وداعا خضر عدنان
تاريخ النشر : 03 مايو, 2023 06:56 صباحاً

اليوم جميعنا أصابنا الذهول بعد مطالعة خبر استشهاد الأسير خضر عدنان بطل الإضرابات عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

منذ ما يقارب الـ 87 يوماً وأنا أستيقظ صباحا، وأول خبر أقوم بنشره رقم اليوم الذي وصل له البطل خضر عدنان بإضرابه، الذي بلغ 87 يوماً.

منذ 87 يوماً وخضر عدنان منفرداً يواجه السجان الإسرائيلي بأمعائه الخاوية، وزوجته تحمل يافطة أنقذوا عدنان لقد ذاب لحمه في سجون الاحتلال.

منذ 87 يوما وأطفال خضر عدنان أمام زنازين الاحتلال مع والدتهم جيش عدنان الوحيد، يحملون اليافطات أنقذوا أبانا.

لم يحرك أحد ساكناً، لم تخرج الفصائل بالمسيرات، لم تعقد المؤتمرات، لم نهرول بالاتصال على الدول العربية لتبث في موضوع عدنان، الذي كان يموت يوماً بعد يوم ويواجه تعنت الاحتلال بضعف جسده، الذي أصبح هزيلا من قلة الأكل.

لكن لماذا صدمتنا وذهولنا؟ هل يا ترى كان يقيننا كبيراً أن الاحتلال إنسانياً سيفرج عن عدنان مهما طالت مدة إضرابه؟

الأمر مضحك فعلا إذا كنا أمِنا خبث الاحتلال وأن قلبه سيرق لحالة ذوبان جسد خضر عدنان!، رغم أن الفاشي بن غفير مراراً وتكراراً هدد أن لا تهاون مع الأسرى حتى لو ماتوا بإضرابهم عن الطعام؛ فهل كان يمازحنا بن غفير لذلك لم نحرك ساكناً حينما استنجدت زوجة عدنان بإنقاذ زوجها؟!!!.

لم يحركنا اغتيال الأسرى الذين سبقوا عدنان بنفس الطريقة التي تم اتباعها معه.

مذهولون الان؟!! ، لم يحركنا الأسير الشهيد أحمد أبو علي، والشهيد الأسير ناصر أبو حميد وغيرهم من السابقين.

عدنان خضر لم يكن الأول يا سادة الشجب والاستنكار والذهول من بشاعة عدونا.

 عدنان لن يكون الأخير!، لكن سؤالي الآن بملل  موجه لقادة انقسامنا البغيض الذي جعل العدو يتجرأ علينا، هل يكون وقوفكم على عتبة انقسامكم هو الوقوف الأخير بعد وداع عدنان وتلويحه لكم بأسف أنكم خذلتموه؟؟

هل تغادرون عتبة الانقسام، لأني لا اعتقد أننا أقوياء بتحرير أسرانا وأنتم متشبثون بهذه العتبة؟

كلماتي باهتة مكررة لأنه لطالما نادينا بهذه العبارة إنهاء الانقسام مطلب جماهيري، لكن يعود الصوت دون فائدة.

كل الغنائم التي تُجنى من الانقسام عدنان وغيره خلف القضبان يدفعون ثمنها، وكذلك نحن الذين نكتب عنهم ونحن بقمة الخجل، حتى دموعنا تلعننا لأنها لم تنزل من عيوننا وهم يستصرخون بل وهم تحت التراب.

حتى بيانات الفصائل التي قمنا بنشرها في وكالات الأخبار شعرت أنها هزيلة ضعيفة ركيكة ، لأن كل فصيل قدم تعزيته منفصلا عن الاخر،

في اعتقادي لو أن كل الفصائل اجتمعت تحت مسمى وشعار واحد وقدمت تعزيتها ونعيها، لكان شكلنا أقوى من إظهار انفصالنا حتى بنعي شهيد صمتنا وضعفنا وقلة حيلتنا عدنان.

كذلك  لا أقتنع ببيوت العزاء والوقفات التي تبعت استشهاد الأسير عدنان، لأني أراها ضعيفة، لأننا كنا نعلم مصير عدنان الموت، فلماذا تركناه وحيدا والآن اجتمعنا لتعزيته ؟؟

فقط من يحق لها الوقوف وتقبل عزاء عدنان هي زوجته لأنها حاربت وحيدة لحرية زوجها، التي نالها اليوم بصعود روحه للسماء وذوبان جسده وهو على قيد الحياة قبل أن يوارى الثرى.

وختاما وكلي خجل وأنا أقولها كل ما يخيفني الان بعد مغادرة العدنان هو حرب غير مخطط لها تشردنا من بيوتنا كالمعتاد.

لقد فهمنا الدرس جيداً.. وداعا عدنان لم نكن على قدر التحدي والمسؤولية، ولم نكن أقوياء حينما ناشدتنا، ونظهر قوتنا لك اليوم بعزائك.