فتح ميديا - غزة:
تعيش عائلة شهيد لقمة العيش أمين وردة من غزة، أيام وليالي صعبة ومؤلمة منذ سماع خبر فقدانه خلال عمله في الداخل المحتل، وصولًا إلى نبأ استشهاده جراء اعتداء المستوطنين عليه بشكل متعمد، وحتى بعد دخول جثمانه إلى قطاع غزة وعلى الوجه والكتف والصدر علامات تؤكد تعرضه للتعذيب والتنكيل.
وطوال الأيام الخمس التي فُقد فيها الاتصال مع أمين لم تنم العائلة من شدة القلق على أبيهم المفقود، ليعبر الابن الأكبر للشهيد (محمد): " قسما بالله العظيم ما بنام الليل، نشعر بألم لا يعلم فيه إلا الله، وفي الأخر نرى جثمان أبونا عليها أثار التعذيب".
وتتزامن جريمة قطعان المستوطنين بحق وردة مع عشية يوم العمال العالمي مطلع شهر مايو، فبدلًا من إكرام العامل وإعطائه حقه كاملًا، أصدر الاحتلال وقطعانه من المستوطنين قرارًا بإعدام العامل الفلسطيني بدم بارد.
الابن الأكبر للعائلة محمد وردة يقول: "نعيش أيام صعبة وأليمة منذ خبر فقدان والدي والجهات المختصة لم تتواصل معنا حتى اللحظة بشأن الأسباب الحقيقية لاستشهاد والدي في الداخل المحتل".
ويضيف: "لدينا معلومات أن والدي استشهد بشكل مقصود تحت التعذيب والاعتداء على أيدي المستوطنين، محملًا الاحتلال ومخابراته ومستوطنيه مسؤولية استشهاد والده".
وفي تفاصيل الاستشهاد، يروي محمد: "الاتصال فُقد مع والدي قبل خمسة أيام من وصول جثمانه إلى القطاع، أي بعد ساعات من خروجه من قطاع غزة متوجهًا للعمل بالداخل المحتل، وعقب مغادرة العاملين، مكث أمين في المكان الذي يعمل به، ثُم فُقد بعد ثلاث ساعات ما دفع عائلة للتواصل مع أكثر من جهة منها الارتباط الفلسطيني والصليب الأحمر؛ لمحاولة الوصول له، لكن دون التوصل إلى أي معلومات".
وتابع نجل الشهيد: "وبعد 5 أيام من البحث والتواصل جرى إبلاغنا من الارتباط المدني، بوجود جثة والدي هامدة في مشرحة أبو كبير في الداخل المحتل".
وشدد على أن استشهاد والده يأتي جراء السياسة "الإسرائيلية" الممنهجة والعنصرية والمقصودة ضد الفلسطينيين، مؤكدًا أن العائلة لن تسكت على هذه الجريمة، وستواصل خطواتها للكشف عن ملابسات جريمة الاحتلال.
ويلفت محمد، أنهم قاموا بتزويد المؤسسات الدولية والحقوقية بالصور والفيديوهات التي تثبت وجود علامات تعذيب وتنكيل ظاهرة على جثمان والده الشهيد أمين، داعيًا إياهم لكشف الحقيقة وتعرية الاحتلال وفضح جرائمه أمام المجتمع الدولي.
وطالبت عائلة شهيد لقمة العيش أمين وردة، والذي استشهد تحت التعذيب على أيدي قطعان المستوطنين، المؤسسات الحقوقية والدولية والجهات المختصة، بالكشف عن ملابسات إعدام والدهم.
وأعلنت عائلة وردة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الخميس المنصرم، عن استشهاد نجلها أمين عبد القادر وردة (59 عاما) بعد خمسة أيام من فقدانه بظروف غامضة خلال عمله في أراضي 48.
وحسب الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، فقد استشهد 9 فلسطينيين من قطاع غزة في "إسرائيل" منذ بداية العام الماضي، 3 منهم منذ مطلع العام الجاري، ما يشير إلى نوايا الجماعات المتطرفة تجاه عمال غزة، داعيًا المنظمات الدولية لفتح تحقيق مستقل بجرائم الاحتلال بحق العمال.