كيف تنظر الاستخبارات الاسرائيلية إلى التحدي الإيراني؟
تاريخ النشر : 13 ابريل, 2023 09:23 صباحاً

فتح ميديا - وكالات:

تحدث أربعة من كبار ضباط المخابرات الإسرائيلية عن التحدي الذي تشكله إيران على اسرائيل، وشرحوا مدى تعقيد خريطة المصالح، معتبرين أن "الإيرانيين يتابعون كل ما يحدث الآن في إسرائيل، ويصفقون".

وأجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية مقابلة مع الضباط الأربعة وهم رؤساء أقسام فرع إيران بجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، وذلك أثناء احتجاجات  ضد التعديلات القضائية في محاولة لفهم تداعيات الأزمة السياسية والاجتماعية في إسرائيل.


خطأ استراتيجي

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن قسم الأبحاث في "أمان" يؤيد ربط ساحتين رئيسيتين، الإيرانية والسورية، مشيرة إلى أن عام 2015، اعتبر هذا الأمر نقطة تغيير  وتحول في الديناميكيات بشكل كبير، بالتزامن مع توقيع  الاتفاق النووي الإيراني الذي دخل حيز التنفيذ خلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما.
أما نقطة التحول التالية فكانت في مايو (أيار) 2018، عندما قررت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، تحت ضغط إسرائيلي مكثف بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الانسحاب من جانب واحد من الاتفاقية وتشديد العقوبات على طهران.

وذكرت الصحيفة أن قرار الانسحاب أحادي الجانب من الاتفاقية في السنوات الأخيرة يعتبره العديد من كبار أعضاء المؤسسة الدفاعية خطأً استراتيجياً، حيث إنه أدى إلى نتيجة معاكسة ومثيرة، حيث إن إيران تقدمت في السباق نحو القنبلة.
ويوضح أحد ضباط "أمان"، أن "الاتفاق النووي في تلك السنوات أدى إلى تقليص المهام المتعلقة بإيران"، ومن ناحية أخرى بدأت إيران في التدخل بشكل أكبر بالمنطقة عن طريق تنظيم "حزب الله"، وعن طريق التحالف مع النظام السوري ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وهو تحالف انضم إليه الروس أيضاً.
وتابع الضابط: "من وجهة نظر الإيرانيين، كانت هذه أيضاً فرصة لتعزيز نفوذهم وبناء القوات استعداداً لحرب مستقبلية ضد إسرائيل، واليوم تمثل إيران تحدياً أكبر بكثير لإسرائيل، سواء بسبب النووي، أو بسبب نقاط الاحتكاك العديدة معها".
ولفتت الصحيفة إلى أن الفترة الأمنية المتوترة في الساحة الشمالية دليل كبير على هذا الأمر، مشيرة إلى إسقاط إسرائيل لطائرة إيرانية بدون طيار بعد دخولها مرتفعات الجولان من سوريا، وإلى مقتل ضابط في الحرس الثوري الإيراني والذي يبدو أنه عمل مستشاراً لحزب الله في مختلف المجالات العسكرية، بما في ذلك مجالات الدقة الصاروخية، في هجوم منسوب لسلاح الجو الإسرائيلي.


تعقيدات

وأشارت معاريف إلى أن تسلسل الأحداث في الآونة الاخيرة يوضح مستوى تصاعد التوترات مع إيران، مضيفة أنه فيما يتعلق بإسرائيل فإن التحدي يزداد تعقيداً، فبصرف النظر عن الملف النووي، فإن التهديدات على طول الحدود والربط الوثيق بين إيران وحزب الله وحماس وعناصر مسلحة أخرى في الساحة الفلسطينية تجعل رؤساء المؤسسة الأمنية مشغولين ليلا ونهارا.
وتابعت: "من هنا تأتي أهمية فرع إيران في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بسبب تداخله مع ساحات معادية، حيث يعمل على محاولة فهم ما يحدث والتحقيق بعمق فيه، ويحلل الوضع والتداعيات من زاوية تكتيكية واستراتيجية". وبحسب الصحيفة، يقول كبار المسؤولين العسكريين: "اليوم نحن نستعد أكثر بكثير لهجوم محتمل في إيران".


5 عناصر مؤثرة

ويجري جهاز "أمان" تقييماً دورياً يتناول مجموعة متنوعة من القضايا، ويوضح أحد الضباط: "من المستحيل فصل القضية النووية الإيرانية عن الاحتجاج الداخلي في البلاد".
وبحسب  فرع إيران في "أمان"، فعلى المستوى السياسي، هناك خمسة عناصر مؤثرة في صنع القرار في قيادة الحرس الثوري، الأول هو الوضع الداخلي في البلاد، واستقرار الحكومة في ضوء الوضع الاجتماعي العام، حيث إن 80٪  تقريباً من الإيرانيين لا يؤيديون النظام الحالي.
العامل الثاني المهم في صنع القرار الإيراني هو الوضع الاقتصادي، والثالث هو الرغبة في خلق سلام داخلي وخارجي ضد التهديدات العسكرية، والرابع هو القوة الصناعية لإيران، أما العامل الخامس والأخير في أولويات إيران، وفقاً لضباط المخابرات الإسرائيلية فهو السياسية الخارجية.
وذكرت الصحيفة أن إيران لا ترغب في أن تكون في وضع مماثل لوضع كوريا الشمالية، ولكنها تريد أن تكون جزءاً من دول العالم، وأن يكون لها تأثير.