجاجاً على النظام العالمي الجديد الذي اجتاح فرنسا منذ أكثر من عقدين، ووصلت إلى قصر الإليزيه قبل سنوات. وعادت تظاهرات الفرنسيين بقوة أكبر، ترفض تعديل قانون التقاعد الذي يريد الرئيس ماكرون فرضه شخصياً بالقوة في تعارض صارخ مع الديمقراطية التي بنيت على أسسها الجمهورية الفرنسية. وعلى غير المعتاد، خرجت أصوات أكثر من خمسين ألف عسكري متقاعد ومائة ألف مدني في حملة توقيعاتٍ تدعو الشعب الفرنسي إلى الوحدة، والخروج بتظاهرة وطنية واحدة، ليقول كلمته موحّداً لإنقاذ فرنسا من مثل هذه القوانين.

لن ينسى التاريخ عندما أبادت الولايات المتحدة الأمريكية الهنود الحمر وحلوا محلهم، ولن ينسى التاريخ عندما ضربوا اليابان بالقنابل النووية وبقيت اليابان تعاني من آثار هذه القنابل حتى يومنا، أينما حل الكابوي الأمريكي حل الخراب والدمار

أنها أمريكا الإمبريالية التي قهرت الشعوب ونهبت خيراتها.

نأمل أن تنتهي هذه الدولة الاستعمارية القذرة التي عاثت في الأرض فساداً وأن يعم السلام في أرجاء المعمورة ليتخلص العالم من شرورها التي أذاقت الإنسانية الويلات والمآسي والآلام.

الرحمة لملايين الشهداء من فلسطين والعراق والأمة العربية.