صراع الجنرالات في السودان يأتي في إطار الصراع القائم منذ سنوات طويلة بدعم من"إسرائيل" لمختلف الأطراف المسلحة المتنازعة بأشكالها المتعددة لتقسيم السودان، لقد سبق وأن دعمت"إسرائيل" جنوب السودان في إطار عملية تقسيم وتحويله إلى دويلات ضعيفه تحت سيطرتها تحكمها المليشيات من القبائل العربية وذات الأصول الأفريقية وتعميق الخلافات الطائفية والمذهبية والعرقية وتسعى "إسرائيل" من خلال الصراع القائم بين البرهان رئيس دولة وقائد الجيش من اضعافه، ودعم الجنرال حميدتي الذي يقود ما يسمى قوة التداخل السريع، وكلا الجانبين لهم علاقات متينة مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتقوم الأجهزة الأمنية في وضع آلية التعاون بينهم في الوقت الذي يكون مناسب، ولكن في الوقت الحاضر معنية في الإبقاء على الصراع وغياب الحسم العسكري لأحد الأطراف، ضمن مخطط الإسرائيلي من أجل خروج البعثات الدبلوماسية والأجانب من عموم السودان وتحويله إلى قواعد عسكرية إسرائيلية؛ للسيطرة على نهر النيل والممرات المائية وسيطرتها على البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى سيطرتها على الثروات الطبيعية وخاصة مناجم الذهب؛ لذلك فإن خروج الرعاية الأجانب والبعثات الدبلوماسية قد يكون بسبب الاشتباكات المسلحة، ولكن من غير المعقول بأن يبقى السودان فريسة "لإسرائيل" مما يسبب بعزل السودان عن المحيط العربي وعزله عن إفريقيا، وهذا النهج في السلوك الممنهجة" لإسرائيل "يشكل تهديد للأمن القومي العربي وخاصة لمصر وأمنها الوطني، وكذلك فإن الوجود الإسرائيلي في السودان يشكل تهديد للجزائر وأمنها ودورها الإقليمي في القارة الأفريقي، حيث منعت إنضمام "إسرائيل" عضوا مراقب في الاتحاد الأفريقي.
لذلك استغرب هذا الخروج وترك السودان فريسة ، التعاون الأمني بين "إسرائيل" والسودان منذ سنوات طويلة ووفقا للمعلومات فإن حزب الأمة السوداني على تواصل قبل إستقلال السودان، وأن الأنظمة التي سبق وحكموا السودان كانوا على تواصل مع "إسرائيل"، إضافة إلى الزيارات الأمنية والعسكرية بين الجانبين، وقام الرئيس السابق جعفر النميري بصفقة يهود الفلاشا وهجرتهم من إثيوبيا إلى "إسرائيل" ولم تنقطع الاتصالات في حقبة الرئيس البشير، حيث قام نائبه عزت بزيارة "إسرائيل" في إطار منظومة العلاقات بين الجانبين، والآن وفي حال غياب الدور العربي فإن "إسرائيل" سوف تعمل على الفتنة الداخلية وتصعيد أمد الصراع القائم في السودان وتفتية وتقسيم السودان، لقد أسهم التطبيع بين العديد من دول العربية و"إسرائيل " إلى إعلان عن اللقاء بين الرئيس البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عام 2019 في إطار هرولة المغرب والإمارات العربية المتحدة في سير نحو التطبيع الشامل مع الإحتلال الإسرائيلي ومحاولات تمرير ما يسمى الأبراهمية في سياق تسهيل عملية التطبيع وتهويد مع الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري . وفي سياق الأزمة ألتي تشهدها السودان نشير حول الجهود
في التعاون العربي في تأمين الخروج للجاليات العربيه والطلاب في الجامعات السودانية، وفي هذا السياق نتوجه في الشكر والتقدير إلى سفارة الجزائر في السودان وجهودهم الأخوية بنقل مجموعة من الطلبة الفلسطينيين وإلى جهود المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية والتسهيلات وتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وسفارات فلسطين والتسهيلات من قبل المملكة الأردنية الهاشمية بتعاون مع السلطة الفلسطينية وسفارة دولة فلسطين، وفي هذا السياق أستغرب الهجمة الممنهجة من قبل البعض على السلطة الفلسطينية رغم إمكانية السلطة المتواضعة جداً ،أمام الإمكانيات لدول العربية الشقيقة رغم ذلك فإن السلطة قامت بتشكيل غرفة عمليات مشتركة من مختلف الأجهزة الأمنية الفلسطينية لتعاون مع الأشقاء العرب وتأمين نقل الطلاب والطالبات والجاليات الفلسطينية،
ومع كل ذلك تقضي مسؤولية الدول العربية بعدم ترك السودان فريسة "لإسرائيل" علينا بأن ندرك بأن الأمن الوطني لا ينفصل عن الأمن القومي العربي.