هكذا فقط يمكن وصف تفاصيل حياة العامل الفلسطيني، الذي بدأ تنظيم حياته النقابية مبكرا في المنطقة العربية لتنتقل إلى ميادين المواجهة والعمل السياسي والوطني مبكرا منذ ثورة عمال ميناء يافا في العام ١٩٢١ والتي كانت أيضا في الاول من آيار .
وفي خضم المواجهات مع الاحتلال كان العمال هم أول من دفعوا ضريبة المواجهات بدمائهم حين كانوا يرتقوا شهداء على مفارق الطرق بيد مستوطن حاقد ومريض بداء العنصرية والتلمودية المتطرفة كما حدث في مذبحة عيون قارة (الاحد الاسود) ، وكانوا أيضا شرارة اندلاع المواجهات كما حدث في اندلاع انتفاضة الحجارة، وهم أيضا ابطال ورجال المواجهة بالعمليات الفدائية .
وايضا كانوا العصا الغليظة التي أستخدمها الاحتلال عقابا للكل الفلسطيني ، كانوا العصا التي يضربون بها والجسد الذي يتلقى الضربات بصمت وكبرياء ،فعند كل ردة فعل أو إشتعال لفتيل المواجهات كانت قوات الاحتلال تغلق الحواجز وتضيق الخناق على العمال لفترات طويلة دون أي مصدر دخل .
إنصاف العمال والبحث عن حلول لأماتهم الاقتصادية لا ينبغي ابدا أن تكون قضية نقابية أو عمالية بحتة أسوة بعمال العالم التي تنحصر مطالبهم في عدد ساعات العمل أو الضمان الاجتماعي أو الحد الأدنى للأجور ، بل يجب أن تكون قضية وطنية وركيزة من ركائز فلسفة العمل المقاوم والصمود والبقاء على هذه الأرض .
فلا معنى لكل عبارات وبرامج وشعارات المقاومة والعمل الوطني إن لم يتم ترجمتها إلى آليات دعم وتبني للعمال وقضاياهم وحقوقهم النقابية والمطلبية والاقتصادية .
فحبات العرق التي تسيل من جباههم بطعم الملح والدمع والدم وتلك أمانة في عنق كل مسؤول .
كتب حنفي أبو سعدة: عرق بلون الدمع والدم
تاريخ النشر : 01 مايو, 2023 12:10 مساءً