فتح ميديا - القدس المحتلة:
دعا نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية بالقدس الشيخ ناجح بكيرات للاستمرار في الرباط و شد الرحال الى المسجد الأقصى المبارك، الذي لا زال يواجه الخطر، جراء استمرار اقتحامات المستوطنين، والإجراءات التي يفرضها جيش وشرطة الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى.
و قال بكيرات: "إن الاحتلال لم يرق له الحشود البشرية التي زحفت الى المدينة المقدسة والمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، لذلك فهو يصعد من انتهاكاته التي يهدف بها الى تحقيق الحلم الصهيوني في مدينة القدس بشكل عام وفي الاقصى بشكل خاص".
ولفت بكيرات الى أن الحلم الصهيوني يتجلى في إقامة "الهيكل المزعوم" على انقاض المسجد الاقصى وتقديم المدينة كـ "عاصمة يهودية" لمشروع الدولة اليهودية، وهذا بالضبط ما يريده الاحتلال للحلم الصهيوني والاحتلال الاسرائيلي وبالتالي هو يسعى من خلال ثلاث مسارات لتحقيق هذا الهدف وهي:
تغير الرؤيا البصرية لمدينة القدس
ووفقاً لبكيرات، فإن المسجد الأقصى يتميز بحضور اسلامي شامخ، حيث لا يمكن أن ترى البلدة القديمة بلا القدس وقبة الصخرة الذهبية، بالتالي هذا الحضور مزعج لليهود، لذلك أرادوا ان يغيروا هذا الحضور، منذ الاحتلال الى الان، هدموا باب المغاربة وأنشأوا مشاريع كثيرة، حاولوا ان يغيروا في الأبنية التي تحيط بالمسجد الأقصى وحاولوا إن يوجدوا استيطان في محيط الأقصى وإنشاء كنيسة الخراب حتى يغيروا الوجه الإسلامي للمدينة.
المسار الديمغرافي
الدكتور بكيرات أشار الى أن المعركة الديمغرافية مع الاحتلال في القدس ما زالت مستمرة، مؤكداً بأن الاحتلال اعترف بان اكثر من ست ملايين مسلم زاروا القدس خلال شهر رمضان، حيث أن هذا الحضور البشري والحضور البشري اليومي في كل صلاة وأيام الجمعة، وهذا التدافع يشكل ويعطي صورة للعالم بان هذه المدينة مدينة عربية اسلامية ليس في مبانيها وحجارتها وانما في حضورها، ويعطيها هوية وروافد، ولذلك لجأت حكومة الاحتلال الى تأجير المقدسيين، هدمت بيوتهم واعتقلتهم وضيقت عليهم، وضربتهم في اسواقهم وفرضت عليهم كل انواع الضرائب بهدف تخفيف الوجود العربي.
فرض سياسة إدارية غير الأمنية
في هذا السياق أوضح بكيرات بأن الاحتلال فرض بالجيش والشرطة والمخابرات والكاميرات سياسة أمنية ولكنه كان مازال بعيداً جدا عن فرض السيادة الإدارية، وبالتالي هو يريد ان يلغي الأوقاف، ولا يريد ان يرعى أوقاف أو حراس، ولا يريد ان يكون الذي يدير هذا المكان هم أهله ، بل إن هناك مطالبات حثيثة لإلغاء دور الأوقاف الإسلامية.
ولفت الى أن الاحتلال يريد فرض سيادة إدارية على المكان ومن ثم ينتقل بالسيادة على كل المصليات، ورأينا كيف دخلوا على المعتكفين داخل المسجد الاقصى وفي المصلى القبلي وفي اعمار الفسيفساء في قبة الصخرة، ويريدون أن يعطلوا كل إدارة عمرانية وانسانية أياً كانت في المسجد الاقصى.
و دعا بكيرات للتجذر قدر المستطاع بالمسجد الأقصى، بالقدر الذي نستطيع أن نحمي فيه مسجدنا ونحمي باب الرحمة واقصانا، مشدداً على ضرورة استمرار شد الرحال إليه
و قال: "علينا أن نستمر وألا نتوقف، وأن ننهك الاحتلال، لا أن ينهكنا وأن نجبره على التراجع، ولا أن يجبرنا، هذه القضية مهمة جدا في الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال أن يغلق باب الرحمة".
وتابع يقول: "على شعبنا يدرك أن عملية اغلاق باب الرحمة هي عملية سيطرة ع المسجد الاقصى ككل وبالتالي نعتقد أن وظيفة كل من يعشق الاقصى أن يتواجد فيه ويشد الرحال اليه، بالإضافة الى ننشر الوعي حول كيف يفكر الاحتلال وكيف ينهي القضية الفلسطينية وكيف يخطط لأخد القدس عاصمة له وبذلك علينا زيادة الوعي لأبنائنا في أهمية بقاء القدس عربية لا يقبل القسمة على 2".